معارك الجهد الخاسر!
السبت, 25 نوفمبر, 2017 - 06:09 مساءً
الحد الأدنى ليكون المرء- فردا أو مجموعًا، أو حتى حزبًا- مشاركا فاعلا في مواجهة المشروع الظلامي للحوثي والمخلوع ؛ هو ألا يفتعل معارك جانبية تؤثر سلبا على مقاومة الوطن للمشروع الظلامي، وأن يكون داعما ومساندا لصف الشرعية بكل ما يستطيع، فإن لم يستطع تقديم شيء، أو فعل ما ينفع، فعلى الأقل عليه أن يكف لسانه ويحبس قلمه من التعريض لها أو طعنها.
قد يقول قائل أنتم تتسترون على المخطئين بمبررات عدم شق الصف ونحن إنما نكشف ونفضح ونعري هؤلاء.
والأمر الذي يحتاج إلى فهم، هو أن فضح الفساد وتعريته شيء، واستهداف المقاومة وصف الشرعية بغرض تصفية الحساب مع شخص أو أشخاص - أو حتى حزب - شيء آخر. فما يجمع صف الشرعية هو إسقاط الانقلاب والتحرر من مشروع ظلامي تدميري يأتي على الوطن حاضرا ومستقبلا، وفكرا وهوية، وهو ما يحتم علينا الوقوف صفا واحدا تجاه الهدف الأسمى، والذي لا يقبل المساومة، وعار على أي إنسان أن يتخذ منه وسيلة للمساومة او المناكفة.
غرور وتعال مفرط أن تضع نفسك في منصة القاضي لتصدر الأحكام المدينة للآخرين وتقديم نفسك على أنك الأطهر والأنقى !
إن حسن إدارة الخلافات الجانبية في صف الشرعية وجعلها في إطار السيطرة أو تحت السيطرة - كما يقال - هو عمل كبير يخدم الشرعية و يسهم بفاعلية في التصدي للمشروع الظلامي ومقاومته والتعجيل بإسقاطه .
وهذا الأمر يتطلب من قيادات العمل السياسي في كل الأحزاب والتنظيمات أن تقود قواعدها، لا أن تنقاد هي لها، ولا يعني هذا عدم الالتفات لرأي القواعد، بل المطلوب هنا تحديدا الأخذ بعين الاعتبار لرأيها و طموحاتها، وقواعد أي حزب أو تنظيم، هي تلك المساحة العريضة والتي لا يعبر عنها آحاد منتسبيها ممن لهم مشاكلهم الخاصة التي لا يرون انتماءاتهم التنظيمية إلا من خلال مشاكلهم تلك، أو من أولئك الذين يتمتعون بنصيب وافر من الرؤى الحدية، أو ذوي الجدل والمناكفات التي تملي عليه بردود فعل لحظية غير مدروسة، أو غرض نفسي يريد من حزبه وتنظيمه أن يتبناه، فتقف بعض قيادات في الحزب أو التنظيم ليداهن ويتساهل أمام أفراده الذين يصل ببعضهم الحال- على قلتهم - إلى إصدار أحكام غاية في التطرف وهي أن المشروع الظلامي أخف ضررا وأقل (شرا) من علان، أو من الجهة الفلانية !!
مثل هذه الأصوات المحكومة بردود الأفعال أو منافسات الأقران في إطار القواعد وبالرغم من قلتها إلا أنها تحدث تأثيرا وبلبلة وتجر إليها من يتعصب لمناصرتها بحكم الانتماء، فيكون هذا النوع له شلة داخل هذا التنظيم أو ذاك الحزب، وتكون هذه الشاة مضرة بالحزب أو التنظيم أكثر من إضرارها بالآخرين، فتشتعل جبهة المناكفات والقصف الإعلامي الذي يظهر المسار الإعلامي في تعز مثلا و كأنه حرب شعواء مدمرة و جبهة ممزقة.
هنا يبرز الدور المطلوب من القيادات السياسية والتنظيمية التي يفرض عليها الواجب الوطني وضع حد لهذا (السفه) الإعلامي المضر بالجميع. وأن يتنادى الجميع لتهديف الأداء الإعلامي نحو العدو المشترك وتوجيهه لذلك الامر باستمرار.
من الظلم أن تهدر طاقات وجهود في المعركة الخطأ، ويوم تسير في المكان الخطأ فمعنى ذلك أن المستفيد الوحيد هم أصحاب المشروع الظلامي.