القرد العاري والنكسة الصحفية
الخميس, 11 يناير, 2018 - 07:28 مساءً
عديدةٌ هي الخطابات العرجاء التي ظهر فيها زعيم المليشيات الحوثية وهو يحرض عصابته ضد الصحفيين والإعلاميين بشكل مباشر ، فتارة يهذي أن الاعلاميين والمثقفين أخطر من المقاتلين وتارة ينعتهم بالخونة الذين يستوجب معاقبتهم، هذا القاتل المرتعب من الحقيقة دائما ما كان يخشى الاضواء، ولهذا قرر ان يطفيء كل اشعاع يظهر دنسه وبشاعته .
من هذا المنطلق نفهم سبب توحش الميليشيات ضد الصحفيين والإعلاميين والمثقفين خاصة، فليس المسلح الذي طرق ببلادته غرفة الصحفيين في أحد الفنادق ليختطفهم؛ سوى مجروذ أبله يتبع ما يملي عليه سيده العاري، الذي يخشى الفضيحة ويقمع حاملها بشتى الطرق، هذا الفتى المجذوب الذي لم يعرف يوماً معنى أن تكون صحفيا، لا يمكنه التعامل بلطف مع من يمعن في نقل تفاصيل عورته المبثوثة في كل شبر من هذا البلد .
لم يقف عبد الملك يوما أمام عدسة أي صحفي في أي برنامج مباشر على قناة تلفزيونية، عدا عن وقفته الوحيدة أمام شاشته التي تروج لأفكار القروسطية المتخثرة، ولهذا فمن المستبعد أن يدرك هذا المهوس بالدم قيمة أي صحفي خارج جوقته المملوءة بسمومه..
يمكننا القول أن المليشيات الحوثية تمارس عداء ممنهج ضد الصحافة، الهدف منه إسكات أصوات الحقيقة لتختفي بشاعاتهم الصارخة التي ترتكبها بحق المدنيين من أبناء البلد .
كانت أسوا مرحلة عرفتها الصحافة اليمينة تبتديء منذ اللحظة التي اجتيحت فيها صنعاء من قبل متمردي الحوثي، حيث شهدت السنوات الثلاث الماضية تسونامي عدائي ضد الصحافة والصحفيين ، صبت العصابات الفاشية كل حقدها وبشاعتها على أجساد الصحفيين، ووضعتهم نصب أفواه بنادقها الكهنوتية .
يقبع في سجون المليشيات 15 صحفي مر على بعضهم قرابة ثلاثة أعوام، وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها الصادر عام 2015م، فإن مليشيا الحوثي تعتبر ثاني أخطر جماعة على الصحفيين في العالم بعد جماعة داعش.
في سابقة هي الأشد وحشية ضد الصحافة اقتحمت المليشيات فندق قصر الاحلام في شارع الستين بصنعاء في 9/6/2015 - قبل عامين ونصف - واختطفت 9 صحفيين ونهبت اجهزتهم ومقتنياتهم الشخصية واقتادتهم الى سجن مكافحة الارهاب واخضعتهم للتعذيب الجسدي والنفسي واخفتهم في عدة سجون .
تفنن الجلاد الحوثي بممارسة هويته الفاشية في السجون وبدأ بالتحقيق مع الصحفيين المختطفين على مجموعات فردية وجماعية، نهارًا وليلا بأساليب جديدة ومتطورة، لا تقل بشاعة عن وجه السجان الواقف على باب الزنزانة المكتظة بالظلم والقهر والألم .
لم تكتفي بهذا بل عممت قائمة تضم 90 إسم من الصحفيين والناشطين والسياسيين مطلوبين لديها وتم ملاحقتهم واختطاف بعضهم أمثال الصحفي في قناة سهيل صلاح القاعدي ، مما أضطر الصحفيين الاخرين الى الهجرة خارج صنعاء بحثاً عن نظام ودولة لا تقيد فيها حرياتهم.
ومنذ إن غزا عبد الملك الحوثي المحافظات ؛ أصبحت صنعاء ذو عرش خاوي من الصحفيين والمراسلين، باستثناء صحفيي قنوات الحوثي وقنوات حزب الله اللبناني ، وبالنسبة للحوثي فهذه القنوات هي كل وسائل الاعلام المحلية والدولية وهي التي لا تكذب وتنقل الحقيقة وتمثل الرأي والرأي الآخر وهي صدق الكلمة..!
كل عام وأنتم تماثيل حرية يا أطهر الزملاء
كل عام وأنتم صناديد الكلمة ورموز شرف لا تموت
كل عام وأنتم أعلام شعبنا المقاوم ورؤس حربته ضد الطغاة
كل عام وأنتم أحرار بيننا نتبادل معكم الخبز والاغنيات.