توجس!
الثلاثاء, 20 فبراير, 2018 - 05:05 مساءً
شوارع صنعاء مقطعة، تنشتر نقاط المليشيا في الطرقات، في الأزقة، في المنافذ، يأخذون المطلوب لقوائمهم وغير المطلوب، من لا يستطيع أن يموه وجهه ومن يستطيع. تحت تخمينات الحظ يدخل العائد إلى صنعاء على طريقة ميغيل ليتين أثناء دخوله تشيلي في منتصف الثمانينيات أيام انقلاب «السيد» بيونشيه.
شاعر شاب استخدم مائة حيلة ليصل إلى العاصمة، التي حوت كل فن، ليحتفل بخطوبته، وكأن صنعاء قد لفظت فن الشعر واكتفت بالدكاك والجنيد.
أحد المصورين الصحفيين عاد إلى أسرته متنكرًا ليحتفل بعرس ابنته، لم تقتنصه المليشيا غير أن السكتة داهمت قلبه فأوقفته إلى الأبد، مات بأمان بين أسرته في العاصمة المرعوبة.
يقوم أفراد المليشيا بتوقيف المارة لغرض التفتيش والابتزاز، يخفون الصوت الذي يرتفع عليهم قليلًا والأصوات التي لا ترتفع بالطبع، يخفونه، يخطفون، يقتلون ويجرحون.
كيف يكون الطريق سالكًا إلى عدن في هكذا أجواء.
ينحشر الركاب داخل الباص الطويل، يتزاحم الضباط والجنود من الذين كانوا مع صالح حتى الأمس القريب، ليس هذا المهم، يمرون من صنعاء موطن المليشيا مرور الكرام الغانمين، أمام مرأى الحوثيين، يقولون: سنذهب لنقاتلكم.
يمرون من جميع النقاط، نسأل الله السلامة لكل يمني، غير أنه لا أحد من الحوثيين يوقفهم وهم في طريقهم إلى عدن. هم في طريقهم إلى المعسكر المفتوح لطارق صالح والذي لا يعترف بالشرعية ومتحمس لمقاتلة الحوثيين لأنهم قتلوا عمه الرئيس السابق.
في أول نقطة للشرعية تجاه الضالع، يتم إيقاف جنود وضباط طارق، فتأتي أوامر الإفراج من الفصيل المتهم بعرقلة الشرعية في عدن، من محافظ عدن المقال وبطل الغفلة باسم قضية الجنوب، عيدروس الزبيدي.
ـ المرور من نقاط المليشيا بسهولة.
ـ التوجيه بالإفراج عنهم، من قبل من تصفهم الشرعية بالمتمردين.
ـ التجمع تحت قيادة طارق، وهو الذي كان يتأهب لقيادة الجبهة الغربية أيام ما كان متحالفًا مع الحوثيين تحت يافطة "محاربة المرتزقة".
هذا كله يثير التوجس لدى أي يمني، ويزرع التشاؤم من التحالف لكنه يكتم غيظه ويقنع نفسه: ربما تكون خطة استراتيجية من التحالف، سنصبر حتى النهاية.
ليس عنتر وحده من يتوجس، عنتر أكثر شخص في البلاد كان يقرأ الجرائد، اكتسب خبرة في قراءة الأوضاع، يقول عنتر بقلق: هؤلاء يبنون قوة احتياطية للمليشيا في مناطق الشرعية، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كانت صنعاء عاصمة، فتحولت مأوى للانقلابيين المتجسدين في مليشيا الحوثي وقوة صالح، والتي اتضح فيما بعد أنها كرتونية.
صارت عدن عاصمة للشرعية، وبها استقر رجال التحالف، فبدأت تتحول تدريجيًا إلى مأوى لجماعات التقويض، بدءًا بعيدروس وما فعله في يناير، وليس انتهاءًا بفتح مراكز تدريب لطارق صالح في فبراير.
"تقويض الشرعية"، عنتر شخصيًا هو من قال هذه الكلمة الكبيرة والتي تؤكد أنه محلل بس ما بوش من يعرف به.
*نقلاً عن يمن مونيتور