×
آخر الأخبار
"أمهات المختطفين" تقول إنّ 128 شخصًا على الأقل توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين مقتل شاب برصاص مسلحين في أحد شوارع صنعاء مليشيا الحوثي تطلق سراح 2 من قتلة الشيخ "أبو شعر" وقبائل إب تتوعد بالتصعيد مؤسسة "وطن" تقدم قوافل غذائية لجرحى الجيش والمقاومة في مأرب المنتخب الوطني يخسر أولى مبارياته بخليجي 26  "إدارة اليمنية" تجدد مطالبتها بإطلاق طائراتها من فبضة الحوثيين في مطار صنعاء     اطلاق سراح إعلامية من سجون  مليشيا الحوثي في صنعاء برئاسة الوكيل ثعيل .. تنفيذي أمانة العاصمة يناقش خطط العام 2025 "مركز حقوقي" يؤكد العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين في سوريا منذ 2012    "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء

قحطان.. مرّةٌ أخرى!

الخميس, 05 أبريل, 2018 - 10:04 مساءً

 
ثلاث سنواتٍ وأكثر، ومحمد قحطان لا يُعرف مصيره في شيء، فيما يتجاهل الآخرون مجرد السؤال عن أحواله وظروفه القاسية ولو من باب إبداء التضامن المعنوي وإسقاط الواجب، ومنذ أعوام هذه الفترة الطويلة ولم تتح فرصة واحدة لأسرته وعائلته الصغيرة لمعرفة مكان احتجازه على الأقل، بحيث تغادر مربع القلق وتتمكن من العيش على أمل الانتظار وتتخلص من حالة المعاناة التي أصابتها بفعل الغياب الطويل.
 
من المفترض أن تعكس التوجهات المتعلقة بقضايا الحقوق الإنسانية رغبتها القوية في المطالبة بكشف مصير المعتقلين السياسيين وتوفير قدر من الحماية لهم، وخاصةً بالوصول إلى ظروف احتجازهم للاطمئنان على أحوالهم الخاصة ولإثبات وجودهم المرتبط بالحياة، لكن أن تحدث فكرة الاختطاف بالإضافة إلى التغييب القسري في جهة غير معلومة، وعزله عن أبسط الحقوق فهذا يعد انتهاكا صارخا للآدمية وتعدٍ واضح على الأعراف والقوانين، ولا يتسق مع كرامة الإنسان وقيم الحياة الدنيا.
 
وإمعاناً في إيلامه النفسي والجسدي عوقب صاحب النضال الوطني بهذه المحنة العصيبة التي حرمته الظهور مجدداً على منبر التنوير الوطني، بغية التوقف عن النشاط السياسي داخل الحركة الرافضة للهيمنة بكل صورها وأشكالها المختلفة، حيث وجدنا الحاجة المشتركة لتغييبه عن المشهد تقاطعت مع ذات الرؤى المستفيدة في وجه من يختلف معها..
 
كما لا يمكن استيعاب قوة الوحدة السياسية مالم تظهر النخب القائمة حرصها الشديد على عدم التفريط بهذه الشخصيات العظيمة، وتخطو خطوات جادة في سبيل المواقف التي تعزز من قيمة الانتصار للنماذج التي دافعت بوعي عن القضايا الوطنية، باعتبار عملها يمثل اتجاهاً صادقاً في مقارعة الخطوب وتقديراً للعلاقة الموصولة بالواقع، لكن على ما يبدو أن العقلية المتحررة من أعباء الماضي ربما لا تروق خصائصها أفكار المفترين على مصالح الشعب، وان ما كان عليه المناضل قحطان من سمات ومنطلقات لم يسبق لها بحال من الأحوال المداهنة أو الولاء يوماً لأعداء الدولة، ولم يكن فيما عرف عنه من صفات مرموقة سوى مقاوم صلب لمقتضى التمايز الذي ابتدعه غلّبة الحكام عبر فرص التاريخ التي دامت عقوداً من الأزمان..
 
ثم إن هناك بعداً آخر للخذلان والتجاهل لإرادة قحطان القوية، وهي كامنة في عزيمته وتسلحه بإرادة التغيير ومهمة الإصلاح الشامل للوطن، وهذا أيضاً يلقى خصومة شديدة من المناوئين لثورات الربيع العربي، وقد يكون سكوتهم على خيرة عناصر الوطن رغبة في اغتيال الحياة المدنية والتنكيل بالمنادين بها..
 
ومهما تعاظم بطش المخالفين لسنن التغيير، فإن أقطاب النظرة السوية أحق الناس بالاتباع، وأن إنكار ما يستحق الالتفات إليه هي محاولة لا يكتب لها البقاء حتى حين، ويبقى مناصرة الرجال الأقوياء هو ما ينبغي فهمه جيداً في وعي المناصرين لمبادئ الحرية والكرامة الإنسانية.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

فوزي الحقب