×
آخر الأخبار
  كتائب القسام تعلن استشهاد قائد أركانها محمد الضيف   مركز حقوقي: عناصر حوثية تعرقل الافراج عن الإعلامية "الخولاني" وتطلب ضمانات "مشددة" طلاب جامعة صنعاء يرفضون التغييرات الحوثية بكلية الطب الداخلية: ضبط ١٤٠٠ من المطلوبين خلال العام ٢٠٢٤ الجيش يعلن افشال محاولات هجومية للحوثيين في جبهات مأرب منظمة حقوقية تدعو الحوثيين للإفراج الفوري عن الصحفي المياحي ووقف الإجراءات التعسفية بحقه صنعاء.. مدير هيئة المقاييس والجودة التابع للحوثيين يحيل موظفات رفضن الفساد للتحقيق  الشيخ الأحمر يخاطب الحوثيين " الظروف تغيرت ونضال اليمنيين لن يتوقف حتى استعادة الدولة"   "صنعاء تقاوم ".. (رصد خاص) عن تنامي السخط الشعبي في وجه الحوثيين خلال العام 2024   أكدوا صمودهم بوجه المليشيا.. قبائل مراد وبني عبد تدعو لاستكمال معركة استعادة الدولة
د. محمد الظاهري

رئيس نقابة هيئة التدريس ومساعديهم بجامعة صنعاء وأستاذ العلوم السياسية

أكاديميو اليمنِ بين التجويعِ والترويعِ!

الأحد, 10 يونيو, 2018 - 09:07 مساءً

 مازال الأكاديميُ اليمني، كأغلبيةِ أبناء الشعبِ اليمني، يعانون من ثلاثيةِ: التجويعِ، والترويعِ، ومحاولاتِ التركيع!
 
حيثُ أضحى الأستاذُ الجامعيُ اليمني مهمومًا بتوفير لقمةِ العيشِ، التي غدت بعيدةَ المنالِ؛ لسد رمقهِ وأفرادِ أسرته!
 
صحيحٌ أنَّ الأكاديمي المبدئي والصادق، كما أكدتُ مرارًا، قد يجوعُ ولا يسترزقُ بقلمهِ، أو يتاجرُ بمبادئهِ؛ لأنَّ جامعتَهُ حصنهُ المنيع. يجوعُ ولا يبيعُ، وينتزعُ الحقوقَ ولا يجبُنُ أو يساومُ، ولن يطيع.
 
ولكن من الصحيحِ أيضًا، أننا كأكاديميين يمنيين ويمنيات قد غدونا فريسًة بين فكَّي وحشَّي التجويع ِ والترويعِ؛ بُغية التدجينِ والتركيع، رغم أننا مازلنا نعيشُ في وطنٍ، كان يوسمُ قديمًا بـ"اليمن السعيد"!
 
نعم، لقد نكبنا بقادةِ حربٍ بالإنابة، لا صانعي قرار وممارسي حكمٍ بالأصالة! إنهم بمثابة (بيادق)، (وحاملي بنادق) بأيدي الخارجيين والغرباء!
 
ولأنهُ كما يُقال "بالمثال يتضح المقالُ"، أود التوضيح هنا، أنهُ عقب إصابة (يمننا) الواحدِ بما أُسميهِ داء (التوأمة الصراعية والنزاعية)؛ أمسى لدينا سلطتان وحكومتان، إحداهما في عدن والأخرى في صنعاء. فالتي في عدن تطلبُ منك (كأكاديمي)، إنْ أردت الحصول على رواتبك المتراكمة والمتأخرة وغير المستلمة أو على بعضها، فيتعين عليك أن تتحول إلى (نازحٍ)ً وأنت في وطنك وجامعتك! أي أن المطلوب منا وَنَحْنُ مواطنون ومواطنات، التحول إلى مجرد (نازحين ونازحات) و(نائحين ونائحات)!
 
أما حكومة صنعاء، فأنكَ قد تحصل منها على بضع (أنصاف) من مرتباتك غير المستلمة، على ألا تضرب عن التدريس، بل تُدّرس، وتطيع وتعمل بدون راتب؛ رغم أنَّ الراتبَ استحقاقٌ لا ينبغي أن يخضعُ للخداعِ والمماطلةِ أو المساومة!
 
وهكذا، يسعون لتحويلك إلى العمل ب(السخرة)، أو مجرد (صخرة) في بلدٍ ما انفك (يصرخُ) أهلهُ جَوعًا ويلوكُ شعارًا! ومن ثم ضاقت الرؤيةُ واتسع الشعارُ!

إنّهُ يمنّ (وطنّ) لم يعد يحتضن سوى المدجنين لا المتعلمين! والمبندقين لا المثقفين! والخانعين لا المقاومين! والثأريين لا الثوريين! والبلداء لا العقلاء! وأنصاف الجهلة لا حاملي المعرفة! والمتسولين والأيتام لا أصحاب الأنفةِ وحملة الأقلام!
 
وهكذا، أصبح الأكاديميون والموظفون ضحايا لحكومتين (لدودتين)عجزتا عن القيام بالحد الأدنى من مهامهما، وفاقدتي مبررات وجودهما!
 
وهكذا، أمسينا بين مطرقة ما سُمي بسلطة (حكومة الشرعية)، وسندان ما وسمى بسلطة حكومة (الأمر الواقع)!
 
نعم، لقد أضحت (اليمنُ) مجرد مكانٍ منزوع الحقوقـ والحريات! بل(طينٍٍ) لا (وطن)! وسفينةٍ من دون ربان، وشراعٍ بلا (شرعية)!

يا وجعي؛ فقد غدا (يمنُنا) حزينًا لا(سعيدًا) ولا آمنًا! بل مقتتلًا لا متعايشًا، وتابعًا لا متبوعا! إنَّ لسان حالنا اليماني غدا مسيجًا بـ (شرعية اللاشرعية).
 

*رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

د. محمد الظاهري