×
آخر الأخبار
"مبادرة وطنية" تعلن رفضها أي مفاوضات لتبادل الأسرى والمختطفين قبل الإفراج عن "قحطان" الرئيس العليمي يمنح وسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى للسياسي محمد قحطان تضرر ما يزيد عن 32 ألف شخص في اليمن بسبب الصراع والكوارث المناخية في الربع الأول من العام الجاري المحكمة العليا بعدن تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة "حنين البكري" "أخذوني غصباً".. حين يشكو أطفال "صنعاء" من مراكز الحوثي الطائفية بتمويل كويتي .. وضع حجر الأساس لبناء مدرسة "إنسان" في مأرب مصدر في حماس: الفروق في مفاوضات غزة باتت بسيطة والعمل جارٍ على بندين "عكفة رهائن".. كيف علق اليمنيون على حضور "الراعي وبن حبتور" دورة عسكرية للحوثيين؟ "رشاد العليمي" يشدد على مضاعفة الجهود لتعزيز دور البنك المركزي في حشد الدعم الإقليمي والدولي الصحفي "عبدالخالق عمران": زعيم الحوثيين يقود حرباً منذ سنوات على الصحفيين والصحافة

اليمن.. رحلة البحث عن القائد المنقذ!

السبت, 26 أغسطس, 2017 - 04:33 مساءً


عندما تنهار الدولة انهيارا كليا أو تدخل في صراعات خطيرة مع القوى السياسية المناهضة لها، تجعلها تتخلى عن مهامها الأساسية التي بنيت عليه تجاه شعبها دون تمييز حزبي أو مناطقي، فمن المؤكد أن جماهير هذا الشعب ستتجه للبحث عن القائد الهمام والمنقذ الذي سيخرج الوطن من هذا الوضع المأساوي الكئيب، لا يعنيهم نوع هذا القائد ومن أي منطقة ما، ولا يعنيهم أيضا توجهه السياسي والحزبي أو تاريخه، ما يعنيهم هو الخروج من المأزق الذي يعانون منه، وإعادة الأمن والاستقرار إلى طبيعته الانسيابية، وعودتهم إلى الحياة الطبيعية.
 
هذا هو حال المواطن اليمني المنهك بين المآسي والآلام ،بسبب المصائب التي حلت على كاهله تباعا. المواطن اليمني اليوم يبحث عن السلام ولا غيره، يريد العيش بهدوء وكرامة، يحلم بعودة راتبه الشهري وحقوقه البسيطة المنهوبة. لقد سأم من أصوات المدافع، وأزيز الرصاص، ومن رائحة الدم المتناثرة هنا وهناك. لقد نال بسبب المليشيا الانقلابية الكم الهائل من الحزن والأسى، والفقر، والجوع والحرمان، والإذلال والكآبة والدمار ما يكفيه لعقود قادمه، بسبب ذلك يبحث المواطن اليمني بكل جنون عن البطل المنقذ. فالشعوب لا تفكر بعقل السياسي الطامح أو الانتهازي المتحين للفرص، همها هو العيش الكريم والطمأنينة المستدامة وحسب..!
 
لنعد قليلا إلى الماضي القريب عندما بدأت الترتيبات أو بالأحرى المبررات والذرائع التي ستمهد الطريق لإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء والدولة الشرعية فيها، لقد كانت الذريعة هي الجرعة المضافة على أسعار المشتقات النفطية بمقدار ألف ريال، هذه الزيادة السعرية بالتأكيد ستؤثر على المواطن اليمني الفقير وستزيد من حدة سخطه على الدولة، كل ذلك كان مقدمة لظهور المنقذ الحوثي، بعد أن كشر عن أنيابه بكل صلف وانحطاط، لكي يحشد الفقراء المعدمين حوله باسم إسقاط الجرعة المزعومة التي اتخذها مطية على حساب الفقراء والمساكين .
 
المخطط يدرك أن الحوثي هو المنقذ الوحيد حيث والأحزاب التقليدية تحكم البلاد بالتوافق طبقا للمبادرة الخليجية وهو خارج هذا التوافق !
 
ظهر هذا المنقذ بشعارات براقة تلامس المواطن الفقير الذي يمثل الغالبية العظمى من الشعب اليمني المغلوب على أمره، احتشد حوله المساكين والفقراء والمعدمين بالإضافة الى أحقاد صالح واطماعه!!
 
 هتف الكثير منهم لهذا المنقذ الذي سيخلصهم من الجرعة ومن الفساد، خوفهم وجوعهم وفقرهم الملازمين لهما، وفزعهم أعمى أبصار الكثير منهم، ليكتشفوا فيما بعد أنهم وقعوا في فخ ومأساة أعظم وأنكى من الجرعة المزعومة، لم يدركوا حجم المصيبة التي ستحل عليهم وأنهم سيدفعون ثمنها من أرواحهم وفلذات أكبادهم،  ومعيشتهم، وحقوقهم وكرامتهم، بل أن الشعب اليمني كاملا دفع ثمنا باهضا نتيجة تلك الجائحة المشئومة  ..!
 
إن خروج الجماهير المؤتمرية ومعهم الكثير من أبناء الشعب اليمني، وبالأخص من الفئة الصامتة وإحتشادهم في ميدان السبعين ما هو إلا للبحث عن هذا المنقذ الذي سيعيد كرامتهم ورواتبهم وحقوقهم البسيطة كما تخيلوا في الأذهان، وتعشموا خيرا في صالح المذنب الأول والمسبب الحقيقي لكل ماحل بهم لعل وعسى ينقذهم ويخلصهم ويعيد جمهوريتهم المسلوبة !!
 
لكنهم سرعان ما عادوا وهم يجرون وراءهم ذيول الخيبة والحزن واليأس والندم، ويندوبون حظهم التعيس، عادوا وهم يقولون لأنفسهم كم نحن أغبياء وسذج !! كيف نرجو الإنقاذ من الرجل الذي تسبب بكل هذا الدمار طيلة ثلاثة عقود من الزمن الغابر ؟!، أليس هو الشخص الذي دعم هذه المليشيا الانقلابية، وترعرعت في عهده وبفعل يده؟! أليس هو من أوصلها الى شرق البلاد وغربها بعد أن سلمها السلاح والعتاد ومفاصل الدولة ووووالخ؟!
 
إن مهمة البحث عن المنقذ لازالت مستمرة، للأسف الشديد لم تستطع الشرعية تجسيد هذا الدور ومن خلفها التحالف العربي خلال الفترة الماضية.

الشرعية تعاني من أزمة قناعة وأخلاق، والتحالف العربي يفتقد الى الرؤية الحقيقية التي ترشده إلى جادة الصواب،  لو عدنا قليلا إلى الماضي القريب ونظرنا إلى حجم الفرحة والأمل التي أعقبت خروج هادي من صنعاء سالما، وكذلك الفرحة التي أعقبت إنطلاق عاصفة الحزم، أو الفرحة التي أعقبت تحرير العند وفرضة نهم وقارناها باليوم لأدركنا أن ثقة المواطن اليمني بدأت تتضاءل كثيرا نتيجة اللامبالاة،  وعدم الرؤية الحقيقية للتحالف العربي والشرعية الدستورية  (للأسف) ..!


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

عبدالوهاب بحيبح