×
آخر الأخبار
حكومة تصريف الأعمال السورية تُعلن عطلة ليومين للاحتفال بعيد الميلاد  الحكومة العراقية تدرسا طلب واشنطن اغلاق مكتب الحوثيين في بغداد مأرب تستقبل 221أسرة نازحة خلال نوفمبر الماضي  المنتخب الوطني يواجه نظيره السعودي   مصادر: مقتل "امرأة" وحفيديها في حي سعوان بصنعاء "القيادة الرئاسي" يوجّه بعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من عدن "الصحة العالمية": اليمن سجل أعلى معدل إصابة بالكوليرا عالميًا خلال العام الجاري "أمهات المختطفين" تقول إنّ 128 شخصًا على الأقل توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين مقتل شاب برصاص مسلحين في أحد شوارع صنعاء مليشيا الحوثي تطلق سراح 2 من قتلة الشيخ "أبو شعر" وقبائل إب تتوعد بالتصعيد
بلال الطيب

صحفي يمني

عبدالرقيب.. نجم لا يغيب

الاربعاء, 24 أكتوبر, 2018 - 04:21 مساءً

كانت «مَلحمة السبعين يوماً» انتصاراً يمنياً خالصاً، وامتداداُ طبيعياً لتأكيد هويتنا الوطنية، ذَهب أبطالها لمقـارعة السماء، وأثبتـوا بأفواه البنادق، أن «صنعاء 68م» غير «صنعاء 48م»، فيما شعار «الجمهورية أو الموت» يأتي هادراً من خلف دخان الرصاص.
 
أسماء كثيرة خلالها لمعت، كان النقيب عبدالرقيب عبدالوهاب ذو الـ «25» ربيعاً أشهرهم، وحين ترك غالبية الضباط الكبار المعركة، تصدر وأقرانه الضباط الصغار المشهد، وتحت إلحاح منهم تم تعينه رئيساً لهيئة الأركان.
 
حسب تصريح له، أن «40» عملية عسكرية هي مجموع العمليات التي جرت خلال الحصار، وأضاف: «كان علينا أن نحرز كل يوم انتصاراً، ومن مجموع هذه الانتصارات الصغيرة، يتحسن الموقف يوماً بعد يوم، حتى نتمكن من احراز نصر كبير». 
 
ذات صباح، أطبقت قواته وقوات قادمة من الحديدة بقيادة أحمد عبدربه العواضي على القوات الملكية المتمركزة في «عيبان»، انتهى بالتحامهما الحصار «8فبراير1968»، وكان الاثنان بطلا النصر.
 
انشغلت النخبة الحاكمة بعد ذلك بالتمهيد للمصالحة الوطنية، استقبلت الملكيين «العائدين»، والضباط الكبار «الهاربين»، ليتجرأ الأخيرين ويطالبوا بالعودة إلى مناصبهم، التي صارت من مهام الضباط الصغار.
 
كان الضباط الصغار أكثر حماساً، سريعوا العاطفة، راقب الضباط الكبار تحركاتهم، درسوها، وأعدو الخطة للتخلص منهم، حدثت مناكفات، بدت كخلافات ظاهرها الحزبية، وباطنها المناطقية، ثم تطور الأمر إلى مشادات كلامية، تبعتها مواجهات مسلحة، أخرجت الطرف الأكثر ثورية إلى الهامش.
 
هناك، وعلى رصيف ميناء الحديدة «8مارس1968» كانت البداية، وصلت شحنة أسلحة روسية، دبَّ الخلاف حول أحقية من يستلمها، ليوجه رئيس الوزراء الفريق حسن العمري فور مغادرته الميناء بقصف مقر المقاومة الشعبية بالحديدة، قدَّم «عبدالرقيب» استقالته، كسب تأييد كثيرين، وتوالت الرسائل تثنيه عن قراره.
 
عاد «عبدالرقيب» الغير مؤطر حزبياً إلى منصبه، وعاد بعودته الصراع، وأضحت «الشيوعية» تهمة جاهزة لاعتقال وتصفية أي مشتبه به، وفي «24يوليو1968» عُقد في «عبس» مؤتمراً قبلياً، ضم مشايخ «اليمن الأعلى» بشقيهم «الجمهوري» و«الملكي»، وفيه تم الاتفاق على تشكيل «جيش قبلي». 
 
بادر الضباط الكبار بتشكيل ذلك الجيش، ووزعت الأسلحة الروسية الجديدة عليه، وأصدر «العمري» قراراً بإقالة علي مثنى جبران، واعتقاله، الأمر الذي أغضب «عبدالرقيب» وزملاءه، اصدروا بيان، رفضوا فيه تجزئة القوات المسلحة، ودعوا إلى محاكمة «الهاربين»، وعدم التصالح مع «الملكيين»، وهددوا بتفجير الموقف. 
 
تفجر الموقف «23اغسطس1968»، تبادل الطرفان القصف المدفعي لأكثر من «24» ساعة، تدخلت القبائل، فكان النصر حليف الضباط الكبار، تم نفي «22» ضابطاً إلى الجزائر، كان «عبدالرقيب» أحدهم، عاد إلى عدن، ثم صنعاء، وفي «ميدان التحرير» تمت تصفيته، وسحله، والرقص على جثته «24يناير 1969»، تدخل الشيخ أحمد المطري، وكسر «غمد جنبيته»، ودعا باسم القبيلة إلى إكرام جثة الشهيد. 
 
المفارقة العجيبة، أن بعض مشايخ الحجرية وقعوا حينها على وثيقة أهدروا بها دم «النقيب»، خاطبوا أسيادهم في صنعاء بعبارات فيها تهكم في حق ابن بلدهم، «ما هو إلا راعي غنم، وأنتم الذين جعلتم له قيمه!!»، هكذا قالوا، ليظل ذكرهم بعد ذلك باهتاً، وبقي «عبدالرقيب» نجماً مُشعاً في سماء النضال.
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

بلال الطيب