×
آخر الأخبار
مؤسسة "وطن" تقدم قوافل غذائية لجرحى الجيش والمقاومة في مأرب المنتخب الوطني يخسر أولى مبارياته بخليجي 26  "إدارة اليمنية" تجدد مطالبتها بإطلاق طائراتها من فبضة الحوثيين في مطار صنعاء     اطلاق سراح إعلامية من سجون  مليشيا الحوثي في صنعاء برئاسة الوكيل ثعيل .. تنفيذي أمانة العاصمة يناقش خطط العام 2025 "مركز حقوقي" يؤكد العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين في سوريا منذ 2012    "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء غارات عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء "القسام" تعلن قتل خمسة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا ‫ تقرير حقوقي: نصف مليون جريمة قتل ارتكبتها عصابة الحوثي بحق اليمنيين خلال عشرة أعوام

نعم ننشد السلام

السبت, 03 نوفمبر, 2018 - 05:21 مساءً

دائما ما كان يتوجه النقد للمواقف العربية التي يتم الإعلان عنها: أننا نسمع جعجعة و لا نرى طحينا! هذا طبعا أيام كان النظام العربي يمتلك الجرأة و يعلن عن مواقف، قبل أن يفقد آخر خاصية، حيث لم يعد - للأسف  - قادرا اليوم عن إعلان أي موقف تجاه أي قضية قومية:
  
          رب يوم بكيت منه فلما     صرت في غيره بكيت عليه
 و دول الغرب، الغارقة حتى الأذقان بالنّفَس الاستعماري- و لا أقول الصليبي مخافة أن أتهم بالإرهاب - ترى أن من حقها قول كل شيئ، و فعل كل شيئ، و رمينا بكل التهم، و ليس من حقنا ذلك بسبب الانظمة الرخوة.
 
 دول الغرب لهم أيضا جعجعتهم التي هي الاخرى بلا طحين، و لكن مصحوبة بدموع التماسيح، أحيانا و بالنار و البارود دائما.
 
 فكم هي بيانات التباكي على الحالات الإنسانية، يطلقها منظمات، و وزراء، و حكومات، و قنوات فضائية، و صحف كلها تروج و تتباكى؛ حتى إن البراءة لتظن مثلما يظن المغفل عند سماعهم أن ملائكة هبطوا من السماء، ثم نرى على الارض جرائم فظيعة بحق الإنسانية كمسلسل يومي، يدير لها هؤلاء المتباكون ظهورهم، و ليتهم يكتفون بذلك فحسب، بل يتواثبون لتبرير تلك الجرائم، و ليتهم حتي يكتفون بالتبرير، و إنما يشاركون بأدوات البغي و الغي و آلات القتل و الدمار يقدمونها للمجرم الهمجي.
 
  
ممارسات الكيان الصهيونى، بل الكيان الصهيوني بجملته، يمثل اليوم أكبر جريمة مجسدة على وجه الأرض، فتشريد شعب، و ممارسات القتل اليومي ضد الفلسطينيين، و حصار غزة منذ سنوات، في ظل غياب أنظمة الجعجعة التي انقرضت فلا نسمع لها همسا- و دعونا هنا نحيي موقف دولة الكويت الحي - فأمام تلك الجرائم المستمرة تتعرى جعجعة الدول الغربية، و تغيب مشاعر الحالة الإنسانية، و تجف دموع التماسيح، و يبرز الفيتو الأمريكي و الدعم الغربي الجائر للكيان الإجرامي.
 
   
في اليمن كانت هناك دول راعية للاتفاقية الخليجية، و زعمت لنا - يومها - هذه الدول الراعية، أنها ستقف في وجه أي طرف يهدد التسوية السياسية، و مضت بنود الاتفاقية الخليجية تخطوا خطواتها، و تم عقد مؤتمر حوار وطني شاركت فيه كل الأطراف، و كان له مخرجات، و تمرد على الاتفاقية و على مخرجات الحوار الوطني طرفان جهارا نهارا، و انتظر اليمنيون الدول الراعية، فلا هي تكلمت، و لا الحالة الإنسانية التي تدعيها ظهرت، تحركت مليشيا الحوثي عسكريا، و تم الغدر بمحافظة عمران، فلم نسمع بأكثر من تصريح لبعضها يؤكددعم رئيس الجمهورية، تقدمت مليشيا التمرد باتجاه العاصمة مسنودة بمكر و تآمر ، فابتُسم في وجهها، سقطت العاصمة أو غُدِرت، ففغرت دول من تلك الدول الراعية أفواهها؛ بعضها تطوع بإصدار بيان تؤكد وقوفها و دعمها لرئيس الجمهورية، و بعضها ربما كان لها دور آخر ، حدث الانقلاب و أصدرت دول منها بيانات ( تؤكد) كالعادة دعمها و وقوفها مع رئيس الجمهورية. و مضى الانقلابيون في غيهم يعبثون بمقدرات شعب و حاضر وطن و مستقبله، و الدول الراعية التي تعهدت بأن توقف كل من يهدد نجاح التسوية السياسية ابتلعت لسانها، و انطفأت مثل آلة خرجت عن جاهزيتها!
 
  
و عاثت مليشيا الانقلاب في اليمن فسادا، و لم يكن لقرارات مجلس الأمن التي صدرت أي دور أو فاعلية. و أدخل الانقلابيون اليمن أرضا و إنسانا حربا فرضت عليه فرضا، و أخذت الحالة الانسانية إجازة طويلة عند تلك الدول التي تستدعي الضمير،  أو الحالات الإنسانية عند حاجتها للتوسل بهما لمنافعها أو لتمرر بهما أغراضا يخدم أهدافها !
 
   
 
و اليوم عادت دموع التماسيح  لدى بعض الدول؛ لتتباكى على الحالة الإنسانية في اليمن، و تتكلم عن ضرورة إنهاء الحرب، و أن على جميع الأطراف اللقاء لحوار ، و يذهب أحدهم ليقول خلال 30 يوما.
 
  
الحالة الإنسانية هنا أو الضمير الإنساني، لا وجود لأي منهما، و لو كان أحدهما فقط موجودا، لما جعلوا الشعب اليمني في كفة و مليشيا عنصرية متمردة في كفة، لو كان الضمير حيا لما جعلوا الشرعية طرفا و مليشيا التمرد و الانقلاب طرفا، إنهم بذلك يجعلون الشرعي و اللاشرعي على حد سواء، و هذا لا يقول به معتوه.
 
  
تحقيق السلام و إيقاف الحرب هدف اليمنيين و هو ماينشدونه حتى اليوم، رغم خذلان المجتمع الدولي لليمن، و أهم أسس السلام إنهاء الانقلاب و أدواته العسكرية، و استعادة الشرعية بمؤسساتها، إلا إذا كانت بعض دول المجتمع الدولي لها رغبة خفية في تفخيخ حياة اليمنيين مستقبلا و تأجيل الاحتراب إلى حين؟ و إلا فإن بدهيات الأمور تقول إن على المجتمع الدولي إخضاع المتمرد للشرعية ، لا أن تجعلهما طرفان متساويان.


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

احمد المقرمي