نعم ننشد السلام
السبت, 03 نوفمبر, 2018 - 05:21 مساءً
دائما ما كان يتوجه النقد للمواقف العربية التي يتم الإعلان عنها: أننا نسمع جعجعة و لا نرى طحينا! هذا طبعا أيام كان النظام العربي يمتلك الجرأة و يعلن عن مواقف، قبل أن يفقد آخر خاصية، حيث لم يعد - للأسف - قادرا اليوم عن إعلان أي موقف تجاه أي قضية قومية:
رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه
و دول الغرب، الغارقة حتى الأذقان بالنّفَس الاستعماري- و لا أقول الصليبي مخافة أن أتهم بالإرهاب - ترى أن من حقها قول كل شيئ، و فعل كل شيئ، و رمينا بكل التهم، و ليس من حقنا ذلك بسبب الانظمة الرخوة.
دول الغرب لهم أيضا جعجعتهم التي هي الاخرى بلا طحين، و لكن مصحوبة بدموع التماسيح، أحيانا و بالنار و البارود دائما.
فكم هي بيانات التباكي على الحالات الإنسانية، يطلقها منظمات، و وزراء، و حكومات، و قنوات فضائية، و صحف كلها تروج و تتباكى؛ حتى إن البراءة لتظن مثلما يظن المغفل عند سماعهم أن ملائكة هبطوا من السماء، ثم نرى على الارض جرائم فظيعة بحق الإنسانية كمسلسل يومي، يدير لها هؤلاء المتباكون ظهورهم، و ليتهم يكتفون بذلك فحسب، بل يتواثبون لتبرير تلك الجرائم، و ليتهم حتي يكتفون بالتبرير، و إنما يشاركون بأدوات البغي و الغي و آلات القتل و الدمار يقدمونها للمجرم الهمجي.
ممارسات الكيان الصهيونى، بل الكيان الصهيوني بجملته، يمثل اليوم أكبر جريمة مجسدة على وجه الأرض، فتشريد شعب، و ممارسات القتل اليومي ضد الفلسطينيين، و حصار غزة منذ سنوات، في ظل غياب أنظمة الجعجعة التي انقرضت فلا نسمع لها همسا- و دعونا هنا نحيي موقف دولة الكويت الحي - فأمام تلك الجرائم المستمرة تتعرى جعجعة الدول الغربية، و تغيب مشاعر الحالة الإنسانية، و تجف دموع التماسيح، و يبرز الفيتو الأمريكي و الدعم الغربي الجائر للكيان الإجرامي.
في اليمن كانت هناك دول راعية للاتفاقية الخليجية، و زعمت لنا - يومها - هذه الدول الراعية، أنها ستقف في وجه أي طرف يهدد التسوية السياسية، و مضت بنود الاتفاقية الخليجية تخطوا خطواتها، و تم عقد مؤتمر حوار وطني شاركت فيه كل الأطراف، و كان له مخرجات، و تمرد على الاتفاقية و على مخرجات الحوار الوطني طرفان جهارا نهارا، و انتظر اليمنيون الدول الراعية، فلا هي تكلمت، و لا الحالة الإنسانية التي تدعيها ظهرت، تحركت مليشيا الحوثي عسكريا، و تم الغدر بمحافظة عمران، فلم نسمع بأكثر من تصريح لبعضها يؤكددعم رئيس الجمهورية، تقدمت مليشيا التمرد باتجاه العاصمة مسنودة بمكر و تآمر ، فابتُسم في وجهها، سقطت العاصمة أو غُدِرت، ففغرت دول من تلك الدول الراعية أفواهها؛ بعضها تطوع بإصدار بيان تؤكد وقوفها و دعمها لرئيس الجمهورية، و بعضها ربما كان لها دور آخر ، حدث الانقلاب و أصدرت دول منها بيانات ( تؤكد) كالعادة دعمها و وقوفها مع رئيس الجمهورية. و مضى الانقلابيون في غيهم يعبثون بمقدرات شعب و حاضر وطن و مستقبله، و الدول الراعية التي تعهدت بأن توقف كل من يهدد نجاح التسوية السياسية ابتلعت لسانها، و انطفأت مثل آلة خرجت عن جاهزيتها!
و عاثت مليشيا الانقلاب في اليمن فسادا، و لم يكن لقرارات مجلس الأمن التي صدرت أي دور أو فاعلية. و أدخل الانقلابيون اليمن أرضا و إنسانا حربا فرضت عليه فرضا، و أخذت الحالة الانسانية إجازة طويلة عند تلك الدول التي تستدعي الضمير، أو الحالات الإنسانية عند حاجتها للتوسل بهما لمنافعها أو لتمرر بهما أغراضا يخدم أهدافها !
و اليوم عادت دموع التماسيح لدى بعض الدول؛ لتتباكى على الحالة الإنسانية في اليمن، و تتكلم عن ضرورة إنهاء الحرب، و أن على جميع الأطراف اللقاء لحوار ، و يذهب أحدهم ليقول خلال 30 يوما.
الحالة الإنسانية هنا أو الضمير الإنساني، لا وجود لأي منهما، و لو كان أحدهما فقط موجودا، لما جعلوا الشعب اليمني في كفة و مليشيا عنصرية متمردة في كفة، لو كان الضمير حيا لما جعلوا الشرعية طرفا و مليشيا التمرد و الانقلاب طرفا، إنهم بذلك يجعلون الشرعي و اللاشرعي على حد سواء، و هذا لا يقول به معتوه.
تحقيق السلام و إيقاف الحرب هدف اليمنيين و هو ماينشدونه حتى اليوم، رغم خذلان المجتمع الدولي لليمن، و أهم أسس السلام إنهاء الانقلاب و أدواته العسكرية، و استعادة الشرعية بمؤسساتها، إلا إذا كانت بعض دول المجتمع الدولي لها رغبة خفية في تفخيخ حياة اليمنيين مستقبلا و تأجيل الاحتراب إلى حين؟ و إلا فإن بدهيات الأمور تقول إن على المجتمع الدولي إخضاع المتمرد للشرعية ، لا أن تجعلهما طرفان متساويان.
رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه
و دول الغرب، الغارقة حتى الأذقان بالنّفَس الاستعماري- و لا أقول الصليبي مخافة أن أتهم بالإرهاب - ترى أن من حقها قول كل شيئ، و فعل كل شيئ، و رمينا بكل التهم، و ليس من حقنا ذلك بسبب الانظمة الرخوة.
دول الغرب لهم أيضا جعجعتهم التي هي الاخرى بلا طحين، و لكن مصحوبة بدموع التماسيح، أحيانا و بالنار و البارود دائما.
فكم هي بيانات التباكي على الحالات الإنسانية، يطلقها منظمات، و وزراء، و حكومات، و قنوات فضائية، و صحف كلها تروج و تتباكى؛ حتى إن البراءة لتظن مثلما يظن المغفل عند سماعهم أن ملائكة هبطوا من السماء، ثم نرى على الارض جرائم فظيعة بحق الإنسانية كمسلسل يومي، يدير لها هؤلاء المتباكون ظهورهم، و ليتهم يكتفون بذلك فحسب، بل يتواثبون لتبرير تلك الجرائم، و ليتهم حتي يكتفون بالتبرير، و إنما يشاركون بأدوات البغي و الغي و آلات القتل و الدمار يقدمونها للمجرم الهمجي.
ممارسات الكيان الصهيونى، بل الكيان الصهيوني بجملته، يمثل اليوم أكبر جريمة مجسدة على وجه الأرض، فتشريد شعب، و ممارسات القتل اليومي ضد الفلسطينيين، و حصار غزة منذ سنوات، في ظل غياب أنظمة الجعجعة التي انقرضت فلا نسمع لها همسا- و دعونا هنا نحيي موقف دولة الكويت الحي - فأمام تلك الجرائم المستمرة تتعرى جعجعة الدول الغربية، و تغيب مشاعر الحالة الإنسانية، و تجف دموع التماسيح، و يبرز الفيتو الأمريكي و الدعم الغربي الجائر للكيان الإجرامي.
في اليمن كانت هناك دول راعية للاتفاقية الخليجية، و زعمت لنا - يومها - هذه الدول الراعية، أنها ستقف في وجه أي طرف يهدد التسوية السياسية، و مضت بنود الاتفاقية الخليجية تخطوا خطواتها، و تم عقد مؤتمر حوار وطني شاركت فيه كل الأطراف، و كان له مخرجات، و تمرد على الاتفاقية و على مخرجات الحوار الوطني طرفان جهارا نهارا، و انتظر اليمنيون الدول الراعية، فلا هي تكلمت، و لا الحالة الإنسانية التي تدعيها ظهرت، تحركت مليشيا الحوثي عسكريا، و تم الغدر بمحافظة عمران، فلم نسمع بأكثر من تصريح لبعضها يؤكددعم رئيس الجمهورية، تقدمت مليشيا التمرد باتجاه العاصمة مسنودة بمكر و تآمر ، فابتُسم في وجهها، سقطت العاصمة أو غُدِرت، ففغرت دول من تلك الدول الراعية أفواهها؛ بعضها تطوع بإصدار بيان تؤكد وقوفها و دعمها لرئيس الجمهورية، و بعضها ربما كان لها دور آخر ، حدث الانقلاب و أصدرت دول منها بيانات ( تؤكد) كالعادة دعمها و وقوفها مع رئيس الجمهورية. و مضى الانقلابيون في غيهم يعبثون بمقدرات شعب و حاضر وطن و مستقبله، و الدول الراعية التي تعهدت بأن توقف كل من يهدد نجاح التسوية السياسية ابتلعت لسانها، و انطفأت مثل آلة خرجت عن جاهزيتها!
و عاثت مليشيا الانقلاب في اليمن فسادا، و لم يكن لقرارات مجلس الأمن التي صدرت أي دور أو فاعلية. و أدخل الانقلابيون اليمن أرضا و إنسانا حربا فرضت عليه فرضا، و أخذت الحالة الانسانية إجازة طويلة عند تلك الدول التي تستدعي الضمير، أو الحالات الإنسانية عند حاجتها للتوسل بهما لمنافعها أو لتمرر بهما أغراضا يخدم أهدافها !
و اليوم عادت دموع التماسيح لدى بعض الدول؛ لتتباكى على الحالة الإنسانية في اليمن، و تتكلم عن ضرورة إنهاء الحرب، و أن على جميع الأطراف اللقاء لحوار ، و يذهب أحدهم ليقول خلال 30 يوما.
الحالة الإنسانية هنا أو الضمير الإنساني، لا وجود لأي منهما، و لو كان أحدهما فقط موجودا، لما جعلوا الشعب اليمني في كفة و مليشيا عنصرية متمردة في كفة، لو كان الضمير حيا لما جعلوا الشرعية طرفا و مليشيا التمرد و الانقلاب طرفا، إنهم بذلك يجعلون الشرعي و اللاشرعي على حد سواء، و هذا لا يقول به معتوه.
تحقيق السلام و إيقاف الحرب هدف اليمنيين و هو ماينشدونه حتى اليوم، رغم خذلان المجتمع الدولي لليمن، و أهم أسس السلام إنهاء الانقلاب و أدواته العسكرية، و استعادة الشرعية بمؤسساتها، إلا إذا كانت بعض دول المجتمع الدولي لها رغبة خفية في تفخيخ حياة اليمنيين مستقبلا و تأجيل الاحتراب إلى حين؟ و إلا فإن بدهيات الأمور تقول إن على المجتمع الدولي إخضاع المتمرد للشرعية ، لا أن تجعلهما طرفان متساويان.