الحوثيون وذكرى مولد الرسول
الإثنين, 19 نوفمبر, 2018 - 10:06 مساءً
نحن آمنا بك عندما جئت الينا مهاجراً وحينها كنت محمد رسول الله وليس محمد ابن عبدالله، نعم نؤمن ونحتفي بمحمد رسول الله ولذا يوم بعثتك هي اليوم المشهود وليس يوم مولدك الذي لم يدونه التاريخ بالساعة والزمن كما دون تاريخ وفاتك وتاريخ بعثتك.
هل تدري يا رسول الله محمد ان ثمة أدعياء يحتفلون بتاريخ 12ربيع الأول على انه يوم مولدك وهم يفعلون ذلك لهدم رسالتك واخلاقك كما هدموها بحروبهم المتوالية وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان وتدميرهم للاوطان وقتلهم للأبرياء.
من يصدق ان مليشيات الحوثي تحتفل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إكراما له ولرسالته فهو سخيف وعقيم ولا يحمل في رأسه الا تنجره.
من يعتقد أن الهاشمية السياسية الكهنوتية تحتفي بمحمد الرسول فهو واهم وأهبل لاحظوا ذلك حين يرددون محمد ابن عبدالله ابن هاشم في عصبية وسلالية مقيته ومحاولة سلبه عن عالمية رسالته.
ان عادت بنا ساعة الزمان للوراء وتأكد لي تاريخ مولد محمد ابن عبدالله صاحب الاخلاق الفاضلة حينها كذلك لن احتفل الا في تلك اليوم الذي بعثه الله فيها للاميين يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
هي اليوم المشهود والتحول الفعلي في تاريخ الامة، وهي البداية الفعلية لإسقاط حكم كهنوت قريش وادعاء السيادة وأحقيه الحكم وإنهاء كرامة السادة على العبيد.
لا اعتقد انه يخالفني احد ان قلت ان قريش التي فتكت بكل من آمن بمحمد وصدقة لم تؤمن به حتى اللحظة وكانت ترجئ ذلك لأنه يشكل خطرا على حكمهم ومساواتهم بالعبيد في تعنت وكبر يفوق ابليس حين قال انا خيرا منه خلقتني من نار، ولذا عندما جاء فاتح لمكة اذعنوا لمحمد الرئيس محمد الحاكم وليس محمد الرسول ولذا قالوا اخ كريم وابن اخ كريم.
لماذا لم يؤمنوا به وهو ذاك الكريم ابن اخوهم الكريم حينما كان في قريش يدعوهم للرسالة الجديدة لدين الاسلام واعترضوا طريقه آنذاك ولماذا افتعلوا الازمات بعد موته صلى الله عليه وسلم سيكشف هذا جليا أيضاً نقمتهم المتوالية على الاوس والخزرج "الانصار" الذي ناصروه في ساعة العسرة وهم لا يزالون يحملون عليه ويعترضون طريق نشر رسالته ويعدون الجيوش لمواجهتها.
كيف لنا نحن اليمنيون احفاد الأوس والخزرج ان نصدق احتفال الاماميون وهم يسفكون دمائنا ويستبيحون اعراضنا وينتهكون سيادتنا. كيف يمكننا فعل ذلك وهم يجلبون لحضارة سبأ وحمير الدمار منذ 1200عام؟ كيف لنا ان نصدق زعمهم وهم ينهبون خيرات ارضنا ويحللونها بذلك في معتقداتهم ومناهجهم ويدينون بها ؟
كيف نفعل ذلك وهم الذين يشوهون رسالة محمد ويحصرون أحقيه الحكم في أقربائه وهو الذي رفضها عن نفسه وخلدها "ان انا الا بشرا مثلكم" والفرق عنا انه يوحى اليه عليه الصلاة والسلام، ولذا عندما أدركها الصحابة نصبوا ابابكر خليفة وليس ابن عمه علي بن ابي طالب.
لم تنطلي علينا كذبة الامامة ولذا قررنا مواجهتها منذ مجيء يحيى الرسّي وحتى الآن لأننا آمنا بمحمد الرسول و آمنوا بمحمد ابن عبدالله الحاكم وتمسكنا بمنهجه ورسالة الاسلام بعد موته بينما هم لهثوا وراء الحكم واتخذوا من قرابته زوراً وبهتانا ووسيلة لاستلاب الحكم والقضاء على رسالته ونهجه في محرابه كل ادعياء احقيه الحاكمية والعودة بنا لأخلاق ونهج قريش في عبادة اصنامهم الوثنية كعبدالملك الحوثي وعبدالله ابن الحمزة و يحيى حميد الدين.
ولذا وجد اعداء الحضارة الاسلامية فرصة لدعم هؤلاء ليواصلوا مشوار تشويههم لرسالة الاسلام كما يدعموا داعش وتنظيم القاعدة وكل جماعة تدعي انتمائها للإسلام ويسلكون طريق تشويه الاسلام وحضارته وفكرته التي واجهوها كفكرة وعندما هزمتهم وسلبت عنهم قومهم حاولوا محاربة الفكرة بالسيف وعندما هزموا صدروها في تاريخنا على انها غزوات وليس دفاع عن النفس والفكرة كما وجههم القرآن "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه مثلما اعتدى عليكم"
عليك الصلاة والسلام يا محمد رسول الله، نم بسلام لروحك السلام والمحبة فلن يستطيعوا فعل ذلك ما دامت ارواحنا تصلي عليك وتلهج بذكرك وتنهج رسالتك فكما وقفت صلباً امام ادعائهم للسيادة فلن يجدوا منا عبيداً لان رسالتك التي جاءت ونحن احرار لا تزال تساند حرية الانسان وتحترم كل من يعتقد غيرها ولم ينتهك ادبيات التعايش ونشر فكرته بسلام.
لروحك يا نبينا الف صلاة وسلام مني أنا مواطن يمني من أرض قحطان التي آمنت بك وصدقتك وناصرتك كما ناصرت وصدقت الرسالات من قبلك الزبور والتوراة والانجيل لأنها رسالات ارتبطت بالإسلام الذي عزز ثقافة حضارتنا السبأية واسلمنا مع سليمان لله رب العالمين بعد ان كنا نعبد الشمس وصنعنا لها معبدا تلك الالهة التي عرفت نبيك ابراهيم بك وقادته وقومه اليك وهنا يتضح الفرق الكبير بين من كان يعبد الاصنام او النار صنعة ايديهم ويعبد الشمس صنعة يد الله رب العالمين.