×
آخر الأخبار
طارق صالح: مأرب استوعبت جميع اليمنيين دون تمييز وتحشيد المليشيا نحوها محاولة لتعويض خسائر إيران في سوريا الحكومة تعلن جاهزيتها لتأمين الوقود لكل المحافظات وتطالب بدعم أممي لاستئناف تصدير النفط الخام "وطن التنموية"  تدشن مشروع المساعدات المالية لـ 500 أسرة شهيد وجريح إدانات حقوقية لإفراج الحوثيين عن قيادات متهمة بتفجير منازل على رؤوس سكانها في البيضاء قوات الجيش الوطني تفشل محاولات عدائية لمليشيات الحوثي في مأرب الولايات المتحدة تحظر استيراد النفط عبر ميناء الحديدة وتصدر تراخيص جديدة للاتصالات والبريد  مصدر حكومي ينفي صرف مخصصات لمجلس القيادة من ايرادات الدولة مليشيا الحوثي توقف صلاة التراويح بمصلى للنساء وسط صنعاء صنعاء.. المليشيا الإرهابية تعلن دفن ثلاثة من عناصرها القتلى دون الإفصاح عن مكان مقتلهم رويترز: البنتاغون يضع خططا لانسحاب محتمل من سوريا

تعليم الجهل.. في زمن الميليشيات

الاربعاء, 09 يناير, 2019 - 04:40 مساءً

أخيراً، قررت صديقتي ترك مهنة التدريس تماماً، غير آسفة على حلمها المثالي بتنشئة أجيال تحترم وتحب لغتها العربية. صديقتي معلمة لغة عربية. والمعلم، بحسب قولها، لم يعد محترماً بذاته أو مهنته أو رسالته.
 
شعور الإذلال كان حصيلة متراكمة بجوار تلك المبالغ التي يجمعونها من الأهالي. يتلقى المعلمون معاملة الأُجراء عند الطلاب؛ حتى صار ولي الأمر يتهجم على المعلم بكل فجاجة، مستشعرا أنه يدفع أجرته التافهة.
 
لقد هبط احترام المعلم وصار في نظر الأهالي أقرب للمتسول. ربما كونه أكثر فئة تضررت من غياب الأجور، وأكثر فئة مستهدفة بالإغاثة، والكثير منهم أساء لهيبة المعلم بأساليب رخيصة.
 
حتى أولئك المتعاطفين مع حال المعلم المزري، يؤذونه من حيث لا يشعرون.
 
ففي أظرف حادثة مؤلمة، حكتها لي صديقتي المعلمة، قالت: كان لدينا في المدرسة معلمة، محط محبة أولياء الأمور من أمهات الطالبات لتفانيها في مساعدة البنات، حتى في مشاكلهن الخاصة. كانت تتلقى هدايا جميلة آخر العام كرمز لهذا الحب...
 
ومؤخرا، أتت إحدى الأمهات ووضعت في يدها مبلغا ماليا، قائلة: "هذه هدية تفيدك في هذا الوضع، أفضل من مزهرية أو علبة شوكولاتة".
 
تقول المعلمة: رغم شعوري الطيب، إلا أن الغصة خنقتني إلى أين وصل حالنا؟!!
 
الحقيقة لم يعد الذهاب إلى الدوام المدرسي محتملا على الإطلاق. ليس فقط لأن المعلم يظل يكدح طوال العام في نحت أذهان التلاميذ المصمتة، في عمل أقرب لأعمال الحفريات أو الأشغال الشاقة؛ وليس لأننا بلا راتب لثلاث سنوات تهدر كرامتنا ونعاني الأمرين حاجة وفقرا؛
 
بل صار العمل في المدرسة لا يطاق بسبب الخوف والترهيب ..!!
 
روح المؤامرة الشريرة تخيم على الجو في المدارس؛ عيون تراقب أنفاسك في كل زاوية، وماذا قلت؟ وماذا فعلت؟
 
معلم يقتاده مسلحون خلف الشمس، ليعود جثة محروقة من التعذيب !!
 
في مدارس البنات، أيضا، الخوف يسيطر على المعلمات!! فلا تثق مُدَرِسة إلا برفيقتها الأقرب؛ تؤدي عملها تحت ضغط الحاجة بلا حماسة !!
 
يستفزك كثيرا، أحاديث الأمن والأمان في مناطق الحوثيين. في حين أن الناس أسكرهم الخوف فعلا، فالبطش هو اليد الطولى !!
 
شواهد الضحايا، التي تتناقلها الألسن، والفتك بأصحاب المواقف، أو الرأي، أسلوب رادح وفعال في المجتمعات العربية. حتى المعلمات في المدارس، لم يسلمن من الإخفاء القسري !!
 
أجواء لا تليق بالتعليم. فالمدارس صارت أشبه بالثكنات العسكرية فعلا، كما أرادت لها المليشيا ..!! الذهاب إلى الدوام قسري، والخوف من العقوبة أو المعارضة، هو المسيطر !!
 
الدروس التي تُلقى على المعلمين، في دورات خاصة ومحاضرات توعية عن الصبر وطلب الرزق من الله فقط وليس من الحكومة والاستغناء عن فكرة المرتب والولاء للسيد...، أكثر بكثير من تلك الدروس التي تلقى للطلاب عن علوم الحياة والدين ..!!
 
"فكيف لا أترك مهنة التعليم، إذا كنا سنتعلم الجهل كبارا !!". تقول صديقتي.


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

فكرية شحرة