×
آخر الأخبار
مجلس التعاون يؤكد دعمه لمجلس القيادة برئاسة العليمي ومساندته لجهود تحقيق السلام بما يحفظ وحدة اليمن الحكومة تنفي مزاعم إيقاف السعودية تصاريح السفن إلى ميناء عدن صحيفة: لقاء مرتقب بين الرئيس العليمي والأمير خالد بن سلمان لبحث تطورات حضرموت والمهرة عضو الهيئة العليا للإصلاح "الهجري": تحركات الانتقالي شرقًا تقوّض الدولة وتخدم الحوثيين الإصلاح يبحث مع أعضاء في مجلس العموم البريطاني مستجدات الأوضاع في اليمن رئاسة الجمهورية ترفض كافة الإجراءات الأحادية بما في ذلك إصدار الزبيدي قرارًا «يمس وحدة المرجعية الدينية» الرئيس العليمي يحذّر من تداعيات فرض «أي إجراءات أحادية» في شرق اليمن الصحفي "بلغيث": إشراك متهمين بالتعذيب في مفاوضات إنسانية إهانة للضحايا وتناقض أممي مرفوض مليشيات الحوثي تداهم منزل علياء الميهال في صنعاء وتقتادها إلى جهة مجهولة أسر العاملين الإنسانيين المعتقلين تطالب مشاورات مسقط بالضغط للإفراج الفوري عن ذويهم

أطفال في محرقة الحرب

الإثنين, 18 فبراير, 2019 - 07:40 مساءً

بدا الأمر كدعابة ..
 
"عٌمر" الصغير يقلد رجال مليشيا الحوثية الذين انتشروا في مدينته تقليدا يثير الضحك؛ فقد ترك شعره الأكرت يسترسل في النمو بلا خوف من مقص الحلاق .
 
يسمع زواملهم الحماسية طوال الوقت؛ وهو يأكل؛ وهو يذاكر؛ وهو يلعب .
 
صار يرتدي ذلك الثوب الملون ويضع على خاصرته حزام مليء بالثقوب يملأها بفارغ الرصاصات التي يلتقطها من شوارع  مدينة عرفت وقع الرصاص .
 
كان يقف متباهيا أمام أخواته الخمس أن هذا لباس الرجال .
 
سماعات الأذن لا تفارق عنقه؛ وأحاديث القتال لا تفارق لسانه.
 
حتى فقدت الأم صبرها ومزقت سماعة الأذن وانذرته بترك هذه التصرفات التي أفقدته اهتمامات طفل في السادسة عشرة .
 
نشبت بينهما مشادة فرضت فيها والدته رغبتها بالقوة والصراخ؛ وامتثل هو شفقة بها فكان ينساق لأوامرها بهدوء .
 
يذاكر دروسه ويذهب لمدرسته ويحاول ألا يخطئ أمام عينيها بشيء يغضبها .
 
لكن بعيدا عن قلق الأم كان عمر قد ترك مجالسة رفاقه في الحي ليقضي أوقاتا طويلة  في مجلس أبو جعفر المشرف الحوثي في المنطقة الذي يسكن حيهم والذي فتح مجلسه لكل الناس كمندوب عن السلطة .
 
استبدل الشباب اليافعين مثله برجال المليشيا الذين يهرعون إلى سياراتهم مع كل داعي للهبش في أحد الأسواق كلما وقع خلاف بين الناس .
 
حاول ألا يغضب والدته لكنها لم تكن لتعرف أن "عُمر" الصغير لم يعد "عُمر" .
 
فقد ناداه أبو جعفر يوما وقال له :
 
_يجب أن نطلق عليك أسما قويا أجمل من هذا الاسم البغيض سندعوك أبا كرب أسم رجل قوي .
 
قبل الاسم بفخر لكنه رفض إغراءات ابي جعفر بالذهاب إلى تعز في رحلة قصيرة لرؤية رجال الله وهم يقاتلون المرتزقة في تعز .
 
كان أبا جعفر يعايره بالانصياع لكلام امرأة حتى لو كانت والدته؛ ويصر عليه أنه رجل البيت ويجب أن تسمع هي كلامه وبناتها الخمس .
 
تلك المعايرة اثمرت أخيرا وكان على الطفل أن يثبت رجولته المبكرة .
 
ذات صباح توجه إلى مجلس أبي جعفر بدلا من مدرسته على أن يعودا قبل نهاية الدوام من رحلة تعز الشيقة بروح النضال كما وصفها له .
 
كان يشعر أن أبو جعفر يقربه دونا عن كل فتيان الحي؛ ربما لأن والده مغترب ميسور الحال أو ربما لأنه الولد الوحيد لست أخوات فكان لزاما أن يدلله الجميع .
 
في الطريق غلبه النعاس ولم ييقظه من غفوته سوى صوت الرصاص .
 
حين فتح عينيه لم يكن هناك سواه في السيارة المكشوفة فقد سقط كل الرجال وانبطحوا أرضا ..
 
لا يدري قتلى أم يقاتلون ..
 
وقف مرتاعا وشعر بضربة قوية في ظهره جعلته ينبطح على وجهه في أرضية السيارة.
 
أزيز الرصاص موحشا ومخيفا ينهمر في كل مكان كالمطر .
 
تذكر صرير القلم وهو يكتب على السبورة؛ وجه والدته وهي تنظر إليه كأغلى ما تملك؛ لن يناديه الآن أحدا في الحي بأخو البنات فقد شهد معركة حقيقية لا يشهدها إلا الرجال .
 
شعر أن جسده يطفو فوق سائل دافئ يتسرب من جسده رفع كفه المخضب بدمه وهمس بصوت ضعيف :
 
_أريد أمي .. خذوني لأمي .
 
 


اقرأ ايضاً 

كاريكاتير

1