حجور والحقيقة المؤلمة
الإثنين, 04 مارس, 2019 - 06:38 مساءً
لله وللتاريخ، ولكل المهتمين والمتابعين، ومن أجل أن لا يتكرر تزوير الحقائق، ولكي لا يغمط المستقبل أبطال الحاضر، لكل ذلك وأكثر..
نقول اليوم وليس غداً: إن حجور المقاومة هي كشر، كشر الحجورية التي تخوض الحرب مع الحوثي وحيدة ومخذولة، كشر التي تستنهض أخوتها ودمها الحجوري في وشحة وقارة والجميمة من بداية الحرب ولا أحد يرد عليها أو يشعر بها، لا داعي القبيلة ولا نكف الأخوة حرّك الحمية والنخوة في حجور حول كشر، باستثناء محاولة يتيمة لقبيلة ذو يحيى في قارة، وتم قمعها بالخيانة والتواطؤ عليها وعلى كشر.
حجور خارج كشر انقسمت إلى عدة أقسام خاذلة، منهم من يقاتل مع الحوثي في كشر ويتآمر، ومنهم من يلتزم الصمت ويتفرج، ومنهم يفسبك ويحرّض على الحرب ويدعو إلى الثبات ويفتخر بحجور، بينما بعض أقاربه وأهله يقاتلون مع الحوثي، ومنهم من يستغل تضحيات الأبطال ويحاول صناعة مجده الشخصي على حساب دماء أهلنا في كشر. نتذكر مواقف البعض في حرب الحوثي على كشر 2011، وكيف بلعوا ألسنتهم وتحاشوا الحديث عن الحرب والتضامن مع الضحايا والتنديد بالدمار والألغام، ونتذكر من تحالف مع الحوثي وتآمر على رفض كشر منذ بداية الانقلاب،
ونتذكر من استلم وسلّم، ومن أحجم وتقدّم، ونتذكر من هزّت ضمائرهم صحوة متأخرة فانتبهوا لكارثة الحوثي، ونتذكر من لا يزال يلهث خلف الميليشيا ويدلّك أقدام أسياده بدماء أهله في حجور.
نتذكر كل هؤلاء ونذكرهم بالدم الحجوري الواحد وبالأخوة والجوار، فمن كان صادقاً، فالواجب يدعوه والدم ينادي. كثير من الانتهازين والاستغلاليين سوف يستثمرون في المستقبل باسم حجور ويحصدون ثمرة مقاومتها، وكثير منهم يتسوّل الآن ويتاجر بها والدم ساخن.
للتاريخ وللأمانة، كشر محاصرة حد الاختناق وحولها ثلاث مديرات من حجور، وشحة وقارة والجميمة، وبإمكان إخوتنا في هذه المديريات كسر الحصار ومشاركة حجور كشر مقاومتها ومجدها الجمهوري. يا حجور في وشحة والجميمة وقارة: أنتم تقتلون أهلكم في كشر بصمتكم وخذلانكم، وبجعل أرضكم أرضاً للأعداء.. وبعض أولادكم يقتلون إخوتكم في كشر ويشاركون في الحرب مع الحوثي، وبيدكم أن تلتحموا مع إخوتكم وتقفوا في وجه عدوان الحوثي صفاً واحداً، تدفعون الظلم وتسترون شرف حجور، وتصنعون أمجاد الغد، وتحرسون هواء الجبل وندى السهول، وتستعيدون معنى الكرامة وقيمتها.
يا حجور الخاذلة: إن أخوتكم في كشر يدافعون عن أنفسهم ويدفعون البغي والذل عنهم وعنكم، وإنهم لم يذهبوا للحرب ولكنهم أتت إليهم، وهم اليوم في مسيس الحاجة لكم ولشجاعتكم، فإن أجبتم فأنتم أهل النخوة والشجاعة، وإن خذلتم، فالله المستعان عليكم وعلى الهامات العالية التي انحنت للضيم وارتضت بالعبودية والإذلال، ولنا فيكم وفي من حولكم عبرة.
يا حجور القريبة البعيدة.. إن لم تكونوا معنا لا تكونوا ضدنا، لا تجعلوا أرضكم معسكراً لقصف الأطفال والنساء، ولا ممراً للموت والدمار، ولا مقراً للمجرمين الغرباء عليكم وعلينا. ولا عذر لكم، فالشجاعة تجري في عروقكم، والسلاح بأيديكم، والبلاد بلادكم، وكما فعلتها كشر بمقدوركم أن تفعلوها اليوم وليس غداً. أجّلوا خلافاتكم، أجّلوا ثأركم، أجّلوا حزبيتكم وأحقادها، أجّلوا كل شيء يفرقكم واكبروا على الصغائر وكونوا يداً واحدة. ثوروا لله والوطن، ثوروا للقرابة والدم، ثوروا للعرض والأرض، ثوروا للحرية والكرامة، ثوروا للمستقبل والحياة والسلام.
إن حجور في كشر، جلّها لا كلّها، ترفض أن تركع، وتأبى أن تستعبد، وهي من أجل ذلك تقف منتصبة القامة، وتسكب الدم لا الماء في سبيل كرامتها، وإن أخوتكم في كشر بقدر ما يعتبون عليكم، يتعهدون لكم أن يحفظوا لحجور ماء وجهها، وأن يعملوا على تحريركم وفك رباط الخضوع من على كل الرقاب، وسوف يغفرون ذنب الخيانة والخذلان لأن القرابة والدم ليس رابط وحسب، بل أخلاق ونبالة وإكبار.
وإن الغفران مهما كان نبيلا لن يغسل عار الخذلان، لأن التاريخ لا يغفر حتى لو غفرت القلوب. يا حجور: ليس من حجور من يزعم أنه معها، وهو يحارب الذين يحاربون عدوها لأسباب حزبية أو أحقاد قديمة أو أطماع مؤجلة. يا كتاب وشعراء ونشطاء حجور.. خلدوا أبطالكم، اكتبوا عن المناضلين، اهتفوا للأحرار، وانقشوا أسماء الشهداء والجرحى على الجبال، وأسماء الجبال في الكتب والقصائد..
ولا تنسوا الإشارة إلى من فرط وأفرط، ومن شارك في قتل أهلكم ودمار بيوتكم، بكلمة أو سكوت، وبتسهيل أو تهليل، وبمكر أو خديعة، كونوا حريصين على توثيق نذالتهم لكي يشعر أولادهم في المستقبل بالخجل والعار من العبودية والمسيدة وحبحبة الركب والانحناء، ويتأففون من تكرار الخزي والسقوط..
ولا تسكتوا على الذين يتاجرون بدماء أهلكم، أو يعملون على الفرقة، أو ينحازون لجهة دون أخرى، ويفضلون بعضهم على بعض.. ولا تدعوا الذين يحاولون احتساب مقاومة حجور على جهة أو شخص أو حزب أن ينتقصوا منها، ولا الذين استمرأوا التبعية أن يجعلوا من انتفاضتكم تابعة لمن اتبعوا.
. هذه حكايتكم أنتم وحدكم، من 2011 حتى الأبد وأكثر، قصة كفاح ليس كمثلها شي، ورفض لم يطأطيء، وأرض تلفظ الجيفة كالبحر، وجبال اختارها الأجداد لمثل هذا السطوع الشاهق. هذه أسطورة حجور في كشر، أسطورة ولدت من نفسها، ليست امتداداً لمد، ولا تبعاً لأحد.
يا أصحاب الأقلام الحرة، كتبة وشعراء، إن أقلامكم لا تقل أهمية عن بنادق أهلكم في الميدان، ذودوا بالكملة وارفعوا أصواتكم في وجه كل خطيئة وخطأ. "وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهندِّ " العزاء في مواقف أحرار اليمن الذين يهتفون لحجور في كل مكان، ويتمنون لو كان الطريق إلى كشر ممكناً. أيها الحجوري البطل في كل مكان..
" قاوم فإنك إن ركعت اليوم سوف تظل تركع بعد آلاف السنين" ولو قام الرسول وقال صلوا على الأولاد ما صلت حجورُ.