مجلس النواب من الجهاد الأصغر الى الجهاد الاكبر
الخميس, 18 أبريل, 2019 - 04:54 مساءً
الحمد لله بعد جهود مضنية على مدى أعوام من قبل جهات كثيرة ، ولست هنا بصدد تكرار ذكر أولئك الذين كان لهم الجهد الاكبر في نجاح استئناف جلسات مجلس النواب الذي احتضنته محافظة حضرموت وبالأخص مدينة سيئون ، والذين في مقدمتهم فخامة الرئيس هادي ، ولكني اود اذكر موقفا أضفى على المشهد لوحة جميلة واعطى رسالة رائعة على كيفية إيثار المصلحة الوطنية العليا على مصالحنا الشخصية ، انه موقف البرلماني الرائع رئيس كتلة الاصلاح الاستاذ عبدالرزاق الهجري الذي كان مرشحا بالإجماع عن كتلة الاصلاح لعضوية هيئة رئاسة مجلس النواب ، ولكن في اللحظات الاخيرة وأثناء ما كان رؤساء الكتل وأمناء عموم الأحزاب الممثلة بمجلس النواب منتظرين قدوم فخامة الرئيس لترؤس الاجتماع للاتفاق التهاني على المرشحين لهيئة رئاسة مجلس النواب ، كانت كتلة الاصلاح في اجتماع طاريء ، واذا برئيس الكتلة الاستاذ الهجري يستأذن زملاءه للتنازل عن الترشح ويحشد المبررات المنطقية التي تستوجب ان يكون المرشح عن كتلة الاصلاح من محافظة حضرموت تلك المحافظة الرائعة في مواقف ابنائها على مر التاريخ ، ويستحسن الجميع الفكرة وعلى ضوئها تم الإجماع على ترشيح الاستاذ محسن باصرة عضوا لهيئة رئاسة مجلس النواب ، واعطى الهجري درسا عمليا لنا جميعا في الإيثار وتقدير المواقف الوطنية ، وهذا الموقف ليس غريبا على من يعرف هذا البرلماني المتميز.
يبقى استئناف جلسات مجلس النواب وانتخاب هيئة رئاسة جديدة برئاسة الشيخ سلطان البركاني حدثا ليس عاديا وسيدون في صفحات التاريخ المشرقة وسيخلد كل من كان لهم الدور في صنع هذا الحدث وفِي مقدمتهم فخامة الرئيس هادي، ولا ننسى الجهود الكبيرة التي بذلها الاشقاء في المملكة العربية السعودية والتسهيلات التي وفرت من قبلهم لانجاح هذا الانعقاد ، واذكر باعتزاز ان اول تجمع للأعضاء بعد شتات كان في منزلي لأكثر من أربعين عضوا بعد شتات وكان هذا اللقاء هو النواة الاولى لهذا النجاح الذي تحقق وكان شرف لي ان يختارني زملائي لترؤس اول تكتل نيابي يجمع أعضاء مجلس النواب المناوئين للانقلاب قبل اكثر من عامين ، ولي الشرف ايضا ان يتم انعقاد اولى جلسات المجلس وانا وزيراً للدولة لشئون مجلسي النواب والشورى والفضل بعد الله لفخامة الرئيس الذي شرفني بهذا الموقع ، والشكر لزملائي الذين اختاروني رئيسا لتكتلهم ، وهم أساس النجاح ، وهناك أطراف كثيرة تستحق الشكر وفِي مقدمتهم شعبنا اليمني الصابر ورجال القوات المسلحة والمقاومة الشعبية المرابطين في كل الجبهات.
وبهذا النجاح الذي هو نصر للوطن على طريق الخلاص من هذه المليشيات الانقلابية السلالية وتأسيس الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة ، فإننا عدنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الاكبر ، المتمثل بما بعد هذا الانعقاد من مهام وطنية جسيمة تنتظرنا جميعا.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك