×
آخر الأخبار
مركز حقوقي: إجبار الحوثي دكاترة الجامعات على حضور دورات عسكرية تأجيج للصراع جامعة العلوم والتكنولوجيا في "صنعاء"..  فرع "مختطف" ومسرح يومي للمشادات وتناول "القات" أزمة السيولة في بنوك صنعاء تنذر بتكرار السيناريو اللبناني غوتيريش يدعو إلى إعادة فتح معبر رفح "فورا" العفو الدولية تطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن الخبير التربوي "مجيب المخلافي" مأرب .. السلطة المحلية جاهزية طريق"مأرب البيضاء" لعبور المسافرين بعد اختراق حساباته.. نافذون في صنعاء يهددون الصحفي الرياضي "عباد الجرادي"  مسؤولون إسرائيليون يقرّون بفشلهم في 7 أكتوبر وتكبد الخسائر بغزة خبير اقتصادي: نظام صنعاء المصرفي عاجز عن دفع أموال وأرباح المودعين مصادر: مقتل طفل برصاص مالك محل تجاري جنوبي صنعاء

الانتصار للأفكار الكبيرة

الأحد, 02 يونيو, 2019 - 03:44 مساءً

الحوثيون مهما حاربوا أو سيطروا ، سيهزمون في المنتهى ؛ لأن معضلتهم كامنة في عنصرية الفكرة ، وفي تمايزها الطائفي ، وفي تكوينها البيولوجي الجيني المزدري للجنس البشري ، بكونها الفئة المصطفاة من السماء لحكم العالم .
 
إنَّهم هنا أشبه بأحبار اليهودية الذين احتكروا العهدين القديم والجديد ، وحرفوا قدسيتهما ،بل واختزلوا الله وخلقه وخلافته وشرعيته بجنسهم السامي المبارك والنقي .
 
ومن حيث لا يعلمون أغلقوا دين موسى بقفل ومفتاح عنصريتهم ، فلم تعد اليهودية ديناً فيه متسع لغير سلالة اسباط يعقوب " اسرائيل "، هذا أن عاد هنالك من يؤمن اصلا بوجود سلالة من هذا القبيل  .
 
والحوثية كفكرة عنصرية سلالية لا تختلف عن سواها من الحركات العنصرية ، السياسية أو الدينية أو حتى الأيديولوجية ، فلا يغرنكم ما حققته خلال الأعوام المنصرمة ، فلكم رأينا حركات مماثلة وهي آخذة مساراً عنيفاً، تصاعدياً وافقياً .
 
ومع كل ما حققته الحركات الشيوفينية من صعود وبروز في مستهل وجودها وفتوتها  كحاملة لراية شعبوية جاذبة لالباب الجماهير المخدوعة  ؛ لم يمهلها التاريخ كثيراً ، فمثلمابرزت وصعدت بسرعة الصاروخ ؛ كان سقوطها مدويا وبسرعة الضوء .

ففي النهاية التاريخ لم يكن إلَّا مع كل فكرة منصفة عادلة قابلة للحياة والتكيف والتجدد والانتشار ...
واذا كانت هذه العنصرية البغيضة أفلحت ولبعض الوقت وفي أماكن وتواريخ عدِّة ، فلا يعني نجاحها واستمرارها رغما عن أنف التاريخ والجغرافيا والسياسة وووو.
 
نعم ، لا تنتصر المجتمعات الإنسانية بقوة اقتصادياتها وترسانة جيوشها فحسب ، وانما يسبق هذه الأشياء مقومات أساسية وحتمية ، كقوة الحق والعدل والمبرر الأخلاقي والإنساني وغيرها من قيم ومبادئ وطنية وإنسانية جمعية مجسدة لروح العدل والمساواة .
 
فهذه المبادئ والقيم الأصيلة ليس لها حدوداً أو مساحة أو فضاء ، فهي من هزمت النازية والفاشية ، وهي من غلبت وستغلب أي حركة أو فكرة عصبوية طارئة على المجتمعات البشرية.
 
كما وهي من مرَّغت كرامة كل قوة متجبرة متعصبة لجنسها أو دينها أو لغتها ، ولعل ما حدث في دول يوغسلافيا السابقة أو رواندا أو سوريا أو أفغانستان أو العراق لدليل وبرهان ، بإن الامم القوية لا تنتصر أو تستقر وتزدهر بطغيان الأفكار الشوفينية الضيقة ، وانما بالافكار الكبيرة وغلبتها .
 
فكل فكرة أو إيديولوجيا تقوم وتبنى على أساس التعصب الأعمى للدين أو المذهب أو الاصطفاء السلالي أو التمايز الطبقي أو الاثني أو الجغرافي أو التاريخي ؛ ليس لها بقاء أو حياة مهما بدت لأصحابها جاذبة ومحققة لهم انتصارات سياسية وعسكرية .
 
وطالما ونحن نخوض حرباً ضروساً مع مليشيات كهنوتية تدعي حقها الإلهي في حُكم اليمنيين واستعبادهم  ، فحتماً سننتصر ، عاجلاً أم آجلا ، بشرط أن لا نتخلى عن الفكرة الوطنية الجمعية ، وان لا نسقط في مهاوى العصبية للمكان مهما بدت فكرتها صائبة وجاذبة للكثير ممن لا تجربة لديهم أو قراءة واعية وعميقة للتاريخ وأحداثه .
 
فالانتصار الحقيقي لمن يمتلك مبررات أخلاقية ووجودية منحازة للتعايش والمساواة والحياة الإنسانية المعاصرة ، وليس لمن يقسر الناس على طاعته والانصياع له بقوة وجبروت سلطته ونفوذه ، أو بقدرته على تضليل وتسميم أذهان البسطاء والمستضعفين .
 
وبما أننا نروم ونتطلع لتحقيق النصر ، فهذا النصر لن يتحقق فقط بالدم والمهج المزهقة ، وانما - أيضاً - بما نملكه من افكار كبيرة ، واخلاق عظيمة نابضة بالحياة .
 
فهذه التضحيات لم ولن تكون لغير وطن حر يسود فيه العدل والمساواة والتسامح والوئام والسلام والتنمية والازدهار .
 
محمد علي محسن
 


اقرأ ايضاً