×
آخر الأخبار
  "المقطري" تطالب بإطلاق سراح المختطفات من سجون الحوثيين بصنعاء غارات عنيفة تستهدف مواقع عسكرية للحوثيين في صنعاء "القسام" تعلن قتل خمسة جنود إسرائيليين في مخيم جباليا ‫ تقرير حقوقي: نصف مليون جريمة قتل ارتكبتها عصابة الحوثي بحق اليمنيين خلال عشرة أعوام الحكومة اليمنية تعلن اعتزامها فتح سفارتها في دمشق مليشيا الحوثي تنظم دورات عسكرية لموظفي النقل في صنعاء "زنازين متعددة" .. صحفي يسرد تفاصيل سجن الأمن المركزي للحوثيين بصنعاء الوحدة التنفيذية تدعو لإنقاذ النازحين في مأرب من موجة البرد "كل شيء ذهب".. كيف دمرت قوات الاحتلال مخيم جباليا للاجئين؟ لدورهم في غسل الأموال .. عقوبات أميركية على 12 فرادا وكيانا حوثيا

عائلات المختطفين تُشيِّع فرحةَ العيد الغائبة بمأتم الدموع

العاصمة اونلاين - خاص/وضاح محمد


الإثنين, 04 سبتمبر, 2017 - 06:02 مساءً

 
استقبل أهالي المختطفين والمخفيين قسراً في سجون الميليشيات الانقلابية عيد الأضحى المبارك بأسراب من الأوجاع والمعاناة والقهر في ظل استمرار اختطاف الآلاف من اليمنيين في سجون عبثية تستخدمها مليشيا الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع صالح لردع معارضيها ومن يختلفون معها في الرأي والفكر .
 
يتقاسم أهالي المختطفين المعاناة مع ذويهم المعتقلين من وراء القضبان،  فبينما يمعن الجلاد في تعذيب المختطفين وإخفاءهم في سراديب مظلمة، تعيش أسرهم في جحيم الأحزان وقلق الغياب، ويعاني أطفالهم وزوجاتهم ووالديهم تعذيبا نفسياً ومعنوياً كالذي يعانيه المختطفون في أقبية العصابات الانقلابية،  بالإضافة إلى العذاب المشترك لليمنيين من ظروف الحياة الصعبة والمتردية منذ الانقلاب، وتحمل أعباء المعيشة التي غُيب عائلها في زنازين البرابرة ، وتضيق الأرض ذرعا بهم في معتقل كبير يضم معالم الحياة إلا بسمة على شفاه أطفال ليلة العيد.

 
موقع "العاصمة أونلاين" اقترب من أهالي المختطفين وتحسس بحروف تقريره أوجاع ومعاناة جزء من هذه الأسر، غير أن إرهاب الميليشيات كان قد سرى توحشه بين أقرباء المعتقلين والمخفيين قسراً وكتم على أفواههم مانعا حدوث أي تصريح عن تعذيب المختطفين وإخفاءهم أو معاناة أسرهم أنفسهم وذلك عبر زرع الرعب والتهديد بشتى الوسائل القذرة لمن يدلي بمعلومات تخص قضيته الإنسانية، ويتفق أن تلتقي نقطتان أساسيتان لتصريحات أهالي المختطفين، الأولى وهي أن لا تذكر إسم المختطف ولا بيانات أسرته خوفاً من أن يطال المختطف مزيداً من التعذيب أو يتعرض أقربائه للاختطاف أو المعاملة السيئة للنساء أمام السجن في أقل تقدير ، والثانية منع الزيارات للمختطف في السجون بين فترة وأخرى وانقطاعها تماماً في أيام الأعياد .
 
أطلقوا سراح بابا لتعود إلينا الحياة
 
أم البراء زوجة المختطف( م. ه) في معرض حديثها للعاصمة أونلاين تختصر معاناة غياب زوجها بما يردده أولاده دوماً: ( أطلقوا سراح بابا لتعود إلينا الحياة )،  مرت علينا سنتان وأربعة أشهر ولم تعرف الفرحة والسعادة طريقاً إلى بيتنا، تقول الزوجة .
 
تضيف: يسألوني عن أبوهم متى سيرجع ؟ ويقولوا لي يا ماما بابا سيعود ونعيد مع بعض وسيأتي ويدق علينا الباب آخر الليل، ويضلوا إلى وقت متأخر من ليلة العيد وهم منتظرين رجعته، ويصحون صباح العيد ويتفاجؤن بعدم وجوده بينهم، وتبقى نفسياتهم متعبة وحزينة وبكاء متواصل، لم يستوعبوا لماذا لما يأتي أبوهم حتى في العيد .
 
عيدنا هو حرية مختطفنا
 
تقول زوجة المختطف(ع. ع. أ) في حديثها لموقع العاصمة أونلاين: مر علينا العيد قهر وبكاء وأحزان ثقيلة لم تنقطع، تتربع كرسي الفرحة والبهجة في البيت، عيدنا هذا الخامس بدون زوجي الذي اختطفته الميليشيات في 3/9/2015م.
 
وتضيف: العيد بالنسبة لنا يوم عادي، تتضاعف فيه معاناتنا بشكل أكبر من الأيام الأخرى، لا نهتم بملابس العيد ولا بالتنزه في الحدائق ولا جعالة العيد، نعاني ويلات الحرمان وفقدان لذة الفرحة مثل بقية أسر المعتقلين، اختطفوه وخطفوا معه كل أعيادنا وسعادتنا، عيدنا الحقيقي هو حرية مختطفنا .
 
سجن جماعي لأهالي المختطفين
 
محمد الصلاحي - قريب أحد المختطفين -  يذكر لموقع العاصمة أونلاين قصته مع إبنة المختطف عندما سألته متى يخرج بابا: حين أجبتها إن شاء الله في العيد ردت الطفلة بكل براءة كله كذب عليا، جاء العيد الأول وما خرج ولا عيّد معنا وجاء عيد الأضحى العام الماضي وما عيّد عندنا، و جاؤوا خيرات أعياد وهو ما خرج، ما تهمة أبي ؟ لا أعلم ما أرد عليها، إلا أنه ظلم وقهر للأحرار يا صغيرتي.
 
وأعتبر محمد أن الآلاف من أهالي المختطفين وأسرهم يعيشون في سجن جماعي حتى وان كانوا خارج أسوار السجون، إذ تجمعهم المعاناة والأوجاع وغياب الفرحة من حياتهم والخوف على مصير المختطفين في زنازين الحوثي والمخلوع صالح.
 
أوجاع الأطفال
 
زوجة المختطف صادق عبدالله البعداني - مختطف منذ عام وتسعة أشهر - تروي معاناة أولادها، مخنوقة بقهر الإنتظار عبثاً وكمد الغياب: معاناتنا وأحزاننا افقدتنا كل شيء بغياب زوجي، أولاده ينظرون إلى أولاد الجيران في أيام العيد يخرجوا مع آبائهم ويبكون ليش أبونا مش موجود معنا، يعيشوا في قهر وظلم منذ اختطافه.
 
تسرد معاناتها قائلة: وإذا أردنا أن نخفي أحزاننا عن الأولاد ونتظاهر أننا لا نبكي من تصرفاتهم وكلامهم لا نستطيع يجعلوك تبكي وتنهار أمامهم غصباً عنك،  عيدنا ليس كباقي الأسر بل كل أيامنا ليست كحياة الأخرين الذين لا يفتقدون أحد في مناسباتهم.
 
تستطرد قصة إبنها ذو التسع سنوات نهار العيد: قال أبني يوم العيد جهزوا الغداء أنا دعيت يوم عرفة وأنا أبكي أن أبي يخرج يعيد معنا، وكان منتظر وجاء المغرب وما جاء أبوه، رجع يواصل بكاءه بدون فائدة.
 
 
استمرار اختطافه استمرار لمعاناتنا
 
أما زوجة المختطف(ع.م.ج.ش) تستذكر وجود زوجها في أيام العيد فتقول: وجوده في العيد كان يشكل بهجة وفرح وسعادة لا تنتهي من البيت،  تضيء جدران البيت بالبسمة والطمأنينة وتعم الفرحة أسرتنا، وكنا لا نحمل همّ أي شيء ينقص خاصة أيام العيد، أما منذ اختطافه فأعيادنا مليئة بالحزن والآلام وتنعدم الفرحة والبهجة من الكبير والصغير ، وتضاعفت المسؤلية في إدارة شؤن البيت ماديا أيضاً، غيابه شكل فجوة عميقة في كل شيء من حياتنا .
 
وتختم حديثها: استمرار اختطافه استمرار لمعاناتنا وقهرنا، أهالي المختطفين بين فكي كماشة معاناة فراقهم لذويهم المختطفين في سجون الميليشيات الحوثية وما يتعرضون له من سوء معاملة من جهة ومواجهة متطلبات الحياة وتكاليفها المرتفعة بارتفاع الاسعار يوم بعد يوم من جهه أخرى.



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير