×
آخر الأخبار
دائرة الطلاب بإصلاح أمانة العاصمة تنعي التربوي "فرحان الحجري" مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"  "هولندا" تؤكد دعمها للحكومة الشرعية لتحقيق السلام الدائم والشامل انتهاك للطفولة.. منظمة ميون تحذر من مراكز الحوثي الصيفية لمشاركتهم في تظاهرة احتجاجية.. الحوثيون يختطفون أربعة من موظفي مكتب النقل بالحديدة صنعاء.. وكيل نيابة تابع للحوثيين يهدد محامية ونقابة المحامين تدين شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين

حكم الكهنوت في اليمن.. فكرة مقيتة وجرائم بلا حدود (تقرير خاص)

العاصمة أونلاين - خاص


الاربعاء, 26 سبتمبر, 2018 - 10:10 مساءً

 
لم تقتصر  جنايات حكم الكهنوت الامامي على القتل والسلب والنهب والسطو واستغلال الدين، بل امتدت لتشمل تدمير المكتسبات الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي وإشعال الفتنة بين مكونات الشعب، ليبقى ممزقا في صراعات متواصلة ويظل يتخبط في دياجير التخلف والظلام تحت وطأة الثالوث المخيف: الفقر والجهل والمرض..
 
وظلت تلك الجرائم سمات مشتركة وقواسم جامعة وناظمة لممارسات أئمة الضلال الذين توارثوا على حكم البلاد، على ما كان بينهم من صراعات دامية وحروب مدمرة طالما نشبت بينهم في سبيل الحصول على السلطة، حتى لو كانت هذه السلطة لا تتجاوز بعض قرى صعدة أو عدة مناطق في صنعاء أو غيرها.
 
وإن من يمعن النظر في صفحات التاريخ اليمني لن يجد في سجلات الكهنوت سوى الدماء والدمار وجباية الأموال ونهب الممتلكات، منذ بدأت سيطرتهم على شمال اليمن على يد يحيى بن الحسين وابنه الناصر أحمد وانتهاء بحكم يحيى حميد الدين وابنه الناصر أحمد الذي قوضت أركانه ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة عام ????.
 
بيد أن ما يستوقفنا هنا بعض صور التدمير الممنهج لكل ما من شأنه أن يخدم اليمن ويرفع عن اليمنيين جانبا من الأعباء والمعاناة التي ظلت جاثمة فوق صدورهم كعلامة تدل على تسلط فئة متعالية بخرافة أسموها  الحق الإلهي والوصاية على الدين والدنيا، على غرار دعاوى اليهود في كونهم أبناء الله وشعبه المختار.
 
وإن أفظع ما ارتكبته العصابات السلالية من جرائم بحق اليمن واليمنيين يتجلى في اعتمادهم على تزوير حقائق التاريخ ومحاولة طمس وقائعه والعمل على تقديمها وفق ما يخدم اباطيلهم وافتراءاتهم التي لا تكاد تتوقف..
 
عندما استولى الإمام يحيى حميد الدين على الحكم قبل مائة عام،  كانت اليمن تمتلك خمس كليات صناعية تتبع الجامعة الصناعية بالعاصمة صنعاء (حالياً المتحف الحربي)، لكن الإمام وحاشيته  حولوا تلك المباني إلى سجن صار يعرف بسجن (الصنائع)، وتنطلق تلك العقلية المتحجرة من الخوف والرهبة من وجود نافذة ضوء يمكن أن تنير الطريق أمام الشعب أو جزء منه على الأقل، هذا الشعب في نظر الإمام يحيى كما في نظر اسلافه، لا يستحق سوى السجن حتى وإن كانت اليمن كلها صارت سجنا كبيرا يديره الإمام يحيى وأبناؤه واعوانه.
 
ويذهب المؤرخ اليمني علي الذيب إلى الكليات العليا لتخريج كبار المعلمين، منها دار المعلمين العليا بصنعاء، هدمها الإمام يحيى عام 1918م بحجة أنها كانت تدرس الفقه السني، ويذكر ذلك ايضا أديب اليمن الراحل عبدالله البردوني في مجلة الإكليل عام 1983م.
 
اما الكليات العليا للإداريين والمحاسبين (موقعها حاليا في حي خضير صنعاء القديمة) فقد نهبها الإمام يحيى ووهبها لأحد أصهاره، لأنه أحق من وجهة نظره من شعب لا يحق له أن يعيش كبقية شعوب العالم.
 
وطال الدمار والنهب جميع المنشئات العلمية والصناعية بمختلف أنواعها واغراضها، لينام الإمام مطمئنا إلى أن الجهل والتخلف يحاصران شعبه من جميع الجهات، ولم تسلم كلية تعليم البنات من أيادي الكهنوت، ومثلها
 
والكليات الشرعية وكذلك الكليات الحربية، التي كانت موجودة ضمن مباني العرضي او مجمع الدفاع بالعاصمة صنعاء. 
 
إلى ذلك تعطلت معظم المباني والمنشآت التعليمية، وفقا للمؤرخ الذيب في دراسة وثقت ما خلفته سلطات الإمام من تدمير للمنشئات ونهب للمباني والممتلكات، ومنها (المستشفى العثماني بصنعاء)، الذي كان يعد أضخم مستشفى في البلاد العربية، ويضم اكثر من 370 سريرا،  ووصفه الايطالي رينيه لهذا المستشفى في كتابه (رحلة الى صنعاء) بقوله: لا يوجد له مثيل لديهم في ايطاليا، ويتم فيه تصنيع الدواء، كما كانت مدرسة الطب مختصة بتأهيل الأطباء والصيادلة المتخصصين وتوزيع الأدوية مجانا. 
 
لكن الإمام يحيى حول المستشفى إلى سكن عائلي له ولأسرته وسماه (دار السعادة)، أجل فهو سيغدو في قمة السعادة بعدما تأكد أن المرض سينهش في الشعب الجائع الفقير لينعم أبناء الإمام في رغد العيش المسلوب من أفواه الرعايا المظلومين.
 
ولم يكن الإمام يحيى هنا بشكل استثناء في تاريخ الأئمة الطافح بما هو أبشع واشنع، ولكنه يسير على خطى أجداده السابقين في ارتكاب الجرائم كيما تستقر الكراسي تحتهم، وفي سبيل تحقيق أهدافهم لن يتورعوا عن اقتراف المحرمات، والمساس بالحرمات، ألم يقل جدهم الطاغية عبدالله بن حمزة حين طلب منه التخفيف من قتل الأبرياء: (إن جدي الإمام علي قتل في معركة صفين ثلاثين ألف بينهم صحابة شهدوا بدرا، ولن يسأله الله عنهم، فكيف يسألني عن هؤلاء..)؟
 
وهو المنهج ذاته الذي التزم به المتوكل إسماعيل بن القاسم الذي قال وهو ينهب أموال الناس في المناطق التي لا تدين بمذهب  إن الله لن يسألني عن ما اخذته من أموالهم ولكن عما ابقيته في أيديهم.
 
والخلاصة إنها فكرة شيطانية تقوم على الخرافة وتعتمد على الجهل والتضليل وترى أن هذه السلالة لها الحق وحدها بامتلاك الدين والاستئثار بالدنيا، فيما على بقية الشعب أن يحيا خادما لهم أو يموت دفاعا عن اطماعهم المريضة وأحلامهم السقيمة.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير