الأخبار
- أخبار محلية
بدأت في أكتوبر 2020.. فرحة عشرة صحافيين تنتظر "الاكتمال"
العاصمة أونلاين - خاص
الخميس, 13 أبريل, 2023 - 10:42 مساءً
في أكتوبر من العام 2020، أفلت من السجان الحوثي خمسة صحافيون، بعملية تبادل لهم مع مدنيين آخرين بأسرى حوثيين محاربين، في سابقة لم تشهدها دولة في العالم، شهدت حرباً، وهي العملية التي تمت حينها برعاية أممية.
الصحافيون الخمسة (عصام بلغيث وهشام طرموم، وهشام اليوسفي، وحسن عناب، وهيثم الشهاب) عاشوا كما عاشت أسرهم والأسرة الصحافية في اليمن حينها الفرحة، إلا أنها الفرحة التي لم تكتمل، لاستثناء المليشيا الحوثية زملائهم الأربعة من الصفقة المبرمة حينها.
ومنذ ذلك الحين، زادت لا شك مضاعفات السجن والاختطاف القسري والتغييب في سجن الأمن المركزي سيء الصيت بصنعاء، على الصحفيين الأربعة "أكرم الوليدي، وتوفيق المنصوري، وحارث حميد، وعبدالخالق عمران" وهي المضاعفات التي أخذت من صحتهم وحياتهم وحياة أسرهم الكثير.
واليوم، ومع غيرهم من الصحفيين يترقب الصحافيون الخمسة خروج الأربعة بلهفة وشوق لمعانقتهم مجدداً في فضاء الحرية، والمنتظر خروجهم خلال اليومين القادمين، بعد أن تضمنتهم نتائج المشاورات الأخيرة والتي جرت في جنيف برعاية الأمم المتحدة، حيث تمكن الفريق الحكومي من إدراجهم في كشوفات صفقة التبادل.
عن تلك الفرحة المرتقبة، الصحفي "عصام بلغيث" أكد أن لديه من "الشغف العميق والكبير" رغم أنه لن يخفي قلقه بأن الحوثيين قد يتخلفون عن الإيفاء باتفاق الإفراج.
وواصل بلغيث حديثه لـ "العاصمة أونلاين" بالقول "نعيش نفس الشعور الذي يعيشه زملاؤنا داخل السجن، فقد عشنا نفس اللحظات قبل عامين من القلق والترقب وعدم الثقة من وفاء مليشيات الحوثي بوعودها" مؤكداً أن هذا الشعور بالقلق يستمر حتى لحظة الإفراج.
وأضاف "يوم الإفراج عن الزملاء بالنسبة لنا، هو كيوم الإفراج عنا خاصة أننا لم نشعر بطعم الحرية المكتملة، وعشنا حالة السجن بالرغم من حريتنا بسبب أن الحوثيين اغتالوها بإبقاء زملائنا".
ولفت إلى أن "خروج الزملاء هو حريتنا المكتملة التي سرقها الحوثيون منا منذ 8 أعوام، سنعيش الفرحة سويا وسنتذوق طعم الحرية الحقيقي يوم الإفراج عن كل الصحفيين".
أما "هيثم الشهاب" فقال "أشعر بسعادة لا أستطيع وصفها منذ ان اتفق الطرفان على موعد خروج الأسرى، لكن بنوع من الحذر والمبالغة أكثر حتى لا يفسدها ظهور سبب معرقل من طرف الحوثي".
الشهاب ذكر أن الساعات التي يعيشها زملاؤه الآن ثقيلة، فهي تسرق عنهم لذة النوم، كلما تذكروا بأن موعد خروجهم قد حدد" وقال: "لذا عقولهم تسافر مع أية حركة كانت لأشخاص أو سيارات أو حتى أصوات أطفال، فهم يظنونها أنها أصوات أبنائهم، قد أتوا لاحتضانهم".
وعن ترقب الإفراج عنهم، أشار إلى أنه جاء الدور عليهم للخروج، ومغادرة السجن وسنوات عقيمة من أية فرحة عاشوها تسمح لهم بتجاوز بابٍ مغلق بكل حرية، لافتاً أنها لحظات تأتي بعد انتظار وترقب، وانتكاسات وتعقيدات عاشوها، ووعود كاذبة في الأمل بالخروج.
وأضاف الشهاب في تصريحه لـ "العاصمة أونلاين" والتي أسقط عليها حالته حين كان ينتظر ساعة الإفراج بأن اللحظات الأخيرة التي قد يعطيك فيها الحوثي طعاماً إلا أنك ستستغني عنه، لأنك ستشبع حرية وحياة أفضل، ومائدة طويلة لا تنتهي مما تطلب نفسك وما تريد" حد تعبيره.
وقال "حين يشاهد الحوثي مظاهر السرور تتقافز كالنهر من ملامحك فيحاول إعادتها بالأخبار الكاذبة والطرق التي تجلب القهر وتسبب الزعل وأنت في تلك اللحظة تكون ورقة بيضاء أي تصرف يؤثر فيك".
ويرى الشهاب بأن هناك ما يشبه العقدة، هي عقدة الشعور بالخروج والإفراج، وكأنها لا تنتهي، فالفرحة لا تأتي دفعة واحدة، إنما تعيشها بخروجك من السجن إلى غرف التبادل ثم تتعزز أكثر بسماع أحاديث من حولك ممن جمعوهم لنفس المكان من مختلف المحافظات، من تعز وذمار وسجون حوثية أخرى من أجل التبادل والإفراج.
وأضاف "أما تلك اللحظة المؤكدة لصحة الخروج عندما ينادون إلى خروجك في مقابلة لجنة الصليب الأحمر، والتي تعمل بعدها على تعبئة البيانات الخاصة بك في الاستمارات المعدة من قبلها".
وأشار إلى أنه حينها عاش صراعاً مع الوقت كما أن كل سنوات الحزن التي عاشها تبدلت في تلك اللحظات الأخيرة إلى سلسلة طويلة من المفاجآت السعيدة التي لا يستوعبها العقل القلب معاً.. مضيفاً "عشنا لحظة توزيع ملابس الخروج وطرنا من فرحة الشعور، كما أن مظهرك وقتها لم يعد أزرقا وأنك بعد لحظات ستركب برا ثم تطير جواً".