الأخبار
- أخبار محلية
مراكز الحوثي الصيفية.. لماذا هي خطرٌ يتهدد أطفال اليمن؟
العاصمة أونلاين/خاص/ أمة الغفور السريحي
الثلاثاء, 02 مايو, 2023 - 04:32 مساءً
ما يزيد عن مليون طفل يمني تسعى مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران إلى استدراجهم إلى المراكز الصيفية ضمن مخططها في تغيير هوية الأجيال الجديدة، ونشر أفكارها ومعتقداتها الطائفية، لما يخدم حربها، علماً أن تلك الحرب المستمرة وقودها الأطفال المجندون، ممن تم استقطاب الكثير منهم من خلال هذه المراكز الصيفية.
وخلال المراكز الصيفية تُخضع المليشيا الحوثية الأطفال لخطاب طائفي مكثّف مستورد من الفكر الإيراني، إضافة إلى أفكار ودروس تعبوية فشلت في تسويقها في المدارس، والمناهج الدراسية، نتيجة لرفضها، وعدم قبولها من الطلاب وأولياء الأمور.
ويعتبر مراقبون المراكز الحوثية بؤراً إرهابية تخدم مشروع نظام الملالي، كما أنها فقاسة لصناعة الإرهاب.. محذرين من خطرها على مستقبل اليمن والمنطقة العربية برمتها.
غسل أدمغة
الحقوقية لطيفة جامل، اعتبرت لـ"العاصمة اونلاين" أن ما تقوم به مليشيا الحوثي من غسيل متعمد لأدمغة الأطفال وتغليب فكر الموت والشهادة على الحياة هو تعميق ثقافة الكراهية ورفض الآخر على أسس طائفية ومذهبية.. وقالت إن هذا "خطر تعدى مفاعيل تفجيرات المنازل، والمساجد التي قام بها الحوثي مع خصومة السياسيين".
جامل، وهي رئيسة المركز الأمريكي للعدالة، أشارت إلى أن "هؤلاء الأطفال بذرة لقنابل بشرية مفخخة بالحقد الطائفي، والمناطقي والمذهبي تهدد الحاضر والمستقبل".
وأضافت "الحوثي يعتمد سنويًا على المراكز الصيفية المستهدفة للأطفال لإعداد مخزون بشري للقتال في مخالفة للكل القوانين والاعراف الدولية والإنسانية التي تدعو لحماية الاطفال من كل اشكال العنف والاستغلال، وفقاً لما ذكرته رئيس المركز الامريكي للعدالة لطيفة جامل".
وترى أن "ما يتعرض له الاطفال تحت سيطرة مناطق الحوثي، هو حرمان قسري من حق التعلم والطفولة المحمية والآمنة.
خطر مستقبلي
من جانبه، مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، قال إن المراكز الصيفية خطر يهدد مستقبل اليمنيين، وامتدادا للمد الإيراني الذي يسعى الى ما يسمونه "حرث الأرض" كسياسة تعتمد على التوسع الطائفي والعسكري وتغيير هوية المجتمع من خلال التجريف الفكري والثقافي ويبدأ تركيزهم على الأطفال من المراكز الصيفية لسهولة تلقيهم الأفكار الملغومة التي تدعو الى القتل والعنف وتكفير الآخرين.
الزبيري في تصريح لـ"العاصمة أونلاين" أكد أن "مليشيا الحوثي بدأت في تدمير النظام التعليمي في اليمن من خلال تحريف المناهج الدراسية، واستبعاد القيادات التربوية الكفؤة، والمشهود لها بالنزاهة، واستبدلتهم بعناصر سلالية لتغيير الهوية الوطنية، والدينية للأطفال.
وأضاف أن مليشيا الحوثي تسببت في إغلاق أكثر من 3500 مدرسة بحسب منظمة يونيسيف، وحولت المدارس المغلقة إلى ثكنات عسكرية ومخازن سلاح، وأصبح أكثر من مليوني ونصف خارج المدارس، ونفس العدد يعانون من ضعف شديد في التعليم لعدم توفر البيئة التعليمية المناسبة.
ووفقاً للزبيري فإن المليشيا الحوثية تعمدت نهب مرتبات المدرسين والتربويين لإفراغ العملية التعليمية من محتواها وليسهل لهم توجيه الطلاب الى مراكزهم التعبوية الصيفية التي تعتبر النواة الاساسية للحشد والتجنيد الى جبهات القتال.
إلا أنه استدرك بأن المجتمع أصبح يعي بالخطر المحدق والمتربص جراء هذه النشاطات.
في السياق أوضحت الناشطة الحقوقية نجوى حسين، أن جماعة الحوثي الإرهابية تسعى من وراء المراكز الصيفية إلى طمس الهوية الوطنية وحوثنة الجيل القادم، وتغيير أفكارهم وتشييعهم وهي بذلك تستخدم كل الوسائل الهدامة للأعراف والتقاليد والدين واستبدالها بالخرافات والخزعبلات التي ليس لها صله لا بالدين ولا بالعرف والأفكار الدخيلة على مجتمعنا.
وأضافت لـ"العاصمة أونلاين" أن الحوثيين "يحرصون كل الحرص على تغيير أفكار هذا الجيل وطمس هويته نتمنى من الجميع عدم إلحاق أبناءهم بهذه المراكز الهدامة، والجماعة التي تشتغل لمصالح خارجية".
مواجهة الآفة
وعن مواجهة الآفة الحوثية في هذه المراكز أكد فهمي الزبيري، ضرورة وأهمية توعية المجتمع من خطر هذه المراكز الحوثية الصيفية، وقال: "لابد من حشد الجهود الرسمية والشعبية والمجتمعية لمواجهة هذه الافة، والعمل على توجيه الناس في مناطق الحوثي، وارشادهم وتوعيتهم بصورة مستمرة من خلال مختلف الوسائل، للحفاظ على أطفال اليمن وللتقليل من مخاطرها.
أما نجوى حسين فقد حذّرت في تصريحها لـ" للعاصمة أونلاين" الأهالي في مناطق سيطرة الحوثيين من الاستجابة لرغبات المليشيا الحوثية.
وقالت إن هذه المراكز أًنشئت لأغراض طائفية مقيته، وليس لإكساب أبناءهم العلم والمعرفة والثقافة، وإنما لتغيير أفكارهم ومعتقداتهم وجرهم إلى ميادين القتال في العمر الذي يجب أن يكونوا فيه مثل أقرانهم في المناطق المحررة في المدارس ودور القرآن الكريم، وليس في المتارس".
ودعت الأهالي إلى الحفاظ على أبنائهم من الانجرار في منزلق العصابات الإرهابية".
انتهاك لحقوق الطفولة
الحقوقية لطيفة جامل، تطرقت في حديثها كذلك إلى موضوع متصل، وهو تجاهل المبعوث الدولي ومنظمات حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لهذه الممارسات الحوثية وكل الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا بحق الطفولة، وهي الحقوق المنصوص عليها في اتفاقيات الطفل المختلفة.
علماً أن الأمم المتحدة قد وقعت ومليشيا الحوثي في صنعاء في الـ 18 من أبريل الماضي خطة عمل تهدف إلى منع تجنيد الأطفال في الحرب وحماية المرافق التعليمية حسبما أفادت المنظمة الأممية.
مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة فهمي الزبيري قال "إنه وبالرغم من تحذيرات فريق الخبراء الدوليين في تقاريرهم من استمرار خطر الحوثيين في تجنيد الأطفال واستخدامهم في التدريب والقتال وتدهور التعليم إلا إن المليشيات ماضية في نهجها التدميري لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية ولا تلتفت للمخاطر التي تضر بأطفال اليمن".
وكانت منظمة ميون الحقوقية، قد أكدت في بيان لها أخير "أنها وثقت خلال العام الماضي وقوع عمليات تجنيد ممنهجة للأطفال وأنشطة شبه عسكرية وأخرى طائفية علاوة على توثيق تعرض عدد منهم لاعتداءات جسدية وجنسية".
فيما حذر التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، من خطورة هذه المراكز على عقول الأطفال. مؤكداً تواصل الحوثيين في "تفخيخ عقول الأطفال في اليمن من خلال المراكز الصيفية التي يتم فيها أدلجتهم وحشو عقولهم بفكر الجهاد وإذكاء ثقافة العنف وتمجيد القتال والأفكار الطائفية الخاصة بالجماعة".