الأخبار
- تقارير وتحليلات
"التواصل الاجتماعي" .. كيف ساعدت سكان صنعاء في تعرية المسيرة الحوثية؟
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 23 سبتمبر, 2024 - 12:09 صباحاً
أمعنت مليشيات الحوثي الإرهابية خلال سنوات الحرب الماضية في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في العاصمة المحتلة صنعاء والمناطق الخاضعة تحت سيطرتها، مع حالةٍ من القمع الممنهج التي استخدمتها المليشيا لوسائل الإعلام والصحفيين، للتغطية عن جرائمها المستمرة منذ بداية الحرب.
ورغم كل الإرهاب التي مارسته المليشيا بحق النشطاء، إلا أنّ وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة برزت بشكل كبير، وأصبحت نافذة مهمّة في معركة اليمنيين، في كشف جرائم المليشيا وإيصال أصوات الضحايا بمختلف فئاتهم، حيث أسهمت بشكل فعّال في تسليط الضوء على انتهاكات المليشيا وفضح ممارساتها للرأي العام ولكل المهتمين برصد وتوثيق هذه الجرائم الممنهجة بحق أبناء الشعب اليمني.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا بارزًا في توثيق هذه الانتهاكات، إذ يكشف المواطنون والنشطاء هذه الجرائم من خلال نشر مقاطع الفيديو والصور والشهادات الشخصية، عبر المنصات المتدالوة في أوساط الناشطين على المستوى المحلي، وابتي من أبرزها: منصة "اكس"، "فيسبوك"، و"يوتيوب"، وكانت هذه الوسائل متناولًا سهلًا للجميع استخدمها الضحايا والنشطاء لنشر جزءًا من حقيقة المليشيا وسؤة أفعالها، مما ساهم في تكوين قاعدة بيانات مرئية وموثوقة للانتهاكات.
تجاوز القيود
يشير الكاتب الصّحفي همدان العليي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت أحد أهم الأدوات التي كسرت حاجز الصمت حول ما يحدث في صنعاء من انتهاكات وجرائم من قبل الحوثيين، استخدمها المواطنون والنشطاء لتوثيق وتوزيع الحقائق في وقتها الفعلي، وتجاوزوا من خلالها القيود التي فرضتها المليشيات على وسائل الإعلام التقليدية".
وأوضح "العليي" في حديثه لـ "العاصمة أونلاين"، "أنّ نشر الفيديوهات والصور والشهادات الشخصية على هذه المنصات ساعد في كشف حجم الانتهاكات، مثل الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاستيلاء على الممتلكات، مما أسهم في إحراج الجماعة أمام المجتمع الدولي".
من جانبه، أكد الناشط وليد العمري أنّ وسائل التواصل الاجتماعي مثلت نافذة حرية لليمنيين في ظل القمع الإعلامي الذي مارسه الحوثيون في صنعاء. لافتًا إلى أنّ هذه المنصات كانت الوسيلة الأبرز لتوثيق الجرائم ونشرها، مشيرًا إلى أنها ساهمت في حشد الدعم الدولي وزيادة الوعي حول ما يجري في صنعاء.
شجاعة السكان
على الصعيد الصحفي، يرى الصحفي نائف حسان في حديثه لـ "العاصمة أونلاين" أنّ دور وسائل التواصل الاجتماعي كان محوريًا في إظهار الحقائق التي حاولت مليشيات الحوثي الإرهابية إخفاءها، على مدى سنوات الحرب المثقلة بجرائم المليشيا وانتهاكاتها".
وقال الصحفي نائف حسان، "إنّ بفضل الشجاعة التي أظهرها النشطاء والمواطنون في توثيق ونشر جرائم القصف والاعتقالات والانتهاكات ضد الحريات، تمكن العالم من رؤية الحقيقة. مؤكدًا أنّ هذا الدور ساهم في فضح الحوثيين أمام المجتمع الدولي وكسر محاولاتهم لإخفاء جرائمهم عن الرأي العام".
هذا الدور البارز الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي لم يقتصر على الأفراد، بل استفادت منه أيضًا المنظمات الحقوقية ومنها المنظمة اليمنية لمراقبة حقوق الإنسان، التي صرّحت بأنّ هذه المنصات أصبحت مصدرًا للتحقق من الانتهاكات وتوثيقها.
توفر المعلومة الأولية
وأوضحت المنظمة في تصريحات صحفية، أنّها اعتمدت بشكل كبير على المحتوى الذي يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتحقق من الانتهاكات، سواء كانت جرائم تعذيب، أو قصفًا عشوائيًا، أو اعتقالات تعسفية. مشيرةً في ذات السياق إلى أنّ هذه المعلومات التي وفرتها وسائل التواصل الاجتماعي كشفت للعالم الوجه الحقيقي للحوثيين وساهمت في تشكيل ضغط دولي على الجماعة".
ووفق مراقبين، فإنّ وسائل التواصل الاجتماعي تظل في اليمن أداة مهمّة في معركة الكشف عن الجرائم والانتهاكات، حيث تواصل توفير منصة للمواطنين والنشطاء والصحفيين للتعبير عن أصواتهم وكشف ما يجري على أرض الواقع، رغم محاولات القمع والسيطرة. بفضل هذه الجهود المستمرة، أصبح العالم أكثر اطلاعًا على حقيقة ما يحدث في صنعاء والمناطق الأخرى، وهو ما يساهم في الدفع نحو العدالة ووقف الانتهاكات.
فيما تشير منظمات حقوقية أنّ وسائل التواصل الاجتماعي، وثّقت آلاف الانتهاكات في العاصمة المحتلة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، من خلال المعلومات الأولية التي تحصل عليها الفرق البحثية من هذه المنصات، وكان لها فضل كبير في كشف الجرائم والانتهاكات فور وقوعها، وبالتالي أصبحت ضمن الوسائل المهمّة في نقل ما يحدث للرأي العام سواءً على المستوى المحلي أو العالمي.
كتب المادة الصحفي /أسامة السبئي