الأخبار
- أخبار محلية
المختطفون في سجون مليشيات الحوثي.. معاناة لا تنتهي
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 06 أبريل, 2025 - 10:49 مساءً
وضعٌ مأساوي ومعاناة مستمرة يعيشه آلاف المختطفين في سجون مليشيات الحوثي الإرهابية، حيث يواجه العديد منهم صنوفًا من التعذيب والحرمان، في جرائم ممنهجة ترتكبها المليشيا بحقهم في العاصمة المحتلة صنعاء ومناطق سيطرتها، منذ بداية حربها على اليمنيين.
ولا يزال العديد من الأبرياء يقبعون في سجون سرية وأخرى علنية، يعانون من أساليب تعذيب وحشية وحرمان من أبسط الحقوق. يواجهون شبح الموت ويتعرضون لأنواع من التعذيب الجسدي والنفسي لم يسبق لها مثيل، في ظل غياب أي رعاية صحية. وفق شهادات لمعتقلين سابقين، نجا بعضهم من جحيم عايشوه في أقبية المليشيا لسنوات.
ويعيش الآلاف من المختطفين في ظلام الزنازين الحوثية، في معاناة لا توصف، حيث تُسلب منهم أبسط الحقوق، ويُحرمون من الحرية والحياة الكريمة، في سجون سرية تفتقر إلى أدنى معايير الإنسانية، والتي تحوّلت إلى أماكن تعصف بالأرواح وتقتل البشر.
معاناة لا توصف
يروي الصحفي هشام طرموم تفاصيل مرعبة حول فترات احتجازه في سجون مليشيات الحوثي في صنعاء، بالقول: "إنّ هناك صنوفًا كثيرة من التعذيب التي يتعرض لها المختطف في سجون المليشيا، منها الضرب بالأسلاك، بالهراوات، بالأيدي، والصفع على الوجه، والتعليق (تقييد الأيدي وتعليقها في أعمدة حديدية)، إضافة إلى قيام المشرفين بالدوس على جسد المختطف وركله على الوجه خاصة".
وأضاف طرموم في حديثه لـ"العاصمة أونلاين": "لا نستطيع أن نلخص المعاناة التي يعيشها المختطف في سجون الحوثي في جمل مختصرة على الإطلاق؛ لأن المعاناة أشد وأعظم مما نستطيع وصفه. فالمختطف في سجون الحوثي يعيش حالة أشبه بموت بطيء، حيث يقوم المشرفون بتهديده بالتصفية والقتل بشكل متكرر ودائم".
وأردف: "هناك تعذيب في غرف التحقيقات وهو الأشد وطأة على المختطف، كما أنّ هناك تعذيبًا خارج غرف التحقيقات". مشيرًا إلى أن المختطفين يعيشون أوضاعًا صحية صعبة، ولا يوجد أي اهتمام أو رعاية صحية، بل يتم حرمانهم من أبسط الحقوق في الدواء. التغذية سيئة جدًا وهناك سياسة تجويع ممنهجة للمختطف من قبل هذه الميليشيات".
ليس احتجازًا بل موت بطيء
ويحكي الصحفي المحرر من سجون الحوثيين أكرم الوليدي تجربته القاسية التي مر بها في معتقلات المليشيا، بالقول: "إنّ سنوات سوداء عاشها في المعتقل، وأنّ ما يجري هناك ليس مجرد احتجاز بل هو نوع من الموت البطيء. يُزج بالمختطفين في زنازين ضيقة، رطبة، ومظلمة بلا تهوية أو نظافة، وتُمارس ضدهم صنوف شتى من التعذيب النفسي والجسدي تبدأ من الضرب والتعليق والصعق بالكهرباء ولا تنتهي بالتجويع والعزل الطويل".
وأضاف في شهادته لـ"العاصمة أونلاين": "الكثير من المختطفين يُحرمون من حق العلاج رغم تدهور حالتهم الصحية، ويُمنعون من رؤية أسرهم أو التواصل معهم". مشيرًا إلى أنّ بعضهم يُخفى قسريًا لسنوات ولا يُعرف عنهم شيء، وآخرون يُعرضون لمحاكمات صورية تنتهي بأحكام جائرة تصل إلى الإعدام كما حدث معي".
في انتظار الموت
أما رئيس الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين رضوان مسعود، وهو مختطف سابق، يروي تجربته المأساوية، ويشير إلى جانبٍ آخر من التعذيب الذي يمر به المختطفون في سجون المليشيات الحوثية، بالقول: "التعذيب النفسي كان أحد أسوأ أنواع المعاناة".
وقال لـ"العاصمة أونلاين": "المختطفون في سجون الحوثي ينتظرون الموت في ظل التعذيب البدني والنفسي، الإهمال الطبي، وغياب الرعاية الصحية، وانتشار الأمراض بسبب البيئة السيئة للسجون، فضلًا عن سياسة التجويع الممنهج".
انتهاكات مرعبة
في منتصف العام 2024م، وثّق تقرير حقوقي صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات 2406 جريمة إخفاء قسري ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين، بينهم 133 امرأة و117 طفلًا، خلال الفترة الزمنية من 1 يناير 2017م وحتى منتصف العام الجاري 2024م في 17 محافظة يمنية.
ورصدت "الشبكة" تعرض 1937 مختطفًا، بينهم 117 طفلًا و43 امرأة و89 مسنًا، لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في معتقلات الحوثي، خلال الفترة التي يغطيها التقرير.
وأشارت في تقريرها إلى أن 394 مختطفًا تعرضوا لأشد وأقسى أنواع التعذيب المفضي إلى الموت، بينهم 12 طفلًا و9 نساء و15 مسنًا، ما أدى إلى مقتلهم داخل الزنازين الحوثية أو بعد إطلاق سراحهم بأيام فقط، حيث تسعى المليشيات إلى التنصل من جريمة مقتلهم.
الشبكة أفادت أن مليشيا الحوثي تدير 641 سجنًا، منها 237 من السجون الرسمية التي احتلتها و128 سجنًا سريًا استحدثتها المليشيا بعد انقلابها على الشرعية واحتلالها مؤسسات الدولة.
لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline
تعليقات
اقرأ ايضاً
آخر الأخبار
كاريكاتير

الأكثر قراءة
العاصمة اليوم

تقرير حقوقي صادر عن مركز العاصمة الإعلامي
الأحد, 13 أغسطس, 2017

ندوة مركز العاصمة الإعلامي
الأحد, 13 أغسطس, 2017

المرأة في صنعاء لا حرمة لها.. مركز العاصمة الإعلامي يرصد ...
الخميس, 01 يناير, 1970

مركز العاصمة الإعلامي يشهر دراسة بحثية عن استراتيجية إيران ...
الخميس, 01 يناير, 1970
