الأخبار
- أخبار محلية
الخسائر الميدانية تدفع الحوثي لإعلان «التعبئة»
العاصمة أونلاين - الشرق الأوسط
الاربعاء, 21 فبراير, 2018 - 04:55 مساءً
أجبرت الخسائر الميدانية المتصاعدة، جماعة الحوثيين الانقلابية على الدعوة أمس إلى «التعبئة العامة» في أوساط ميليشياتها، وتوجيه أوامر إلى قادتها بإلغاء شروط التجنيد الطوعي واستدعاء العسكريين الذين كانت أجبرتهم على ترك معسكراتهم ولزوم منازلهم بعد الانقلاب على الشرعية.
وتزامنت دعوة الميليشيات إلى «النفير العام» مع فشل حملة «التجنيد الطوعي» التي كانت دعت إليها مطلع السنة الحالية، إضافة إلى تصاعد الانشقاقات في صفوف الضباط الموالين لها، واستمرار تدفق العسكريين المناهضين لها إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية للالتحاق بصفوفها.
واعترف رئيس مجلس انقلاب الجماعة صالح الصماد أمس بالهزائم الميدانية الأخيرة التي تلقتها الميليشيات على أيدي قوات الجيش اليمني المسنود من التحالف العربي لدعم الشرعية. وقال خلال لقاء جمعه مع قادة الجماعة المسؤولين عن «التعبئة العامة»: «نحن لا نستطيع تحديد ساعة النصر، والسيطرة عل? جغرافيا معينة لا تحسم المعركة ولا تعد مقياسا».
ويشير تصريح الصماد بوضوح إلى الانهيارات المتسارعة للميليشيات الحوثية في جبهات «الساحل الغربي» باتجاه الحديدة شمالا، وإلى تقهقرها المستمر في محافظة تعز، وكذا خسارتها لوجودها الأخير في شبوة، واشتداد الطوق العسكري للجيش اليمني حول معقلها الرئيس في صعدة.
وعلى خلفية فشل حملة التجنيد في صفوفها، أمر الصماد قادة الميليشيات بإعادة النظر في الشروط التي طلبت توافرها لدى الراغبين في الالتحاق بالتجنيد، وتبسيطها. ويعني هذا «التبسيط» للشروط، بحسب مراقبين، إلغاء السن المحدد، وفتح مجال الالتحاق رسمياً أمام أصحاب السوابق والمجرمين والمدانين بأحكام قضائية، والسماح بضم الأطفال وكبار السن، إضافة إلى إلغاء فترة التدريب أو اختزالها في أيام معدودة قبل الدفع بالمجندين إلى الجبهات.
وذكرت مصادر الجماعة الرسمية أن الصماد شدّد على «تسهيل إجراءات انخراط الشباب في صفوف القوات المسلحة لرفد جبهات الشرف والبطولة، وعلى ضرورة التنسيق بين مختلف الوحدات العسكرية لرفع القدرات القتالية».
وفي مواجهة استمرار انشقاق الضباط والجنود وتدفقهم إلى معسكرات «الشرعية» وبخاصة من الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، أمر رئيس الميليشيات الحوثية قادته «بحشد الطاقات والحرص عل? إعادة تجميع كل الوحدات العسكرية»، في إشارة إلى استدعاء منتسبي ألوية الجيش اليمني التي استولى عليها الانقلابيون وإجبارهم على العودة للخدمة العسكرية تحت إمرة الجماعة.
كما عقد رئيس الانقلاب الحوثي لقاء مع وزير داخليته، وشدّد على سرعة إلحاق ميليشيات الجماعة غير النظامية ودمجها في الأجهزة والقوات الأمنية بشكل رسمي، وذلك بالتزامن مع عملية واسعة تقوم بها الجماعة منذ أيام لفصل المئات من الضباط والجنود الأمنيين الرافضين للعمل تحت إمرتها من وظائفهم.
ويرجح مراقبون أن الظهور الميداني الأول لنجل شقيق الرئيس السابق، العميد طارق صالح، في جبهة الساحل الغربي ضاعف من مخاوف الجماعة وقلقها من تلقي انكسارات ميدانية جديدة، ما حملها على إعلان «التعبئة العامة».
في غضون ذلك، أفادت المصادر الرسمية للجيش اليمني أمس بأن ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية تكبدت 100 قتيل على الأقل خلال يومين في جبهة الساحل الغربي حيث يواصل الجيش تقدمه باتجاه الحديدة بإسناد جوي من قوات التحالف. وأكدت مصادر ميدانية بأن 24 مسلحا حوثيا على الأقل قتلوا أمس في ضربات جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفت مواقع متفرقة جنوبي الحديدة وغربي مأرب، في وقت أدت المواجهات غربي تعز والبيضاء إلى مقتل 8 متمردين على الأقل.
وفي إحصاء لخسائر الميليشيات في جبهة الساحل الغربي، قال الموقع الرسمي للجيش اليمني إن 100 مسلح حوثي على الأقل قتلوا إلى جانب عشرات الجرحى والأسرى سقطوا خلال يومين بسبب المعارك وضربات الطيران. وأكد الموقع أن المقاتلات استهدفت أمس تجمعات للميليشيات الحوثية بجوار إحدى المزارع في منطقة المغرس في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، في الوقت الذي يواصل الجيش اليمني تقدمه في مديرية الجراحي المجاورة، وهي ثالث المديريات التي يتقدم نحوها في المحافظة بعد تحرير الخوخة وحيس.
وجاءت هذه الخسائر في صفوف الميليشيات على وقع معارك استمرت في جبهات تعز والبيضاء أمس.