×
آخر الأخبار
 وفاة واصابة 23 شخص بحوادث مرورية خلال يوم واحد  مجلس القيادة يناقش إجراءات معالجة العملة الوطنية 8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن  منظمات حقوقية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال في اليمن مراكز المعاقين في صنعاء تؤكد الاستمرار في الاضراب الشامل صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

هل تنجح الصواريخ في ترميم هلع المليشيا؟.. الحوثيون ومعركة "الرمق الأخير"

العاصمة أونلاين/ حسين الصوفي


الأحد, 23 فبراير, 2020 - 11:58 مساءً

انتهت حفلة مليشيا الحوثي الصاخبة التي حاولت أن تغطي على فشلها الذريع خلال المعركة الأخيرة وما قبلها وما بعدها وأثناءها بالطبع، لقد ضخت مطابخ المليشيا وخبراءها الإيرانيون واللبنانيون والأجانب أكبر حملات من الإشاعات التي تقترب من الإشاعات والدعاية التي بثتها دول في الحروب العالمية، ولكنها كانت أول ضحايا هذه الحملات الكاذبة، وقد غرقت في أوهامها إلى أخمص قدميها، باختصار ، لقد ألقت مليشيا الحوثي بكل أوراقها في شرق صنعاء، ثم اكتشفت أنها خسرت كل شيء ، وأن الأكاذيب التي فشلت في تخدير أنصارها وقادتها ومن يساندها،  لا يمكن أن تقوم "نكتة" الصواريخ التخديرية  بترميم الهزيمة النفسية والاستراتيجية والعسكرية التي وقعت فيها إلى الأبد..
 
ولأن البعض لا يزال تحت تأثير صدمة الأكاذيب والحرب الاعلامية، فإننا بحاجة لنشرح له "نكتة" الصواريخ التي تعتبر أكذوبة اليوم!، وذلك أن ذاكرة هؤلاء القصيرة تحتاج إلى تذكيرها بأن مليشيا الحوثي سيطرت على ترسانة عسكرية ضخمة كانت حصيلة تسليح الجيش اليمني خلال خمسين عاما، وهنا تفاصيل قليلة جدا من تقارير تحدثت عن المخزون الصاروخي الذي قال عنه الرئيس الراحل صالح ذات يوم بأنه "مخزون يعجبك" وكان يدرك ما يقول بالارقام، ومن الأرقام التي أوردتها بعض التقارير المتخصصة إليكم هذه الأرقام.
 
"عدد الصواريخ المتطورة بعيدة المدى التي كان يمتلكها الجيش اليمني تفوق الـ2000 وتم تطويرها في كوريا الشمالية، تسلم اليمن آخر دفعة منها عام 2002 شحنة 15 صاروخ سكود من كوريا الشمالية اعترضتها الولايات المتحدة في البحر ثم أفرجت عنها.
 
وكانت هذه الشحنة ضمن صفقة أبرمت في العام 1988 بين صنعاء وكوريا الشمالية بخصوص شراء اليمن عشرات الصواريخ ومحروقات وقطع غيار، ونجحت صنعاء في إقناع الولايات المتحدة بالإفراج عن السفينة التي تم اعتراضها في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن من البحرية الإسبانية بناءً على معلومات من الأمريكيين.
 
وفي تقرير آخر : "يملك اليمن نحو 500 صاروخ سكود منذ عهد الاتحاد السوفيتي وكان قد ظهر الكثير منها في عروض عسكرية، عملت اللجنة الفنية في القوات المسلحة اليمنية، على تطويرها".
 
 
وفي تقرير ثالث: "استطاع الحصول على صواريخ جديدة من طراز سكود بي ومداها 300 كم وسي ومداها 550 كم ودي ومداها 700 كم".
 
وهناك تقارير باللغة الانجليزية تحدثت بالارقام عن حجم القوة الصاروخية التي هي ضمن أسلحة الجيش اليمني قبل 2011، وفوق ذلك فقد أشارت تقارير أممية من بينها تقارير لجنة الخبراء بأن إيران زودت مليشيا الحوثي بعشرات الصواريخ لم تكن أولها شحنات "جيهان1" ولم تكن آخرها ما تم احباطه خلال الأيام الاخيرة.
 
فلماذا تستعرض مليشيا الحوثي بصور قالت أنها تكشف عنها للمرة الأولى بالرغم أنها أضعف قدرة خمسة عشر مرة من صاروخ واحد لا تزال مخازن الجيش السابق تكتظ بها؟! فهل وصلت إلى درجة الهزيمة المسحوقة، وتريد استهلاك أخبار وهمية لتغطية عجزها وهزيمتها؟! أم أنها تعيش مرحلة الرمق الأخير حقا وتبحث لنفسها عن مخرج بعد ضياع كل الفرص أمامها؟!
 
هذه أسئلة قد تجيب عنها بعض الأحداث في هذا الشهر، والتي يمكن تلخيصها في الخسائر الفادحة والهزائم النكراء التي تعرضت لها، والتي أحرقت فيها كل أوراقها واستنزفت فرصها الأخيرة حقا.
 
ومن أهم ذلك، تعرضها للهزيمة الكبرى في المجال الاقتصادي والذي يعتبر أكبر ضربة ستكون آثارها قريبا حيث تعتبر بمثابة قطع "الحبل السري"  الذي كان يغذي مليشيا الحوثي بالمؤنة ويمثل لها دخلا باذخا تصل عائداته إلى مئات المليارات، وهذه الخسارة تمثلت في الفضيحة المدوية التي كشفت عنها وكالة اسشيوتد برس والعلاقة بينها وبين وكالات الأمم المتحدة،  وبيع واستثمار جوع وفقر ومرض ومساعدات اليمنيين من الغذاء والدواء،  وتعتبر هذه ضربة قاصمة قد يتعرض "عبد المحسن الطاووس" للتصفية الجسدية جراء هذه الفضيحة كما تشير بعض المصادر.
 
ثاني الهزائم التي تعيشها مليشيا الحوثي في معركتها التي قد تنطبق عليها فعلا "معركة الرمق الأخير" ضياع جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، غريفث، والتي تبخرت جهوده في الهواء في لمح البصر، وتعرض هو الآخر لصدمة مدوية جعلته يهرب الى ملف المختطفين ريثما يحاول التغطية على الفشل الذي تعرض له، وذلك انه نفذ زيارات مكوكية محاولا إنقاذ مليشيا الحوثي ولم يجد حرجا من إطلاق تصريحات وصفت بالتهديد وفرض أمر واقع بالقوة، في طرح خيار واحد امام الشرعية كان يريد أن يكون باب الاستسلام!!، لكنه فشل وتعرض لصدمة وخسارة ربما تكون آخر ايامه الدبلوماسية، فهو عمل على خداع مجلس الأمن،  وسعى إلى صناعة نجاح وهمي في ملف المختطفين، بينما يعتبر خارج المشروعية الآن حيث انتهت فترة عمله في منتصف فبراير حسب قرار تعيينه في مهمته، وربما يفشل في الحصول على تجديد نتيجة فشله المتلاحق.
 
ثالث الخسارات الإستراتيجية التي تعرضت لها مليشيا الحوثي، تتمثل في تضييعها لفرصة كانت بعض الدول الكبرى في مجلس الأمن تعتبرها الفرصة النهائية، وتتمثل في ضغط تلك الدول على الأشقاء في المملكة العربية السعودية للحوار مع مليشيا الحوثي، ومن وسائل الضغط ذلك محاولة تضخيم مليشيا الحوثي وتقديمها على أنها قوة متماسكة، وتمتلك قدرات نوعية ، حسب البروباغندا التي جاءت في طيات تقرير الخبراء الاخير، وهذه الأوهام والعضلات المصنوعة من عجين، جعلت مليشيا الحوثي تحاول الظهور بصورة المتحدي،  وأنها أجبرت الأشقاء في السعودية على القبول بالحوار معها، وتلك فرصة ضاعت واحترقت مع حطام الطائرة التي ربما أحد شفرات لغز اسقاطها، بأنها وسيلة ضغط من قوى دولية فشلت هي الأخرى في ليّ ذراع التحالف العربي والحكومة اليمنية.
 
ذات يوم كتب حسن زيد منشورا يريد أن يرسل رسائل إيجابية للمملكة، فعلق عليه أحد قادة المليشيا بالعتاب، فرد عليه حسن زيد: خلونا نلعب سياسة وانتم العبوا لعبتكم!! وكان يظن واهما انه يخادع المملكة العربية السعودية.
 
ومن الخسارات الإستراتيجية والهزائم القاتلة التي تعرضت لها مليشيا الحوثي، تضحيتها بآخر مخزون بشري يمكن لها أن تحشد لها، وظهرت الخسارة في عجز مشرفيها، في عدد من المديريات في محافظات تسيطر عليها عجزوا في إقناع القبائل بالالتحاق في صفوفها، حيث تفيد المعلومات أن كل وسائل الترغيب والترهيب فشلت في حشد المزيد من المغرر بهم، مما اضطر ابو علي الحاكم وقيادات في العصابة يتنقلون عند إقدام مشائخ وأعيان القبائل وينبطحون بشكل ذليل لم يسبق أن ظهروا عليه من قبل، وأقرب مثل ما حدث للشيخ حنين قطينة،  ويمكن للقارئ مقارنة موقف قادة عصابة المليشيا مع قطينة بموقفها وغطرستها مع الشيخ قشيرة وبعض مشائخ عمران خلال العام الماضي.
 
وربما أقل من ذلك إذلال فتاة لقادة المليشيا عبر نشرها لنداء تطالب فيه بإعادة شقيقها ذو الأربعة عشر عاما، أو ستنشر فيديو يتحول إلى ضربة قاصمة في خلال دقائق قليلة، وهو التهديد الذي أرغم قيادي حوثي يعمل في "الرئاسة" وضمن طاقم صناع القرار أجبرته على التعليق على منشورها على فيس بوك واستجدائها بحذفه والتزامه مع أعلى سلطة في جماعته بإعادة أخيها في غضون ساعات وهو ما حدث بالفعل.
 
لتكذب مليشيا الحوثي كيفما شاءت،  ولتستعرض براميل مياه مطلية وتقول أنها "صورايخ" في نكتة سمجة،  ولتبالغ  في الحرب النفسية، فالحقيقة التي باتت واضحة وضح شمس الجمهورية أن عصابة إيران الإجرامية باتت تعيش مرحلة "الرمق الأخير " وأن قيادة هزمها منشور على فيس بوك لا يمكن أن يغطي فشلها وهم "صواريخ"، وأن جريمة المحرقة التي ارتكبتها في حق المئات من أبناء القبائل كانت بركة الدماء التي ستغرق فيها، والقبر الذي حفرته لنفسها إلى الأبد.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير