الأخبار
- تقارير وتحليلات
في الذكرى الـ55 لاستشهاده.. اليمنيون يستلهمون تجربة «الزبيري» في كفاحهم ضد فلول الإمامة
العاصمة أونلاين/ خاص
الخميس, 02 أبريل, 2020 - 12:39 صباحاً
تصادف اليوم الذكرى الـ55 لاستشهاد أبو الأحرار الثائر والأديب محمد محمود الزبيري، الذي قضى في مطلع ابريل من العام 1965م شهيداً بعد حياة حافلة بالكفاح ومقارعة الإمامة الكهنوتية عبر مسيرة طويلة من النضال توجت بالإجهاز على النظام الكهنوتي الاستبدادي في 26 سبتمبر/ ايلول 1962م وترسيخ مداميك النظام الجمهوري.
والزبيري هو الشاعر والأديب والقاضي والمؤرخ الذي سّخر كل مواهبة لإيقاظ الشعب من غفوته وخاض صراعاً مريرياً لبناء الوعي وتدمير الخرافة من مداميكها، وهوعلى رأس من نقلوا تجربة الصحافة والاحزاب السياسية الى اليمن، تدرج في نضالاته من محاولات التغيير من الداخل ثم تجربة التنظيم السياسي والصحافة في الأربعينات وصولاً الى تأسيس تنظيم الضباط الأحرار وبلورة الفعل الثوري الحاسم.
وتجشم الزبيري على الصعيد الشخصي معاناة السجن والملاحقة واضطر للتنقل بين عدة بلدان خلال فترات متفاوتة من حياته، وبإصرار وإيمان الثائر لم يدب اليأس داخله رغم المعاناة المريرية الى إن تكلل كفاحه ورفاقه بالانتصار العظيم للجمهورية وذهب النظام الكهنوتي الى مزبلة التاريخ.
ويستذكر اليمنيون مسيرة الشهيد الزبيري اليوم بصورة لافتة في خضم المعركة الوطنية التي يسطرونها منذ خمسة أعوام ضد النسخة "الحوثية" الأردأ للإمامة الكهنوتية، وفحوى ذلك دافع الشعور بالحاجة لاستلهام تجربة المناضل الزبيري في مقارعة الإمامة والمعتركات النضالية التي خاضها مع رفاقه دون يأس أو كلل أو ملل حتى الإطاحة بها وانعتاق الشعب من أغلالها.
كما تتيح قراءة سيرة الزبيري معرفة الوجه البشع للكهنوتية السلالية آنذاك وتطابقها مع المشروع الحوثي الانقلابي الذي يعد امتداداً للإمامة ويعيد تكريس فكرة الولاية وخرافة الحق الإلهي ويعتبر الشعب مجرد تابع ذليل، وهي الأفكار التي فضحها الزبيري وقضى عليها من خلال نشر الوعي في أوساط الشعب رغم التجهيل ونشاطه في كتابة الشعر والأدب والمؤلفات الثقافية علاوة على التحرك النضالي على أكثر من صعيد.
وأبدى يمنيون في ذكرى استشهاد الزبيري هذه المرة، اهتماماً لافتاً من خلال التفاعل الفاعل مع الذكرى على مواقع التواصل الاجتماعي وإعادة نشر مقطوعات من أشعاره ونصوص من مؤلفاته التي بمجملها تفضح الصورة القبيحة للإمامة ومشروعها عبر التاريخ وتضرم الحماس الثوري لمناهضتها والقضاء عليها.
ومن ضمن ماجرى تداوله من أشعار الزبيري في ذكرى رحيله قوله:
"أأجثو على رُكبتي خاشِعاً
لجُثةِ طاغيةٍ حنّطوهْ
أتعنو لطاغيةٍ جبهتي
فمن هو، من أصلهُ، من أبوهْ"
وفي السياق، ويقول الصحفي خالد العلواني في تغريدة على حسابه بتويتر، إن ذكرى استشهاد الزبيري تأتي هذا العام والجيش الوطني يسطر ملحمة العهد بالوفاء للجمهورية، ودولة المواطنة المتساوية بعيدا عن وصاية الكهنوت، وقيوده وآصاره.
وتابع: "ومن هيلان حيث تثور البراكين يلتقي الأحرار على صعيد التضحية والمجد كسند متصل في سلسلة النضال الوطني المهيب"، وهي إشارة الى تزامن ذكرى استشهاد الزبيري مع التقدم النوعي الذي أحرزته قوات الجيش الوطني بتحرير أجزاء واسعة من مرتفعات هيلان الاستراتيجية من مليشيات الحوثي.
بينما يشير الصحفي عبدالباسط الشاجع رئيس مركز العاصمة الإعلامي، الى أن الزبيري رمز النضال والحرية والكرامة، حاولوا إسكاته بالترغيب والترهيب من أجل أن يسكت عن معاناة شعبه مقابل تحسين وضعه وحياة مرفهة فلم يلتفت للإغراء".
وقال في تغريدة على تويتر، إن الزبيري أعلنها مدوِية من أول يوم: بحثت عن هبة أحبوك يا وطني.. فلم أجد إلا قلبي الدامي.
ويرى باحثون إن الزبيري كغيره من رموز الجمهورية والثورة اليمنية هُضموا في مناهج طلبة المدارس فيما سبق بصورة مريبة عدى ذكر يسير لايرقى الى مكانتهم، علاوة على محاولة مليشيات الحوثي مؤخراً طمس أي ذكر للزبيري ورموز الجمهورية وتجريف أي أدبيات متصلة بهم ضمن استهدافها للهوية الوطنية، وعلى سبيل المثال لا الحصر إقرار المليشيات تغيير اسم شارع الزبيري أكبر شوارع العاصمة صنعاء واستبداله باسم "شارع الرسول الأعظم".
ويجمع اليمنيون على أن الزبيري خلّف بعد رحيله مسيرة نضالية ملهمة لكل الأحرار في اليمن والعالم، وموروثاً ضخماً من المؤلفات التاريخية والسياسية والدواوين الشعرية والتي تعد جزء أصيل من الذاكرة الوطنية للجمهورية اليمنية التي تواجه محاولات طمس وإحلال مستمرة مايستدعي إعادة بعثها ونشرها وتلقينها للأجيال كخارطة سير في مواجهة الإمامة الكهنوتية بكل الأزمنة.