×
آخر الأخبار
شبوة.. إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات الحوثيين الأكبر منذ 2015.. إيران تزيد من منحها الدراسية لعناصر مليشيا الحوثي تهديد "حوثي" للأطباء بعد تسرب وثائق تدينها بتهريب مبيدات مسرطنة تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق أطفال اليمن خلال أقل من عامين تشييع مهيب لجثمان الشيخ "الزنداني" في مدينة إسطنبول مسؤول حكومي: مليشيا الحوثي عمدت إلى إدخال المبيدات المسمومة والمسرطنة إلى اليمن الصحفي "المنصوري": المدعو (عبدالملك الحوثي) هو المتهم الأول والأخير في تعذيب المختطفين فرضاً لملازم الهالك حسين الحوثي.. قيادة جامعة صنعاء تهدد آلاف الطلاب بالحرمان من "التخرج" الحكومة اليمنية تدعو لتعاطي أممي جديد مع "تصعيد" الحوثيين علماء وهيئات إسلامية ينعون العلامة عبد المجيد الزنداني

الصحفيون العشرة.. 5 سنوات جحيم في زنازين ميليشيا الحوثي (القصة كاملة)

العاصمة أونلاين/ خاص


الثلاثاء, 14 أبريل, 2020 - 11:26 مساءً

بينما العالم يواجه جائحة فايروس كورونا "كوفيد-19" بإخلاء السجون من جميع السجناء سواء كانوا سجناء رأي أو سياسيين أو حتى جنائيين، تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية اختطاف عشرة صحفيين يمنيين منذ يونيو 2015م بل وذهبت أبعد من ذلك لإصدار أوامر إعدام بحق أربعة منهم.
 
 ففي الـ11من أبريل الجاري، قررت مليشيا الحوثي الانقلابية إصدار أوامر إعدام بحق أربعة من الصحفيين العشرة المختطفين في سجون تسيطر عليها منذ خمسة أعوام، والسجن على ستة من زملائهم، حيث صدرت هذه الأحكام بشكل مفاجئ بجلسة سرية في غياب محام الدفاع عنهم واثناء إجازة قضائية.
 
 
وكانت مليشيا الحوثي الانقلابية قد اختطفت الصحفيين في الـ 9من يونيو2015م من قلب العاصمة صنعاء وهم (عبدالخالق عمران – توفيق المنصوري- الحارث حميد – أكرم الوليدي – هشام اليوسفي – هيثم الشهاب – حسن عناب – هشام طرموم – عصام بلغيث)، بعد أن حاصرت فندق قصر الأحلام الذي كانوا يقيمون فيه بعد مطاردتهم من منازلهم وأماكن عملهم، حيث جرى محاصرة الفندق من الساعة الـ 9 ليلا حتى الساعة الـ4 فجرا قبل أن يقوموا بمداهمته واختطاف الصحفيين التسعة واقتيادهم إلى قسم شرطة الأحمر بالحصبة.
 
 
السجون التي تنقلوا فيها
 
وبعد يومين من اختطافهم قامت المليشيات بنقلهم الى وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لإدارة البحث الجنائي التي تسيطر عليها بصنعاء، ثم نقلوهم إلى جهة مجهولة  في الـ 13 من يوليو 2015 م، حيث أخُفوا قسرا حتى الـ3من  ديسمبر2015 م في سجن احتياطي الثورة التابع لمنطقة آزال  بصنعاء، وهناك تعرضوا لتعذيب جسدي ونفسي مروع، وفي الـ 25من أبريل 2016م جرى نقلهم إلى سجن احتياطي هبرة، وهناك تعرضوا لتعذيب وأعلنوا الإضراب عن الطعام في الـ 9 من مايو 2016م ، احتجاجاً على اختطافهم وما يتعرضون له من تعذيب وسوء معاملة.
 
ولاحقاً جرى نقلهم إلى جهة مجهولة حتى الـ 8من اغسطس 2016م، ظلت أسرهم تبحث عنهم في كل سجون العاصمة صنعاء، ومشرفي المليشيات على السجون ينكرون تواجدهم لديهم وبعد ذلك علم ذويهم أنهم في سجن الامن السياسين لكن مشرفي السجن استمروا بالإنكار حتى الـ 24من مايو 2016م ، عندما تمكنت أسرهم من زيارتهم.
 
 
 
وفي الـ 28من أغسطس 2015م اقدمت مليشيا الحوثي الانقلابية على اختطاف الصحفي (صلاح محمد أحمد القاعدي) واقتادوه إلى قسم شرطة الجديري بالدائري الغربي، حيث تعرض لتعذيب مروع، ثم نقلوه إلى سجن احتياطي هبرة، تمكنت اسرته من زيارته لأول مرة  بعد مرور تسعة أشهر من اختطافه في سجن احتياطي هبرة  بصنعاء،  وفي الـ 8 من أبريل 2016م  تم إضافته إلى الزنزانة التي يقبع فيها زملائه التسعة.
 
 
سنة خامسة تعذيب

طيلة فترة الاختطاف المتواصلة للعام الخامس، تعرض الصحفيون العشرة لصنوف التعذيب النفسي والجسدي وسوء المعاملة من قبل عناصر المليشيات في السجون التي تنقلوا فيها، ففي سجن البحث الجنائي اعتدت المليشيات عليهم بالضرب المبرح، وكانت أولى فترات الإخفاء القسري لمدة خمسة أشهر، حيث أن عائلاتهم لم تكن تعلم عنهم شيءن، ثم جرى نقلهم إلى سجن احتياطي الثورة وهناك تعرضوا للتعذيب بالضرب بأعقاب البنادق والزج بهم في زنازين يتواجد فيها مساجين مختلين عقليا وجنائيين، ظلوا فيه لمدة خمسة أشهر أخرى، وفي هذا السجن تمكنت بعض العائلات من زيارتهم.
 
 
وبعد مضي ما يقارب العام على اختطافهم جرى نقلهم من سجن احتياطي الثورة إلى سجن احتياطي هبرة في الـ 25من أبريل 2016م، وهناك تعرضوا  للتعذيب المتواصل وقرروا إعلان إضراباً مفتوحاً عن الطعام في الـ 9 مايو 2016م  احتجاجا على مايتعرضون له من تعذيب وسوء معاملة ومطالبين بالإفراج عنهم، لكن مشرفي سجن هبرة قاموا بضربهم وتهديدهم بالتصفية الجسدية إن لم يتراجعوا عن الإضراب أو أنهم سيخفونهم قسراً، وهو ماحدث بالفعل حيث تم إخفاؤهم قسرا للمرة الثانية من تاريخ 24/5/2016م حتى 8 /8/2016م.
 
ظلت أسرهم طلية ثلاثة أشهر تبحث عنهم في كل السجون حتى عثروا عليهم في سجن الأمن السياسي بصنعاء، وما يزالون في هذا السجن منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا، وفيه يتعرضون لصنوف مروعة من التعذيب، وسوء المعاملة وفترات متقطعة من الإخفاء القسري المتعمد من قبل مدير السجن المدعو "يحيى سريع"، وكان آخرها الاعتداء عليهم بالضرب المبرح ونقلهم إلى زنازين انفرادية، في منتصف ابريل 2019م ومصادرة ملابسهم وادويتهم، وحرمانهم من الزيارة طيلة فترة التعذيب الأخيرة ومدتها أسبوعين، وفي الـ14من مايو 2019م، تم الاعتداء عليهم بالضرب المبرح والتلفظ علية بألفاظ نابية.
 
كما تعرضت أسر الصحفيين المختطفين للتهديد والترهيب، عند مطالبتهم بزيارة أبنائهم وعندما يوصلون لهم مبالغ مالية لتسيير مصروفاتهم اليومية، رفض القيادي المعين من المليشيات مديراً للسجن المدعو "يحيى سريع " ادخال المبالغ المالية أو الطعام والأدوية وأمر بتجريدهم من ملابسهم في أشد أيام الشتاء برودة وارتداء زي السجن فقط، بالإضافة الى وضع كل مختطف في زنزانة انفرادية أكثر من أسبوع، وخلال تلك الفترة تضاعفت اجراءات التعذيب بالضرب وسوء المعاملة.
 
تسبب التعذيب المستمر وسوء المعاملة للصحفيين المختطفين بأمراض مزمنة، مثل القولون العصبي والصداع المستمر ، وآلام العمود الفقري والمفاصل، والكلى والمعدة، والتسمم الغذائي، وضعف النظر، كل ذلك نتيجة لسوء التغذية والتعذيب كالتعليق والضرب والصعق الكهربائي وقوة الإضاءة أو انعدامها في الزنازين الضيقة، وظروف المعتقلات المزرية دون السماح لهم بزيارة الطبيب أو إدخال الأدوية.
 
 
صحافيون في مواجهة أوامر مليشياوية بالإعدام
 
وبعد خمس سنوات من الاختطاف والاخفاء القسري والتعذيب النفسي والجسدي لعشرة صحفيين اختطفتهم المليشيات دفعة واحدة كل جرمهم ممارسة عملهم الصحفي،  تقدم المليشيات على اصدار أوامرإعدام بحق أربعة منهم والعقوبة بالسجن على ستة آخرين، كخلاصة لإخضاعهم لمحاكمات هزلية في محكمة يقول قانونيون إنها فاقدة للأهلية ولا مشروعية لمايصدر عنها علاوة على كون المحاكمة والاختطاف تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وحرية التعبير والصحافة.
 
دشنت المليشيات محاكمة الصحفيين العشرة، في الـ 9 من ديسمبر 2019م، كانت الجلسة الأولى وطلية الجلسات الأخرى لم يسمح لمحام الدفاع المرافعة عن موكليهم، بل وصل الحد بالقاضي إلى طردهم وإقامة الجالسات دون علم المحامين وأسر الصحفيين، لتختتم مسرحية المحاكمة الهزلية على مسرح الجرم المحاط بسطوة السلاح والإعلام ذو الصوت الأحادي، بإصدار أوامر اعدام أربعة صحفيين هم ( عبد الخالق عمران وتوفيق المنصوري والحارث حميد واكرم الوليدي).
 
أوامر الإعدام بحق الصحفيين الأربعة لاقت ردود أفعال ومواقف غاضبة على المستويين المحلي والدولي وبشكل غير مسبوق، منها ما عبرت عنه دول غربية على لسان دبلوماسيين وسفراء حيث نددت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول غربية عدة بأوامر إعدام الصحفيين ودعت للإفراج عنهم فوراً، كما أصدرت عشرات المنظمات المحلية والدولية واتحادات وهيئات الصحافة الدولية بيانات غاضبة رافضة لما يجري بحق الصحفيين المختطفين في سجون مليشيات الحوثي باليمن.
 
كما وجهت أسر الصحفيين المختطفين رسالة عاجلة إلى مناصري حرية الرأي والتعبير والصحافة وحقوق الإنسان في العالم، أثنت على مواقفهم ومساندتهم لقضية الصحفيين في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، مؤكدين أن المليشيات انتهكت كل المواثيق والقوانين الدولية والمحلية، وطاردت أبنائهم  الصحفيين منذ سيطرتها على صنعاء في أيلول سبتمبر 2014م ولكنها قبضت عليهم بعد أسابيع من الملاحقة واقتحام مكاتب صحفهم.
 
وناشدت أسر الصحفيين المختطفين بالمزيد من العمل الجماعي والضاغط لإنقاذ أبناهم وإنهاء معاناتهم، والانتصار لهم وملاحقة كل من حرم أبنائهم وارتكب أفظع الجرائم بحقهم وبحق الصحافة والإنسانية جمعاء.
 
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً