الأخبار
- تقارير وتحليلات
الصحفي الحارث وسنوات الاختطاف.. فقد والده وأسرته في معاناة دائمة
العاصمة أونلاين/ خاص
الإثنين, 27 أبريل, 2020 - 10:43 مساءً
قبل عامين، تلقى الصحفي المختطف في سجون ميليشيا الحوثي، الحارث حميد، نبأ وفاة والده، كان بمثابة جبل من نار ألقي على ظهره وهو في زنزانة للحوثيين من أربعة جدران وأربعة قيود يقبع فيها منذ 9 يونيو 2015م.
والحارث، صحفي يعمل في مواقع يمنية، ينحدر من محافظة إب وسط اليمن، اختطفته الميليشيا الحوثية مع ثمانية صحفيين من زملائه في التاسع من يونيو2015م من قلب العاصمة صنعاء بعد أن حاصرت الفندق الذي كانوا يقيمون فيه، واقتادتهم إلى قسم شرطة الجديري ثم الأحمر بالحصبة، ونقلتهم إلى الأمن السياسي، وهناك تعرضوا لصنوف التعذيب النفسي والجسدي حتى اللحظة.
أصيب والده بمرض بعد أن طالت مدة اختطاف ولده الحارث، وظلت أسرته تخفي مرض أبيه لفترة حتى أٌقعد وانقطعت زيارته له. وعند سؤال "الحارث "عن سبب غياب والده كانت أمه وإخوانه يخبرونه أنه "مسافر أو مشغول"، وفي ذات يوم قرر الأب زيارة ولده لكن هذه المرة كان يجلس على كرسي متحرك، قبل أن تتدهور حالته الصحية وهو المسن الكبير، ثم توفي بعدها بأشهر.
طلبت الأسرة من ميليشيا الحوثي السماح "للحارث" بإلقاء النظرة الأخيرة على أبيه، والصلاة عليه لكن هذا الطلب قوبل بالرفض القاطع دون أخذ أو عطاء بالكلام.
استمرت معاناة الأسرة، وتعرضت لتهديد المستمر بإخفاء "الحارث" عندما كانوا يطالبون بزيارته أو إدخال الملابس الشتوية والمبالغ المالية له في فترات الاخفاء والتعذيب، فيعودون دون أن يدخلون له شيء.
كانت شقيقة حارث قد أكدت، أن "حارث" المصدر المعيل لأسرته، وبغيابه ساءت أوضاع أسرته الاقتصادية كثيرا، فالحارث تحمل كل مسؤوليات أسرته وخاصة مسئولية أمه وأبيه اللذين بلغا من الكبر عتيا فالحارث لهما الولد والسند.
وبصوت يرتجف من الألم تقول أم الصحفي المختطف الحارث حميد بلهجتها المحلية وهي تدق على صدرها "انتزعوا روحي لما اختطفوا الحارث، ما ذنبه؟ ما فعل؟" ايش جريمته؟ ليش من كان صحفي كانت جريمة، يردوا لي الحارث ما عرفت عافيه من حين أخذوه!
حتى اليوم ما يزال الصحفي الحارث يتعرض للإعتداء وسوء المعاملة لفترات متقطعة والإخفاء القسري المتعمد من قبل مدير السجن المدعو "يحيى سريع" وكان آخرها الاعتداء عليه بالضرب المبرح ونقله إلى زنازين انفرادية في منتصف ابريل 2019م ومصادرة ملابسه وأدويته، وحرمانه من الزيارة طيلة فترة التعذيب الأخيرة ومدتها أسبوعين.
لم تكتف الميليشيا بذلك، بل أصدرت قراراً قبل أسابيع بقتله مع ثلاثة من زملائه الصحفيين، وهو الأمر الذي قوبل برفض وتنديد دولي ومحلي واسع تصدرها سفراء ومنظمات دولية معنية بالحريات الصحفية وحقوق الإنسان، مطالبين ميليشيا الحوثي بسرعة الإفراج الفوري عنه وبقية الصحفيين المختطفين دون قيد أو شرط.