الأخبار
- تقارير وتحليلات
مؤشرات عن تفشي "كورونا" بصنعاء.. لماذا تتكتم الميليشيا الحوثية؟
العاصمة أونلاين/ خاص
الأحد, 03 مايو, 2020 - 12:42 صباحاً
رغم تحذيرات المنظمات الدولية وكشفها عن وجود حالات مصابة بفيروس كورونا بالعاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن ميليشيا الحوثي ما زالت تتكتم عن إعلان تفشي الوباء في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
مصادر مؤكدة تتحدث عن استقبال عدد من المستشفيات بالعاصمة صنعاء الأسبوعين الماضيين لحالات مصابة بفيروس كورونا، في الوقت ذاته تقوم ميليشيا الحوثي بإغلاق مفاجيء للعديد من الأحياء السكنية بذريعة تطبيق اجراءات للحد من تفشي الوباء.
شهود عيان أكدوا لـ"العاصمة أونلاين" إغلاق ميليشيا الحوثي مساء اليوم السبت، أسواق شارع هائل بمديرية معين، وشارع جمال بمديرية التحرير وصنعاء القديمة، دون معرفة أسباب ودواعي الإغلاق المفاجيء.
الثلاثاء الماضي، كشفت وكالة "رويترز" من مصدرين وصفتهما بالمطلعين عن وجود حالة إصابة مؤكدة على الأقل، بفيروس كورونا في العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن المليشيا الحوثية تنفي ذلك.
ولتخفيف حدة الهجوم على ميليشيا الحوثي وتحذيرات متواصلة من مغبة تكتمها عن وجود حالات، نظمت الميليشيا مؤتمراً صحفيا عقدته اليوم بصنعاء، تحدث فيه ما يسمى بوزيرا "الصحة والاعلام" الغير معترف بها دولياً وشعبياً، عن أهمية التوعية المجتمعية من مخاطر الوباء، إلا أنهما لم يفصحا عن معلومات أو أرقام تتحدث عن تفشي الوباء أو تنفي ذلك.
شهود عيان يؤكدون
الناشطة اليمنية سماح ردمان أشارت إلى أن حي شارع 16 بمنطقة هايل بالعاصمة صنعاء التي تقطنه بوضع خطر، كاشفة عن مصابة بكورونا تم أخذها ووضعها في مستشفى الكويت ووضع بقية الأسرة بالحجر الإلزامي داخل شقتهم وتعقيم العمارة بحسب قولها.
واستهجنت سماح في منشور على حسابها بموقع "فيسبوك"، ما يمارسه الحوثيون من كذب وخداع في التعتيم على تفشي وباء كورونا بالعاصمة صنعاء، محذرة إياهم من مغبة ذلك واعتبرتها بمثابة "إبادة جماعية" تتسبب بها الميليشيا بحق سكان صنعاء.
وخاطبت الميليشيا الحوثية "مش وقت تسجيل نقاط على الشرعية ولا هي معركتكم مع العدوان، مشيرة الى أن الوباء يحتاج لمعركة منفصلة تضمن الشفافية ومخاطبة الناس حتى يلتزموا بالاجراءات خاصة وان نظامنا الصحي صفر او منعدم.
واتهمت سماح منظمة الصحة العالمية بالمشاركة في الجرم مع ميليشيا الحوثي بكل هذا الاستهتار والتضليل.
وكانت وزارة الصحة اليمنية، عبرت عن قلقها حيال المخاوف التي أبداها مكتب منسق الأمم المتحدة من إمكانية تفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون، واتهمت ميليشيات الحوثي بالتكتم على مثل هذا الأمر بالغ الخطورة، بما بات معروفاً عنهم عدم اكتراثهم بالجانب الإنساني وحياة اليمنيين.
واستغرب بيان صادر عن الوزارة، تساهل مكتب منسق الأمم المتحدة في اليمن، في تعامله مع تصرفات ميليشيا الحوثي التي تهدد حياة الناس، واللغة الناعمة تجاه ما يمارسونه من تعتيم لا يتفق مع توجيهات منظمة الصحة العالمية.
أسباب التستر على كورونا
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت السلطات الصحية اليمنية تسجيل 5 حالات إصابة بفيروس "كورونا" المستجد في العاصمة المؤقتة "عدن" جنوب البلاد.
وتساءل صحفيون ونشطاء يمنيون عن أسباب وأهداف ميليشيا الحوثي من التستر على وباء كورونا، أم أن الوباء يتم تشخيصه على كونه مرضًا آخر؟ وذلك تزامنًا مع انهيار المنظومة الصحية والوقائية في اليمن.
مطلع الشهر الماضي، اعترف متحدث وزارة الصحة الحوثي، يحي الحاضري، بآلاف المرضى الذين يترددون للمطالبة بفحصهم وقال إنه "لو تم فحص كل من حصل معه نزول وعطس أو ربو وضيق تنفس، كما يطالب المنافقون، كنا استهلكنا هذه الفحوصات في ثلاث ساعات لأن الإصابات اليومية بهذه الأعراض بالآلاف وهذا لا يحدث حتى في أمريكا أن يفحصوا للجميع بفحص كورونا رغم أن العدد عندهم بمئات الآلاف".
ووصل الحاضري إلى الخلاصة حين اعترف بشكل صريح بأن مواجهتهم لما أسماه "قوى العدوان" أهم لدى مليشياته من معركة مواجهة كورونا، وقال إن إضعاف الجبهة والحشد ومواجهة العدوان هو هدف من أهداف الذين يتحدثون عن كورونا.
واعتبر كورونا غير قاتل وليست نسبة إماتته 100% وإنما 2 _ 3 % فقط كما أن نسبة التعافي منه تصل إلى 80% وهذه بيانات مطمئنة للناس وهم لا يريدون الطمأنينة لهم.