الأخبار
- تقارير وتحليلات
معاناة مضاعفة.. هكذا تعيش أسر المختطفين في شهر رمضان (استطلاع خاص)
العاصمة أونلاين/ خاص/ إيمان حسن
الخميس, 07 مايو, 2020 - 03:42 مساءً
صنوف من المعاناة لألم موحد تعانيه أسر وأهالي المختطفين في شهر رمضان الفضيل، فبينما تجتمع كل أسرة بكافة أفراد العائلة خلال ليالي الشهر المبارك، تكتوي أسر المختطفين والمخفيين قسرا بنار ظلم مليشيات الحوثي وألم الفقد، ويحل عليهم رمضان مرة بعد مرة وعام بعد عام دون انفراجة، بل تزداد معاناتهم بطول غياب عائلاتهم في السجون.
وفيما يلي يستعرض "العاصمة أونلاين" جوانب من معاناة بعض عوائل وأسر المختطفين في غيابهم خلف قضبان المليشيات خلال شهر رمضان المبارك، وهي صورة مختصرة وإجمالية لواقع المعاناة عموماً لآلاف الاسر التي يتواجد عائلها أو أحد أفرادها في سجون المليشيات.
تقول سارة وهي ابنة مختطف إن هذا رمضان الخامس بينما "لايزال والدي يقبع خلف القضبان، ألم لايفوقه ألم، لطالما كنا في الأعوام السابقة نقول لن يأتي رمضان القادم إلا وأبي بيننا، ويأتي عام ويذهب ولايزال والدي مختطف دون ذنب أو تهمة!.".
وتتابع :" نقترب إلى مائدة الإفطار فتتمتم أختي الصغيرة التي لم تتجاوز العاشرة بدعوات بسيطة لكنها عند الله كبيرة "يا رب خرج أبي، يارب يجي العيد وأبي بيننا، يا رب يارب" فتبكي أمي وتدعي بعودة زوجها إلى بيته، وأن يجبر الله كسر قلبها، نصوم وندعي ونقرأ القرآن، يملئنا الأمل المخلوط بالألم والترجي والتضرع إلى الله بعودة أبي إلينا، كم قتلوا فرحتنا بقدوم رمضان وبعدها بالعيد، وليس لأي شيء طعم الفرحة، مادام لنا غائب يقبع خلف القضبان.. ".
معاناتي في غيابه
من جهتها تقول أم دعاء زوجة مختطف: "رمضان ضيف عزيز وغال نعيش أيامه وطقوسه الروحانية، لكنه صعب جدا عندي كزوجة مختطف يقبع خلف القضبان لخمسة أعوام، أختنق وبشدة في كل وقت، اعتدت أن أرى زوجي يجلس معي لنقرأ القرآن ونتبادل أطراف الحديث، يوقظني عند السحور ونجلس معا في وجبة الفطور، هكذا كانت لحظاتي معه، وهاهي الآن أصعب أوقاتي بدونه".
تقول إنها تتألم كثيراً ولاتعرف أي شيء عنه ولا ما لذي تفعله لأجله، كما تضاعفت هذه المعاناة بعد منع المليشيات للزيارة عنهم، كما انها تنتظر أشهر لتسمع صوته عبر الهاتف للحظات لتعود لنفس العزلة من جديد.
وتتابع أم دعاء : لست وحدي أعاني فأطفالي يعانون من فقد والدهم، كم تمر علي من اسئلة منهم كل ليلة "متى نرى والدنا ونقول له أننا كبرنا وبدأنا نصوم؟ حفظنا سورا من القرآن، نريد أن نجلس معه على مائدة الإفطار مثل خالي وأولاده" لا استطيع الرد، فدموعي ترد بدلا عني، فقد استخدمت جميع أنواع الكلام والمواساة ولم يعد لي من جواب غير الدموع.
غصة كبيرة
سعاد أم أحد المختطفين هي الأخرى، تؤكد إن حلول رمضان في غياب أبنها يشعرها بغصة كبيرة لفقده، وهذا مايحدث على مائدة الإفطار كل ليلة، وتضيف "أتذكر اهتمامه بنفسه، بلباسه، بحيوته ونشاطه، بتطلعه لمستقبله، لكن للأسف في ذلك المكان المعتم قيدت حريته ومحسوب عليه كل حركة، أربعة أعوم مرت ولازلت أنتظر الفرج من الله".
وبدروها ترى هناء وهي زوجة أحد المختطفين إن لرمضان حكاية أخرى من الألم في ظل تغييب زوجها في سجون المليشيات، وتقول إن العبرة تخنقها ويخونها التعبير والكلمات كلما تذكرت زوجها وغيابه ومعاناته.
وتقول إن "رمضان فحكايته حكاية معنا، فنحن نحاول أن نصنع الطعام الذي يحبه حتى وإن كان غير موجود لنشعر بالرضا، وقت إفطارنا نشعر بحزن عميق لأنه غير موجود معنا، ونبدأ في التفكير فيه ماذا يأكل مافطوره وما سحوره! ثم نترك طعامنا الذي لم نعد نشتهيه بغيابه".
أمنية إيمان
كل ماتتمناه ايمان وهي أخت أحد المختطفين حرية أخيها وخروجه من سجون المليشيات بعد أربعة أعوام من المعاناة والاختطاف، وتقول "آه آه والله شهر رمضان فرحة وبهجة، لكن عندما أتذكر أخي وزملائه في سجن الحوثي بعد أربع سنوات من الظلم يملأ الحزن قلبي صارت أمنيتي الوحيدة أن يخرج أخي من أيديهم ويشوف الحرية".
أما سلمى "زوجة مختطف" فلها قصة ايضاً فريدة من المعاناة، حيث يحل رمضان للعام الخامس في غياب زوجها المختطف لدى مليشيات الحوثي، وتقول "خامس رمضان ونحن نفتقد عمود البيت ورائحة الوجع والحزن تزداد مع كل سنة تمر، نشتاق لمن كان يجمعنا على سفرة الإفطار قبل الأذان للدعاء، يأتي خامس رمضان وهو خلف القضبان، ومع هذه السنة زاد الألم بمنع الزيارة، تتلهف قلوبنا لمعرفة أخباره وصحته، وننتظر اتصالا واحدا كل أسبوعين لبضع دقائق فقط."
عائلة أسماء والمعاناة
تقول أسماء زوجة مختطف: "لا أجد الكلمات التي استطيع أن أكتبها فقد تعب الكلام من الكلام! لا أخفيكم أن رمضان هذا مختلف برغم أنه الخامس وزوجي خلف القضبان، مختلف لكوني لم أعد أجد ما أكتبه، مختلف لأني لم أعد أجد إجابات لأولادي السبعة الذين يحلمون يوميا بعودة والدهم ، مختلف لأننا أصبحنا أجسادا بلا روح.
وتتساءل- كيف استطيع إخباركم من أنني أصبحت رجلا وامرأة في نفس الوقت، أحاول أن أكون قوية لكني لا أستطيع؟!، وتتابع :ابنتي الصغيرة اختطف أباها وذات التسعة أشهر مرت السنين وهي الان في الخامسة، تجلس يوميا أمام النافذة تنتظر عودة والدها، تجلس معنا على مائدة الإفطار تدع الله مثلنا أن يفرج الله عنه، تسألني متى يعود بابا؟ فلا أعرف ماذا أجيب، فقط أقول لها تعالي نقول يا الله وهو سبحانه من بيده كل شيء.
تلك أمثلة وصور محدودة لمعاناة عوائل واسر بعض المختطفين المغيبين في سجون مليشيات الحوثي خلال شهر رمضان الفضيل، والحديث عن المعاناة داخل السجون حكاية مختلفة وأكثر مأساوية.