الأخبار
- تقارير وتحليلات
عقد الحوثيين ينفرط.. صالح هبرة يفتح النار على جماعته: فاسدون والشعب لا يريدنا
العاصمة أونلاين/ تقرير خاص
الإثنين, 06 يوليو, 2020 - 09:57 مساءً
تحاول مليشيا الحوثي المسلحة إظهار حالة تماسك قوية أمام عناصرها وأنصارها, في الوقت الذي يبدو فيه أن عقد الجماعة ينفرط من خلال الأصوات المعارضة, والتي بدأت في إعلان النزول للتظاهر وعقد وقفات احتجاجية ضد ما أسموه بالفساد المستشري من قبل قيادات الصف الأول.
وبرزت إلى السطح مجدداً شخصية "صالح هبرة" الرجل الثاني في المليشيا الذي أقصي في وقت سابق من مواقعه القيادية والذي كان آخرها (رئيس المجلس السياسي الأعلى) لخلافات كبيرة وفق صراع كان يجري في الغرف المغلقة, ليخرج مؤخراً إلى صفحات التواصل الاجتماعي.
وعلى صفحة لهبرة على تطبيق "فيسبوك" ظهر الرجل وهو يشن نقداً لاذعاً لسياسة جماعته, متهماً إياها بأنها فشلت في إدارة البلد, خصوصاً محافظة صعدة, المعقل الرئيس لهم.
مشيراً إلى أن سياسة الخداع هي من جعلت من أبناء صعدة أن يعيشوا جحيما لسنوات, إذ زج بالآلاف منهم في المعتقلات بذريعة أنهم يوزعون شرائح وهي مجرد كذبة لا أساس لها من الصحة, مضيفً بأن جماعته خرجت من إطارها الدعوي الإصلاحي إلى مشروع آخر وهو التسلط والحكم بالقوة.
ويقر هبرة في منشور له بأن الشعب اليمني لا يرغب بأن تحكمه مليشيا الحوثيين، إلا أن هناك إصرارا على الحكم, وهو منطق المتسلطين بحسب منشور أخير له.
وقال "ندعي الحرص على مصلحة الشعب، لكنه بمجرد أن نصل إلى السلطة تتجسد مصلحة الشعب في الزج به السجون، ومصادرة حقوقه، والاستئثار بالسلطة والثروة والقرار من دونه، وفرضنا على الشعب أن يمسك الطوابير ليحصل على دبة بترول أو غاز".
وأرجع متابعون بأن ظهور هبرة يعود إلى صراع الأجنحة في الجماعة, إذ أصبح التخوف أكبر من السياسات الأخيرة التي تعمل على الزج بأكبر قدر من المقاتلين إلى الجبهات, من باب الحفاظ على مصالحهم بعد صدور قرار الخمس الخاص بـ "الهاشميين" أو آل البيت, يعطى لهم من أموال اليمنيين وثرواتهم.
عودة هبرة بعد سنوات من الإقصاء والتهميش له, على الرغم من أنه يعد من المرجعيات المهمة والتي كان لها الدور الأبرز في تأسيس الجماعة, ومن ثم حروب صعدة الست, تدل على أن الصراع في أوجه, وهناك حالة استقطاب كبيرة وحالة من الفرز وإعادة توزيع للمناصب خصوصاً في الإدارات التي تتيح تكوين الثروة وجمع أكبر قدر من الأموال.
وليس بعيداً عن ذلك بأن عودة هبرة إلى المشهد لها ما بعدها في توقيت تعمل فيه أطراف دولية على إنهاء الحرب في اليمن, وهو ما تحدث عنه أكثر من مرة المبعوث الأممي إلى اليمنى "مارتن غريفيت" وهو ما يشبه التسويق إلى أن هناك أصواتاً أخرى في الجماعة يمكن التعاطي معها, إلا أن ذلك لا يخفي التشظي والانقسام بين أقطاب الجماعة التي بدأت تكتوي بالنار التي صبتها على اليمنيين بسبب انقلابهم وارتمائهم في أحضان مشروع إيران التدميري.
مواضيع ذات صلة:
الفساد والمناصب تفجّر صراع أجنحة "الحوثية" مجددا وقيادي يدعو للتظاهر ويتراجع تحت التهديد