حولت مليشيا الحوثي محافظة ريمة إلى إقطاعية خالصة لأحد قياداتها, يمارس فيها فساداً ونهباً كبيراً للموارد والمخصصات وحتى مواد الإغاثة والمساعدات التي لا تصل إلى مستحقيها في ظل استمرار الحرب والتدهور الاقتصادي.

وعملت المليشيا على "حوثنة" المحافظة بتعيين عناصرها في كل مؤسسات الدولة, وفي مختلف القطاعات حتى تلك الخاصة بالمساعدات الإنسانية, التي تحرص أن يكون النصيب الأكبر من نصيبها وتحت تصرفها.

ويمارس القيادي فارس الحباري المعين من قبل الحوثيين محافظاً للمحافظة, فساداً كبيراً, بعد أن استولي على الميزانيات السنوية والموارد, ومساعدات المنظمات الدولية, كما يمارس ابتزازاً للمواطنين مع اختلاسهم عبر شبكات منظمة عمل على تأسيسها من أجل تدوير الأموال التي يتحصل عليها من خلال النهب الممنهج.

وقال مصدر خاص لـ"العاصمة أونلاين" إن الحباري والمقربين له من وكلاء ومديري مكاتب ومختصين ينهبون موارد المحافظة ويبتزون أبناءها من تجار ومزارعين ومن يرفض العمل معه من المسؤولين يعمل على تلفيق التهم له, وتهديده بالسجن بتهم جاهزة تنهجها مليشيا الحوثي لكل من يخالف أوامرها كأن يخدم جهات خارجية ويتآمر مع العدوان.

وأكد المصدر أن أكثر المعينين مؤخراً هم من خارج المحافظة, وأصبحت "ريمة" بحسب قوله إقطاعية "حبارية" في إشارة إلى تعيينات يفرضها الحباري من أسرته.

وعين الحباري ثلاثة من أشقائه في أهم المناصب في المحافظة, وهم "حاشد الحباري "كمدير لأمن المحافظة، وجلال الحباري مديراً للمكتب الفني بالمحافظة، وعبدالله الحباري في منصب آخر.

ويعمل القيادي الحباري في الفترة الأخيرة على التجنيد والتحشيد بالزج بمن يغرر بهم من أبناء المحافظة إلى جبهات القتال, وشكل لهذه المهمة لواءً عسكرياً بقيادة أخيه الرابع "رعد الحباري".

ونشر الصحفي "أحمد المكش" في صفحته الشخصية على الفيسبوك، منشورات تؤكد فساد الحوثيين الكبير في المحافظة من خلال وثائق توثق نهب المخصصات المالية, وتوريدها إلى "جيوبهم الخاصة".  

وتداول ناشطون كشوفات فيها عمليات صرف لمبالغ مالية بملايين الريالات, من بعض الصناديق الإيرادية بالمحافظة ومساعدات إنسانية من منظمات لعدد من الجهات الحكومية بالمحافظة، مشيرين إلى أنها أموال ابتلعتها "هوامير" الفساد في محافظة ريمة.

 في الكشوفات يظهر مبلغ 30 مليون ريال شهريا كإيرادات صندوق النظافة في المحافظة، و30 مليون ريال شهرياً كإيرادات ضرائب القات بالمحافظة، إلى جانب مبالغ أخرى من مكاتب النقل والصناعة والتجارة والأشغال العامة، و أخرى كمساعدات لمكتب الصحة بالمحافظة والمستشفى المركزي بالمحافظة "الثلايا".

وقال مصدر في مستشفى الثلايا بالمحافظة بريمة إن محافظ المحافظة المعين من الحوثيين ينهب حتى مخصصات البنزين المخصصة للمستشفى, والذي يقدم من إحدى المنظمات الدولية بشكل شهري لتشغيل الطاقة الكهربائية.

وأضاف إن المدعو الحباري يقوم بنهب 5 آلاف لتر في الشهر من كمية 7 آلاف لتر شهريا تم اعتمادها من قبل المنظمة, ويعد المستشفى المركزي الوحيد ويقع في مركز المحافظة" الجبين".

ووصل استحواذ الحباري وفريقه إلى الاستيلاء على مخصصات حملات التحصين المقدمة من المنظمات الدولية للجان العاملة في التحصين، إذ قام الحباري بتشكيل لجنة صرف وتعيين أمين صندوق من خارج مكتب الصحة لصرف تلك المبالغ وبتوجيهات خاصة منه، يقوم بصرفها مع حرمان العاملين من مستحقاتهم المالية بشكل كامل.

×