الأخبار
- تقارير وتحليلات
لا استعداد للعيد في "صنعاء".. أسواق باهتة وأزمة مشتقات نفطية (تقرير)
العاصمة أونلاين/ تقرير خاص
الاربعاء, 29 يوليو, 2020 - 07:00 مساءً
"ليس عيداً" هذا ما يقرره (عبدالله مصلح) أحد سكان العاصمة صنعاء, المعلم الذي فقد راتبه منذ أعوام بسبب انقلاب الحوثي, ويقول, إنه يعمل بالأجر اليومي, إلا أن ما يتحصل عليه لا يكفي لشراء ملابس أطفاله السبعة.
يصف أسواق صنعاء بأنها باهتة والحركة التجارية ليست كما كانت, يجد الجميع يشكي, من ارتفاع الأسعار, مؤكداً أن الفارق كبير بين شهري يونيو ويوليو الحالي.
وزادت وطأة الأزمة الاقتصادية على سكان العاصمة صنعاء في ظل توقف الرواتب المستمرة منذ أعوام انعدام المشتقات النفطية, ومادة الغاز المنزلي, أصبحت الطوابير للبحث عن هذه المواد سمة رئيسية للعاصمة صنعاء.
ونشطت الأسواق السوداء التي أوصلت سعر "أسطوانة" الغاز إلى 13 ألف ريال, وهو ما يثقل كاهل المواطن العادي, وأصحاب المهن البسيطة, كبيع "البطاطا" المطبوخة, والتي تنشط في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة, مع ازدحام أسواق الملابس والأحذية.
يقول (معمر) شاب عشريني ويعمل على "عربية" لبيع البطاط, إن ما يتحصل عليه يكاد يكفي لشراء سلتين بطاط لليوم الثاني, لأنه مضطر لشراء الغاز, وبواسطة أشخاص وعقال الحارات, الوصول إليه صعب, مضيفاً "اضطر إلى رشوة معروفين بفلوس".
ويشكو مواطنون من ارتفاع أسعار الملابس, وأصبحت أنواعها المتوسطة, أو الجيدة نوعاً ما لمن استطاع إليها سبيلا, ولجأ أغلبية السكان إلى شراء الرخيص منها, ومن أسواق الحراج والملابس المستعملة.
وأرجع تجار تحدثوا لـ"العاصمة أونلاين" بأن ارتفاع الأسعار يعود أولاً إلى أزمة كورونا, على الرغم من وجود مخزون عند كبار الموردين, ثم أزمة المشتقات النفطية الأخيرة, والتي بدأت من أول يونيو, جعلت من الأسعار ترتفع, لارتفاع سعر البضائع.
وأشاروا إلى أن جبايات الحوثيين لها سبب كبير من ارتفاع الأسعار, لأنهم يفرضون أولا الجمارك المرتفعة على البضائع, ثم تزداد حملاتهم على التجار واصحاب المحلات حتى صغار الباعة, كلهم يتضرروا من الجبايات والرسوم التي كلها خارج القانون.
إلى ذلك أكد مواطنون بأنهم اضطروا للتبضع "كونه عيد" لا حيلة لهم إلى النزول والتأقلم مع حالة الغلاء, وبعضهم باع أشياء ثمينة اضطراراً لشراء الملابس والأضحية, التي سعرها أيضا تجاوز المعقول.
وأضافوا أن الارتفاع مخيف إذ وصل سعر "البدلة" المتكاملة للأطفال إلى ما يتجاوز 16 ألف ريال, والتي كانت في الأعوام الماضية لا يتعدا سعرها الـ 8 آلاف ريال, بينما سعر القميص الرجالي وصل إلى 10 آلاف ريال, والذي لا تصل قيمته الحقيقية إلى 4 آلاف ريال.
وتحدثوا أن أسعار السلع كلها حتى المكسرات أصبحت ليس في متناول الناس البسطاء, وهو ما أكده "ناصر مجفل" بأنه اشترى نصف ما يشتريه كل عام من المكسرات اكتفى بأنواع منها, وترك الغالية جداً, وأنه كموظف بسيط في شركة خاصة, كان حظه أنه ما زال قادراً على الشراء, لأن راتبه لم يتوقف.
وأرجع اقتصاديون ارتفاع الأسعار إلى التفاعل مع الزيادات السابقة في الأسعار العالمية للأغذية وانخفاض قيمة الريال مع القيود التجارية ذات الصلة بجائحة كورونا من قبل مصدري الأغذية.
ويواجه الاقتصاد اليمني مخاطر عديدة منها عدم استقرار سعر العملات الأجنبية أمام الريال, وتعنت الحوثيين بمنع تداول الطبعات الجديدة من العملة المحلية, ومصادرتها من التجار والمتعاملين بها مما فاقم من الأزمة التي ألقت بظلالها على تعاملات الحياة اليومية, ومما نتج عنه أيضا بارتفاع أسعار الحوالات النقدية خصوصا الواردة أو الصادرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.