الأخبار
- تقارير وتحليلات
الإفراج عن 7 بهائيين.. أين الدور الأممي لإنهاء معاناة آلاف المختطفين في سجون المليشيات؟
العاصمة أونلاين/ خاص
السبت, 01 أغسطس, 2020 - 04:21 مساءً
أفرجت مليشيات الحوثي، عشية أول أيام عيد الأضحى المبارك، عن 7 من رموز الأقلية البهائية بعد مصادرة كافة ممتلكاتهم ضمن صفقة ضغطت لتنفيذها الأمم المتحدة والسفارة البريطانية في اليمن، وجرى ترحيل البهائيين المفرج عنهم عبر مطار صنعاء على متن طائرة أممية في رحلة تنتهي بهم الى دولة أوروبية، بحسب مصادر صحفية.
إلا إن الضغوط الدولية توقفت عند البهائيين ولايوجد جهود تذكر، لإنقاذ آلاف اليمنيين المختطفين في سجون المليشيات منذ سنوات ومع استمرار مدة اختطافهم تتضاعف معانتهم ومن خلفهم آلاف العوائل والأطفال الذين لايعرف الكثير منهم شكل وجوه آبائهم.
ويحل عيد الأضحى للعام السادس على التوالي، مع استمرار معاناة مأساوية لآلاف المختطفين والمخفيين قسرياً في سجون تسيطر عليها مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران، في العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، في ظل غياب أي دور للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظماتها في اليمن تجاه المختطفين.
ومع تصعيد مليشيات الحوثي من اجراءات التعذيب والمعاملة القاسية بحق المختطفين، تتزايد تساؤلات اليمنيين إلحاحاً عن واقع قضية المختطفين والمخفيين قسرياً المغيبة من أجندات الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن مارتن غريفيث كقضية انسانية ينبغي أن تكون في صدارة مهمته.
الاتفاق الميؤوس منه
وفي الصدد، يشير محامون الى أن المبعوث الأممي غريفيث منذ تعيينه في منتصف فبراير من العام 2018م، نفذ عشرات الزيارات لقيادات مليشيات الحوثي الانقلابية في صنعاء، لكنه لم يكلف نفسه بزيارة واحدة للمختطفين في سجون المليشيات للاطلاع على مايتعرضون له من تعذيب وحشي ومعاملة قاسية في معتقلات لاتتوفر فيها أدنى المعايير الانسانية.
ولعل أبرز ماجرى التوصل اليه خلال مهمة "غريفيث" بخصوص المختطفين هو مايسمى بـ "اتفاق الافراج عن الاسرى والمختطفين" المنبثق عن تفاهمات السويد في 18 ديسمبر 2018م، والذي انتهى الى الفشل بفعل تعنت مليشيات الحوثي ورفضها تطبيق الاتفاق الذي بات بحسب مراقبين ميؤوساً منه، بعد مضي خمسة أشهر على ابرامه وتواطؤ الأمم المتحدة ومبعوثها مع العراقيل التي افتعلتها المليشيات الحوثية في طريق تنفيذه.
وأمام التغييب والتجاهل الأممي لقضية المختطفين، تكافح رابطة أمهات المختطفين لنقل معاناة المختطفين وذويهم للداخل والخارج اليمني، وهي رابطة حقوقية أهلية تأسست في العام 2016 وتتألف من أمهات وقريبات المختطفين اللائي قدمن عبر سلسلة من الانشطة المدنية المتمثلة في الوقفات الاحتجاجية المتواصلة والندوات والفعاليات، قضية أبنائهن وطالبن باستمرار بالإفراج الفوري عنهم.
قضية انسانية لا سياسية
وتقول رئيسة رابطة أمهات المختطفين في تصريح خاص لـ"العاصمة أونلاين"، إن الرابطة تشدد على أن قضية المختطفين والمخفيين قسرياً قضية "انسانية" وليست سياسية، إلا أن الامم المتحدة تعاملت مع الملف كقضية سياسية وأدرجته في مشاورات الكويت من منطلق حسن النوايا، وفشلت المشاورات وضاعت قضية المختطفين في أروقة الامم المتحدة.
وتابعت " حملت الرابطة هذا الملف من جديد الى الامم المتحدة، وقابلنا فريق الخبراء والمحققين من حقوق الانسان ومجلس الامن، وزودناهم بالملفات والحالات الفردية والمقابلات مع أسر الضحايا من المختطفين ومن تم الافراج عنهم".
ولفتت الحاج الى أن مشاورات السويد كانت قد شكلت بارقة أمل للإفراج عن المختطفين والمخفيين، إلا إن الملف يتعرض للابتزاز السياسي من قبل الامم المتحدة وتجري المقايضة به مقابل ملف الحديدة، وتنتهي قضية المختطفين الى الفشل مرة اخرى – على حد قولها.
غريفيث رفض مقابلة رابطة أمهات المختطفين
وكشفت رئيسة رابطة أمهات المختطفين، إن المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث رفض عدة مرات مقابلة الرابطة والاستماع الى معاناة المختطفين وذويهم لأسباب غير معلومة.
مشيرةً الى أن الرابطة أرسلت العديد من الرسائل الى مكتبه، ونفذت العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مكتبه ومكتب الامم المتحدة في صنعاء.
وأوضحت الحاج الى أن المختطفين في سجون مليشيات الحوثي يتعرضون للتعذيب بصورة يومية وتعاني أسرهم الأمرين، لافتةً الى أن الرابطة وثقّت مقتل أكثر من ١٢٠ مختطف تحت التعذيب في سجون الحوثيين الى جانب العديد من الانتهاكات الأخرى.
مختطفين صحافيين
ويقبع على رأس آلاف المختطفين في سجون المليشيات الحوثية بصنعاء عشرة صحافيين، تجاهلت المليشيات الحوثية مناشدات وبيانات منظمات دولية ومحلية بارزة تدعوا بصورة مستمرة للإفراج الفوري عنهم، وتشدد على ضرورة تدخل الأمم المتحدة للضغط للإفراج عنهم.
وقال رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" يوسف حازب في تصريح خاص لـ"العاصمة أونلاين"، إن موقف الأمم المتحدة لم يكن ايجابي تجاه ملف الصحفيين اليمنيين المختطفين لدى جماعة الحوثي.
مؤكداً الى أن هناك محاولات حثيثة للضغط باتجاه التعامل مع ملف الصحفيين المختطفين بشكل انساني منفصل عن الملف السياسي الا ان هذه الجهود قوبلت بلا مبالاة وعدم اكتراث غير مبرر- بحسب قوله.
وقال حازب إن الحكومة على سبيل المثال حاولت في مشاورات الكويت، طرح قضية الصحفيين المختطفين، والإفراج عنهم كبادرة حسن نية، بإمكان الحوثيين اظهارها خصوصاً والجميع يعرف حجم الإدانة الدولية لاستمرار اختطافهم الا إن الحوثيين ماطلوا ورفضوا الافراج عن الزملاء المختطفين.
ويرى إن الأمم المتحدة لم تعد تهتم بقضية الحريات الصحفية، وإلا لما فرطت بالصحفيين الذين يعرفهم العالم أجمع وتعرف الأمم المتحدة، وأمينها العام قضية اختطافهم، خصوصاً العشرة الصحفيين الذي دخلوا منذ 9 يونيو 2019 عامهم الخامس، من الاختطاف في سجون الحوثي .
ولفت رئيس منظمة صدى، الى أن الامم المتحدة باتت على رأس منتهكي القانون الدولي الإنساني، مشيراً الى رفض المبعوثين الأمميين إلى اليمن التعامل مع قضية الصحفيين كقضية انسانية وجرى التعامل معها كورقة سياسية يمكن التفاوض عليها وكذا محاباتهم للحوثيين على حساب القانون الدولي الإنساني هذه كلها جرائم وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، داعياً الأمم المتحدة الى إعادة تقييم مواقفها ودورها ودور مبعوثيها أيضا.