الأخبار
- تقارير وتحليلات
ينتظرون التدخل.. "العاصمة أونلاين" يوثق معاناة أهالي صنعاء القديمة (صور)
العاصمة أونلاين - عبدالباسط الشاجع
الإثنين, 10 أغسطس, 2020 - 09:08 مساءً
لا أسوأ على اليمنيين, من فقدانهم لتراثهم الإنساني, يرونه ينتهي أمامهم وهم لا يستطيعون تقديم أي شيء, هكذا بدا المشهد في صنعاء القديمة ومبانيها التاريخية تجرفها مياه الأمطار والسيول التي أخذت تسلب منهم تاريخاً وحضارة ممتدة إلى آلاف السنين.
وتمثل صنعاء القديمة بسورها ومبانيها الأثرية, أهمية كبيرة, أدرجت ضمن التاريخ الإنساني الذي يجب الحفاظ عليه من قبل اليونسكو, المنظمة الدولية لمعنية بالتراث والثقافة في ثمانينيات القرن الماضي.
ونالت السيول والأمطار الأخيرة من أكثر من 100 منزل, بحسب المنظمة الوطنية للحفاظ على المدن التاريخية, الواقعة تحت سيطرة الحوثيين, منهم بيت الشاعر عبدالله البردوني.
ويشكو سكان صنعاء القديمة من الإهمال الكبير, وعدم مد يد العون والمساعدة لهم, في ظل تهدم منازلهم وتشقق بعضها, وما زالت التوقعات بمصير سيء لكثير من المنازل, حال استمر نزول الأمطار في الأيام القادمة.
ونفذ مركز "العاصمة أونلاين" نزولاً ميدانياً لتفقد أحوال المتضررين من المواطنين جراء السيول, ووثق معاناة العديد منهم, وكيف أصبحت منازلهم خالية على عروشها, يتمنون من يقدم لهم أبسط الخدمات لإنقاذ منازلهم التي أصبحت آيلة للسقوط في أية لحظة.
ومن اللافت أن قدر مواطني صنعاء القديمة ارتبط بها يسيطر عليهم العجز, فهل لهم الحديث عن تاريخية صنعاء, أم منازلهم التي تهدمت, أم تلك التي تنتظر أم أعمالهم التي فقدت, بسبب الكارثة الطبيعية التي تعرضوا لها.
يقول المواطنون, إن المليشيا عمقت من معاناتهم, وهي اليوم لا تحرك ساكناً من أجل نجدتهم, أو حتى نجدة المباني التاريخية, غير أنها تريد من الأمم المتحدة التدخل عبرها, وجعل من صنعاء القديمة مورداً جديداً لحربها على اليمنيين.
لا يثق المواطنون بالحوثيين, حيث يشيرون أنها لا تتعامل مع المواطنين بسواسية, وإذا تدخلت لإغاثة السكان أو لترميم المباني, فسوف تهتم بمن هم تابعون لها وستترك البقية.
وفي بيت صغير يتكون من أربع غرف, تجول فيه فريق "العاصمة أونلاين" موثقاً معاناة أسرة اضطرت للنزوح مع بقاء عائلها في محاولة منه الترميم بقدر الاستطاعة.
نالت الأمطار من أسقف الغرف الأربع, وأصبحت محتوياته تالفة ولم يتركه صاحبه على الرغم من أنه مستأجر له منذ 20 عاماً, قائلاً: لا يمكنني تركه بهذه الحالة, "البيت في ذمتي وسأعمل فيه جهدي".
وعبر عن أسفه لما وصل إليه حاله, وحال غيره من جيرانه, ممن أصبحوا في العراء, وبعضهم فتحت لهم المليشيا الحوثية مدارس قريبة للسكن فيها, إلا أنها أصبحت لا تتسع.
ويتمنى أغلب المواطنين التدخل العاجل لإنقاذهم, وليس عبر الحوثيين, مشيرين إلى أن المليشيا لن تنتبه لهم "أصبحوا يعيشون في فلل" فكيف ينظروا لهم..
وتساءل المواطنون عن سر غياب المنظمات وعدم تدخلها حتى اللحظة, خصوصاً اليونسكو, التي مهمتها المحافظة على المدن التاريخية, ومنها صنعاء القديمة, لكنهم يرجون أن يكون أي تدخل يشمل الجميع, وليس البعض, وأن تستفيد منه كل الأحياء, دون أي تدخل من قبل المليشيا الحوثية.