الأخبار
- تقارير وتحليلات
التجمع اليمني للإصلاح في ذكرى تأسيسه الـ"30".. تفاعل وإشادة ونقد "تجربة"
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 13 سبتمبر, 2020 - 09:41 مساءً
(ثلاثة عقود مضت منذ التأسيس.. رحلة شاقه رافقتها تحديات جسام، كانت بمثابة اختبارات صعبة قبل العبور لكل مرحلة تالية).. هكذا لخص (عايش زيد أبو صريمة)، مسيرة الإصلاح، كحزب يمني، وهو يحتفي بذكرى تأسيسه الـ"30" والتي مرت بمنعطفات وأحداث سياسية، كان للإصلاح إسهاماته الكبيرة، ويكفيه انحيازه للمواطن للوطن.
ويواصل (عايش زيد أبو صريمة)، وهو الطبيب بتشريح تجربة الإصلاح في العمل السياسي، وكيف تعامل مع الأحداث الكبرى المصيرية، والتي واجهها منذ السنوات الإعلان من إشهاره، فيقول في مقالة له عنونها بـ"الإصلاح في مرايا مستوية" نشرها احتفاء وتفاعلاً بالذكرى الـ"30" من تأسيس الحزب، بأنه (لم يكد الإصلاح يضع قدميه على أرضية العمل السياسي ويتمدد أفقياً ورأسياً ليغطي كل شرائح المجتمع، إلا ويتفاجأ بامتحان لم يكن في الحسبان.. كان قرار فك الارتباط وإعلان الانفصال مهدداً للوحدة اليمنية والهوية الوطنية، فوجد نفسه مجبراً لخوض معركة مصيرية لمنع الشرخ رافداً لمؤسسات الدولة المنوط بها مواجهة هذا التهديد).
ولاقت ذكرى التأسيس تفاعلاً كبيراً من سياسيين، وأكاديميين، ونشطاء وإعلاميين، ممن أشادوا بتجربة الإصلاح، وبدوره الذي لا يمكن إغفاله في الحياة السياسية اليمنية، إضافة إلى أدواره المفصلية في قضايا مهمة، منها مقاومة الانقلاب الحوثي، الذي يسعى إلى تغيير بوصلة اليمنيين عن الجمهورية، وأهداف الثورتين الخالدتين، الـ26 من سبتمبر، و14 من أكتوبر.
فمن زاوية أخرى كتب البروفيسور (أيوب الحمادي) بأنه "نستطيع أن نتهم حزب الإصلاح بانفعال، وقد نجد هناك من يستحب ذلك، ويزايد عليهم، ونستطيع أن نجد من الإصلاح أشخاصاً منه يهدمون بطرحهم و سلوكهم حزبهم وينفرون الناس".
وعن تجربته الشخصية مع الإصلاح يقول الدكتور الحمادي: "عني جلست مع الكثير منهم و لم أجد منهم الا أشخاصاً ذوي قيم و مبادئ، يؤمنون بالدولة بدستورها و ثوابتها.. لم أتعامل مع طرف قبيح في الإصلاح لليوم، ولذا لا احكم الا بما أعرف فقط وحتى الإصلاحي القبيح أن وجد فهناك تيار عقلاني كبير منهم يعيد الاتزان".
ويشير إلى أن حزب الإصلاح تم استهداف رجاله ومقراته في الشمال والجنوب وغيره ، ورغم ذلك اليوم يتواجد في كل مديرية وقرية، وفي كل بيت يمني ومن يظن أن حزب الإصلاح سوف ينتهي فهو واهم. مضيفاً: "حزب الإصلاح نعرف أن هناك استهدافاً اقليمياً وداخلياً لكن انحيازه للوطن هو ما سوف يثبت أنكم صح ولن تجدوا إلا الكل يقدر ذلك، ونطمح أن يفرض سلام دائما ينتزع السلاح من الكل ونعود لصراع الأفكار وليس البنادق".
الإصلاح.. موقف
من جهتها شكرت وكيلة وزارة الشباب والرياضة، نادية عبدالله الإصلاح على مواقفه الوطنية ووقوفه مع الجمهورية والدولة والوحدة وضد الانقلاب الحوثي الإمامي الكهنوتي وضد كل المشاريع الضيقة العائلية والمناطقية والطائفية، التي تسعى لتمزيق الوطن.
وأكدت في منشور لها بأن المعركة اليوم وطنية واليمن يمر بمرحلة تاريخية حرجة وأكبر من الأحزاب واكبر من الجميع، ويجب أن يترفع الجميع عن كل المناكفات الحزبية، لنستعيد وطننا وبيتنا الكبير اليمن.
رسائل
القيادي في شورى الإصلاح (صلاح باتيس) عنون مقالة له بـ"في يوم ميلاد عملاقنا اليماني" موجهاً فيه رسالة شكره لمن أسماهم "كل من عرفنا بحق وتعامل معنا وفهم الإصلاح كما هو وليس كما يقال عنه فأعجبه الصواب ونصحنا إذا وجد الخطأ".
وخاطب "باتيس" من خالف منهج الإصلاح أو لم يفهم بقوله: "الذين تأثروا بالإشاعات ضدنا ثقوا أننا لانحمل في قلوبنا إلا الحب، ما دام حب الوطن يجمعنا مهما اختلفنا تبقى يدنا ممدودة لكم جميعاً، لنتعاون ونلتقي في ميادين النضال والعمل لأجل شعبنا ومكتسباته وتطلعاته لواقع ومستقبل أفضل فحزبنا الكبير هو اليمن.
الأكثر شعبية
إلى ذلك قال الصحفي (عبدالجبار الجريري) بأنه "كان وما زال حزب التجمع اليمني للإصلاح الحزب الأول الأفضل والأكثر شعبية في اليمن" مشيراً إلى أن الحزب قدم الآلاف من شبابه وقياداته ومفكريه شهداء في الحرب الجارية منذ 2014م ضد الحوثيين".
وأكد الجريري بأن الإصلاح كحزب سياسي يحمل أملا حقيقيا، لإخراج اليمن من عنق الزجاجة الذي علق فيها، لكن أعداء الوطن شنوا حملة اغتيالات واعتقالات بحق أبنائه، ظناً أن ذلك سيحطم من قوته، ونسوا أن من جعل انطلاقته نابعة من صميم الإسلام لن ينتهي ولن يتحطم".
سيرة عطرة
وفي مقالة للقيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، الصحفي "سام الغباري" استعرض سيرة الإصلاح بطريقته الخاصة، والتي بدأها من واحد من كوكبة الشهداء الأخيرة، الذين يقدمهم في جبهات القتال، من أجل استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء الانقلاب يقول: "وآخرهم : ربيش، يعلو بلقبه "العليّي" حتى تكاد تراه عليًا في السحاب، يمضي كمن يخطو بحنو على الأرض، منافسًا أشد الجنود جسارة في شجاعته، قيلًا من أحفاد الملوك، وشاعرًا تهز ألفاظه جزالة المعنى الشعبي في أدب المعارك . به ختم التجمع اليمني للإصلاح مسيرة ثلاثين عامًا من النضال الوطني، رغم الذي اعتراها من صراع في عقدها الثاني، ولكنها في آخر السنوات صارت شاهدة على أنه حزب الشهداء باعتراف العدو قبل الصديق".
وأضاف في مقالته التي عنونها بـ"حزب الشهداء" بأن على السيرة الوطنية، يمضي الإصلاح على درب الحركة الإسلامية اليمنية التي مثّلت التعبير الطبيعي للفطرة اليمانية الرافضة لمنهج التعالي الإمامي في أشد مناطق الصراع خصوبة للدم والمؤامرات، هناك حيث وسط اليمن، حول صنعاء وفي قلبها، وعلى ضواحيها، كان الدعاة المجتهدون لرفض عنصرية أسلاف "الحوثي" القائمة على خرافة ما يسمى "آل البيت" يخترقون أفئدة اليمانيين العطشى لحرية من سوط الإمام وعُكفته الخاطئين.
وقال: "اخترق "الحوثي" جدار الوعي، وكان الصوت الذي يعلو محذرًا هو صوت "التجمع اليمني للإصلاح" بداخل أروقة فندق موڤنبيك حيث دارت رحى الحوار الوطني، وعلى أديم "الجوف" المستعر" في إشارة منه إلى مؤتمر الحوار الوطني، والمواجهات الأولى ضد مشرع الحوثي الإمامي.
القيادي الاشتراكي، ومدير مكتب شؤون المغتربين بتعز، (نشوان نعمان الجلداوي) أكد بأن تأسيس التجمع اليمني للاصلاح في العام 1990م إضافة للحياة السياسية اليمنية عكست حقيقة تعددية وتنوع المجتمع اليمني، وهذا التنوع هو القيمة التي يجب الحفاظ عليها في إطار التعددية السياسية وفي إطار توحيد الصف الوطني لمقاومة مشروع الانقلاب المليشاوي لجماعة الحوثي الكهنوتية.
وأضاف: "خلال ثلاثين عاماً من عمر الإصلاح كان لنا ولليمنيين معه محطات كثيرة من الاتفاق والاختلاف هنا وهناك، لكن ذلك لم يغير من حقيقة وقيمة الاعتراف والقبول بالآخر إلى تاريخ 21 سبتمبر 2014 المشؤوم، حين قوضت مليشيات الحوثي أسس النظام الجمهوري والتجربة الديمقراطية في اليمن.
الإصلاح والهوية اليمنية
وطرق الكاتب "فيصل علي" قضية مهمة وهي (حزب الإصلاح والهوية اليمنية)مشيراً بأن الإصلاح كسر مُسلمات العقل الجمعي والعقل السياسي والحزبي اليمني وسجل سابقة خطيرة، حزب جديد ينتزع مقاعد في أول انتخابات برلمانية تشهدها دولة الوحدة، ويتجاوز نسبة مقاعد الحزب الاشتراكي اليمني الذي يسبقه في العمر التنظيمي، والعمل السياسي، وينافس المؤتمر حزب الرئيس.
وقال: "هل كانت صدفة أن الحزب ولد في 13 سبتمبر؟ لا مجال للصدف في الواقع السياسي، لذا فالحزب سبتمبري مرتين.. فللتاريخ دلالته وهذا ما يجب أن تتمسك به نخب الحزب وجماهيره. كما أن التسمية التي وضعها قادته منذ نشوؤه لها بُعد يتسم بالتزام فكرة الحزب وقادته بالهوية اليمنية -التجمع اليمني- وهي دلالة على الالتزام بالهوية والخصوصية اليمنية بغض النظر عن النموذج الذي نشأ على غراره الحزب.