×
آخر الأخبار
8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن  منظمات حقوقية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال في اليمن مراكز المعاقين في صنعاء تؤكد الاستمرار في الاضراب الشامل صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة  بن دغر: لقاء الإصلاح واللواء الزبيدي خطوة إيجابية لمصالحة وطنية شاملة  وقفات حاشدة في مأرب وتعز تندد باستمرار جرائم الاحتلال بحق سكان غزة

بين السخرية والبكاء.. المختطف (النهاري) يروي فصول خمسة أعوام من تعذيبه في سجون المليشيا الحوثية

العاصمة أونلاين/ خاص


الخميس, 29 أكتوبر, 2020 - 10:58 مساءً

"تعامل المليشيات الحوثية بحق المختطفين منافٍ للإنسانية والقيم والدين والأخلاق" بهذه العبارة أختزل المختطف المحرر، من سجون مليشيات الحوثي، خالد النهاري رحلة معاناته التي استمرت ما يقارب خمسة أعوام. 

 

في سبتمبر 2016م، أختطف النهاري، الذي يعمل مديراً لمدرسة الفاتح بالعاصمة صنعاء مع مدنيين آخرين، معظمهم أكاديميون وناشطون وطلاب جامعات، زجت بهم في أقبيتها المظلمة، ضمن حملة اختطافات مسعورة ضد معارضيها بعد انقلابها الدامي على الشرعية الدستورية واجتياحها للعاصمة أواخر 2014م.

 

تعود الذاكرة بالتربوي النهاري، إلى لحظات اختطافه وتغييبه في البداية، والتي تم انتزاعه وقت عمله في المدرسة، يقول: "داهم مسلحو المليشيات الحوثية المدرسة بعدة أطقم ومدرعات، أصابوا الطلاب بالرعب، وكل من شاهد ذلك من سكان الحي، ومن المعلمين"، ويواصل بأسى واضح "اقتادوني إلى مبنى الأمن السياسي، بطريقة لم تراع حرمة المدرسة كمؤسسة تعليمية".

 

وتحدث ضمن جلسة استماع في مأرب، وثقها "العاصمة أونلاين" بأنه مزامنة مع اختطافه اقتحم الحوثيون منزله، وعملوا على ترويع أسرته وتفتيش المنزل، لكنهم لم يجدوا شيئاً، مشيراً بأنه كان سلاحه الوحيد هو القلم".

 

وأضاف أن المليشيا اقتادت اثنين من أشقائه إلى البحث الجنائي، ليحتجزا أسبوعين كاملين، مؤكداً أن الانتهاكات التي مورست على أسرته لم تتوقف، إذ عملت المليشيا على اختطاف ثلاثة من أبناء أشقائه، في أقسام شرطة مختلفة، وظلوا في السجن أوقاتاً متفاوتة تصل إلى عام كامل، ولم يخرجوا إلا بعد دفع مبالغ طائلة، وصلت فدية أحدهم 12 مليون ريال، بينما آخر 5 ملايين ريال.

 

ويتذكر أنه عاش التعذيب من الأيام الأولى لاختطافه، قامت المليشيا بمباشرة التحقيق معه، بعد اختطافه بثلاث ساعات، عملت على تعليق جسده.. ليستمر التعليق والتحقيق معه خمسة أيام كاملة، يقول: " كان جسدي معلقاً في الهواء، دون أن يسمح لي بالراحة إلا دقائق معدودة للأكل والذهاب للحمام".

 

يصف التحقيقات معه من قبل المليشيا الحوثية بأنها لتقويله أقوالاً لم يقلها، إضافة إلى "إجباره بالاعتراف بجرائم لم يرتكبها، كل ذلك من أجل تشويه بعض المكونات والشخصيات الاجتماعية أو تشويهك أنت أمام المجتمع".. مشيراً إلى أنه لم يسمح له بالنوم وبعد أيام سمح له بثلاث ساعات فقط، في زنزانة انفرادية قذرة.

 

 

شهران كاملان من التحقيق، تتناوب عليه ثلاث فرق من ذئاب الحوثيين البشرية، الأولى من السادسة صباحاً حتى الثانية ظهراً، والثانية تبدأ مهمتها في الرابعة عصراً الى الثانية عشر ليلاً والثالثة من الثانية عشرة الى قبيل الفجر.

 

عددت المليشيا من أساليب تعذيبها التي يعددها النهاري قائلاً منها " التعليق والضرب على الجسد والرأس، والضرب على الكلى، والضرب على مؤخرة الجسم، والضرب في الأرجل، الخنق، التهديد بالسلاح، ممارسة الضغط النفسي مثل تهديدك إن لم تتحدث فسيتم احضار زوجتك واولادك وتعذيبهم أمامك".

 

مشيراً إلى أن هناك تعذيباً نفسياً، مارسته المليشيا على عائلته، من خلال الضغط على أطفاله، ووصمه بألفاظ مختلفة كـ"مجرم" أمامهم، مما تسبب بإصابة اثنين من أطفاله بآثار نفسية وتم معالجتهم في أحد المستشفيات حينها".

 

ويؤكد أن المليشيا أحرمته من الزيارات العائلية التي سمحت بها إلا بعد سنة من اختطافه، لكنها تتحول إلى مأساة لتصرفات المليشيا التي تجعلها من خلف شبابيك السجن، وفي مدة لا تزيد عن خمس دقائق، ولم تكتف بذلك، إذ تستغلها لتمارس ضغطاً نفسياً على أسرته وأطفاله، من خلال تهديدهم بأنهم "سيعدموني".

 

إخفاء قسري

إلى ذلك عاش التربوي خالد النهاري فصلاً آخر من التعذيب الحوثي، مع 36 آخرين، عاشوا مأساته، أو اقتسموها معاً في بدروم مبنى الأمن السياسي، يشير إلى أنه كان سجناً منفصلاً، وكان موقعهم زنزانة منفصلة، وأن من يدخله فلن يجد إلا ماء ملوثاً للشرب، كما أن مياه المجاري تطفح تحت أجسادهم، إضافة إلا أن دخول الحمام محرم، إلا مرة واحدة في اليوم، أما الأكل كما يقول لا يمكن أن تأكله الحيوانات.

 

لم يتم إنقاذهم من جحيم الأمن السياسي إلا بعد احتجاجات ووقفات وإضرابات، متذكراً بأنه كان بدروماً، في حال تحدثت أو تكلمت كمختطف تريد شيئاً ما أو تحتج، سيتم اقتيادك إلى مكان آخر لينقض عليك نحو 15 عنصراً أمنياً حوثياً، سيتناوبون على ضربك وتعذيبك تعذيباً جماعياً.

 

أصيب النهاري بأمراض عدة، ومع ذلك لم يتلق أي نوع من العلاج، ولم يسمح له بشرائه، أو إدخاله إليه، وهو الأمر الذي عانى منه جميع المختطفين، متحدثاً عن إصابته في عموده الفقري جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له، وصل إلى أنه فقد الحركة تماماُ، كان ينقل إلى محمولاُ، حين يريد قضاء حاجته، مع ذلك لم يسمح له الانتقال إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج، أو أخذ الفحوصات المطلوبة، سمح له كما يقول بعد عام ونصف من إصابته بذلك، ذهب ولم يعد بأدوية، عاد كما ذهب.

 

يشير إلى أن صحته ليست كما يرام، فترة اختطافهم نالت منها، بدءاً من العينيين، رؤيتهم متدنية جداً، لمكوثهم فترات طويلة في أماكن مظلمة، ثم ينقلون فجأة إلى حيث توجد إضاءة كثيفة، وهو نوع من التعذيب مارسته المليشيا بشكل ممنهج بحق النهاري ومن معه من المختطفين.

 

وأضاف أنه يعاني من هشاشة في العظام، يرجعها إلى أن المليشيا أحرمتهم من التعرض للشمس فترات طويلة أدت إلى نقص الكالسيوم والفيتامينات الحيوية المهمة.

 

 هزلية المحاكمة

والنهاري هو أحد مجموعة الـ "36" التي عملت المليشيا على محاكمتهم، وإصدار حكم، اعتبره قانونيون بأنه سياسي، إذ حكمت على 30 منهم بالإعدام، يشير النهاري إلى أنها كانت محاكمة هزلية، وكانت بلا أسباب تستدعي ذلك، فقد قامت المليشيا بتلفيق عدة تهم مزورة بحقهم، لكنهم لم يستطيعوا إثباتها عليهم، رغم أن المحاكمة استمرت 29 جلسة، 32 جلسة منها، دون حضور قاضٍ، وهو ما يثبت هزليتها.

 

ويتذكر إجراءات التقاضي، والجلسات التي يرى بأنها مضحكة، منها جلسة حضور الشهود، إذ أحضروا مجموعة مكونة من 12 شخصاً، باعتبارهم شهوداً، ساخراً إنهم "شاهد ماشفش حاجة"، حيث كان الشاهد منهم يقول "انا سمعت انفجار"، " ويقول الآخر أنا خرجت وكان في تجمع للناس يذكروا بأنه "رأوا عبوة ناسفة"، لكنهم لا يوردون أية معلومات عنهم، من يحاكمون خلف القضبان.

 

مضيفاً بأن المليشيا أطلقت عليهم مسمى "الخلية" لكنهم جميعاً لم يتعارفوا إلا في السجن، أما عن الأدوات التي أحضرتها محكمة الحوثيين كانت مسدسين وقطعتي كلاشنكوف، أخذوها من بعض المنازل، فتساءلنا بسخرية هل هذه تجهيزات لخلية من 36 شخصاً، وعرفنا أن كل ما يريدوه هو التشويه.

 

 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير