الأخبار
- تقارير وتحليلات
أكتوبر دامٍ في صنعاء.. تصاعد لافت لمسلسل الفوضى الأمنية والعنف في زمن الحوثيين
العاصمة أونلاين/ خاص
الثلاثاء, 03 نوفمبر, 2020 - 05:04 مساءً
سجل شهر أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، ارتفاع ملحوظ لمسلسل الفوضى الأمنية في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من ايران.
ويتضح من خلال الرصد الذي أعده "العاصمة أونلاين" تزايد حوادث قتل المدنيين برصاص مسلحين حوثيين ووقائع العنف الأخرى، حيث قتل 21 مدني وأصيب 34 آخرين في حوادث متفرقة في نطاق أمانة العاصمة، ومن تلك الحوادث مقتل طفل وإصابة والدته بجروح بليغة إثر انفجار عبوة ناسفة في أحد شوارع العاصمة صنعاء مطلع الشهر.
كما أصيب مدنيان اثنان اثر اندلاع اشتباكات بينية بين مسلحين حوثيين في شارع العدل وسط العاصمة صنعاء في إطار صراعات أجنحة الجماعة، فيما قتل قاضٍ يدعى "عز الدين السماوي" في وضح النهار برصاص مسلحين يعتقد انهم يتبعون مليشيات الحوثي، وتعرض منزل قاضٍ آخر للقصف عنيف بقذيفة آر.بي.جي.
وفي حادثة أخرى، قتل وأصيب خمسة مدنيين إثر انفجار قنبلة يدوية استهدفت مطعماً في حي الصافية وسط العاصمة صنعاء.
مقتل زيد وصراعات الجماعة
في أواخر اكتوبر، شهدت العاصمة صنعاء حادثة الاغتيال التي استهدفت الوزير في حكومة الانقلاب "غير المعترف بها" حسن زيد وأسفرت عن مقتله، برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية وسط العاصمة صنعاء، في تطور اعتبره مراقبون مؤشر واضح لتصاعد صراعات أجنحة مليشيات الحوثي الانقلابية، وصولاً الى التصفيات بإشراف السفير الايراني حسن ايرلو الذي وصل الى صنعاء بطريقة غامضة.
وبينما حاولت الجماعة الحوثية المرتبطة بإيران تلفيق اغتيال وزيرها إلى متهمين زعمت أنهما على صلة بالحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها، اتهمت ابنته الكبرى سكينة حسن الجماعة صراحة بالوقوف خلف مقتله.
وفي أعقاب الحادثة، حاولت مليشيات الحوثي مسابقة الزمن لإعلان ما وصفته بالنجاح الأمني بالقبض على اثنين من المنفذين لحادثة الاغتيال، إلا أنها عادت بعد ساعات قليلة لتؤكد مقتل أحد المنفذين أثناء تبادل إطلاق النار ووفاة الآخر متأثراً بجراحه وبعد يوم واحد أعلنت مقتل المتهم الرئيسي بتبادل لإطلاق النار في إحدى قرى ريف ذمار، وهو ما يراه مراقبون تصفية واضحة للقضية لإخفاء الفاعلين الرئيسيين.
كما شهدت العاصمة صنعاء خلال الشهر نفسه سلسلة من حوادث العنف المسلح، والتي تعبر عن تنامي صراعات أجنحة الجماعة، حيث اندلعت اشتباكات بينية بين فصيلين حوثيين في شارع العدل وسط العاصمة صنعاء وأسفرت عن سقوط جرحى من المدنيين، بالإضافة لجولة عنيفة من تبادل رمي القنابل والعبوات الناسفة في منازل وأحواش القيادات والمشرفين.
الاختطافات والقتل تحت التعذيب
خلال فترات متفاوتة من اكتوبر، شنت مليشيات الحوثي حملات اختطافات طالت العشرات بينهم محامٍ وثلاثة نشطاء في المجال الانساني، وعاودت بعد أيام من تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى والمختطفين الى اختطاف آخرين في توجه لتعويض المختطفين المفرج عنهم.
وفي سياق متصل، توفي ثلاثة مختطفين مدنيين وأسيرين تحت التعذيب في سجون مليشيات الحوثي، ومن بين هؤلاء أستاذ علم النفس بكلية الآداب بجامعة صنعاء الأكاديمي عدنان الشرجبي الذي دام اختطافه شهر منذ 9 سبتمبر الماضي، وتوفي نهاية اكتوبر بعد أيام من خروجه من سجون مليشيات الحوثي وهو بحالة صحية سيئة.
كما أعتدت مليشيات الحوثي بالضرب المبرح على ثلاث مختطفات في السجن المركزي، وقامت بعزلهن في زنازين انفرادية ومنع الزيارة عنهم، فيما منظمة تكشف عن تورط قيادي حوثي باختطاف أكثر من 18 طفلاً واغتصابهم وتصويرهم قبل قتلهم والتخلص من جثثهم.
تعسفات القطاع الخاص
شنت مليشيات الحوثي الانقلابية، تعسفات جديدة على القطاع الخاص في مناطق سيطرتها، منها حملات الجبايات التي أخذت ذرائع متعددة منها دفع تكاليف "النظافة والتحسين" ودعم فعاليات "المولد النبوي" وتمويل "قافلة دعم" لمقاتلي المليشيات.
وفي الصدد، أقدمت المليشيات على 4 مدارس أهلية ، وتنتوي إغلاق 16 مدرسة أخرى، ومع نهاية اكتوبر أغلقت الجماعة 110 مركزاً طبياً في انحاء أمانة العاصمة تعسفياً بذرائع مختلفة، يقول ملاك هذه المدارس والمراكز إن الأمر ينتهي الى التفاوض الصريح معهم بدفع مبالغ جائرة مقابل السماح لهم بإعادة مزاولة النشاط.
تهديد نقيب الصحفيين السابق
وفي نهاية أكتوبر، تلقى نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق عبد الباري طاهر (80 عاماً)، تهديداً بالقتل في العاصمة اليمنية صنعاء التي تخضع لسيطرة مليشيات الحوثيين.
وقال طاهر في منشور بصفحته على "فيسبوك" إنه تلقى التهديد عبر "رسالة وضعت فيها رصاصة"، موجهاً أصابع الاتهام لـ"فرق الموت وذئاب الاغتيال" في إشارة لمليشيات الحوثي. وأضاف " أما اليوم... فأنا في خاتمة الفصل الثامن من العمر، أعرف أحفاد قابيل جيداً وأقرأ الرسائل جيداً، حتى لو جاءت على قدمين وقدمت في مظاريف البوس والإعجاب".
وتابع "مثلي لا يبحث عن سلطة أو وظيفة فات زمنهما.. القسم الأكبر من فصول الثمانين عقداً قضيتها للحصول على مواطنة وأمن وسلام لأبناء قريتي".
وكانت المليشيات الحوثية جرفت العاصمة صنعاء من الإعلام والصحافية ومارست في أعقاب الانقلاب أعنف هجمة عنف بحق الصحفيين ووسائل الإعلام، حيث يقبع حتى الآن في سجونها نحو13 صحفياً وعشرات النشطاء الإعلاميين، ويواجه أربعة صحافيين أحكاماً بالإعدام على خلفية عملهم الصحفي.