الأخبار
- تقارير وتحليلات
تصفية الـ "حوثية" لمشائخ طوق صنعاء.. بين مكأفاة نهاية الخدمة وواقع المليشيا "الهش" ودلالات أخرى
العاصمة أونلاين/ خاص
الاربعاء, 24 فبراير, 2021 - 09:22 مساءً
دخلت العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا طوراً جديداً للصراع البيني، أو ما يمكن تسميته بـ "التخفف" الحوثي من القوى التي ساعدتها على الانقلاب على الدولة واحتلال المدن، ودفع تكلفة كبيرة من الحرب، من خلال الزج بأبناء القبائل في جبهات القتال.
تصاعد ملحوظ في عمليات التصفية الجسدية، للمشائخ والوجهاء، طيلة الأسابيع الماضية، إلا أن البارز أكثر أن أغلب من تم تصفيتهم، يعدون إلى قبل الإعلان عن مقتلهم من أبرز حلفاء المليشيا الحوثية، ممن مكنوها على السيطرة على محافظة عمران، ومن ثم الدخول إلى صنعاء في العام 2014م، تمهيداً لاجتياح المحافظات الأخرى حينها.
وصفت المليشيا الحوثية الإثنين الماضي الشيخ مهلهل أحمد حسن ضبعان أحد مشائخ مديرية سفيان، التابعة لمحافظة عمران، بعد أيام من عملية قتل أخرى للشيخ أبو نشطان، الذي يعد من أبرز مشائخ قبيلة أرحب، التي تقع شمال محافظة صنعاء، تم قتله مع 4 من أفراد أسرته.
قبل ذلك شهدت محافظة عمران تصفية جسدية لأحد أبرز المشائخ، ممن سهلت السيطرة على المحافظة، بل ظلت الداعمة الرئيسة للمليشيا في حربها المستمرة على اليمنيين، وهو الشيخ مصلح صالح الوروري، والذي قتل هو ونجله، وإصابة حفيده.
التصفيات الأخيرة، أحدثت جدلاً ونشاطاً وسط المغردين، منهم من يرى بأن الحوثي، يعيد سلوك الإمامة، من خلال التعامل مع الحلفاء والمعاونين، بتصفيتهم وقتلهم، بل وإعدامهم أحياناً في الأماكن العامة، فهو سلوك إمامي، تجسد في الأسر السلالية التي تعاقبت على حكم أجزاء من اليمن، وكانت آخرهم أسرة حميد الدين، في أوائل القرن الماضي، والتي عرفت بتصفية حلفائها من المشائخ.
وقرأ آخرون تصفية المليشيا الحوثية لحلفائها من وجهاء ومشائخ عمران وأرحب، وهما المنطقتان التي تعد من "طوق" صنعاء" بأنها جزء من التصفيات التي بدأتها المليشيا أثناء قتلها لعلي عبدالله صالح، حليفها الأكبر في انقلابها على مؤسسات الدولة، وأن التخوف الحوثي يتزايد من الثورة عليها من الداخل، لذا عقد الثقة انخرط بينها وعدداً من الحلفاء، فسعت إلى التخلص منهم.
وأرجع الصحفي سعيد ثابت سعيد تصاعد وتيرة حوادث الاغتيالات في صنعاء إلى هشاشة الوضع الأمني في العاصمة المختطفة، إضافة إلى أنه يفند أكذوبة المليشيا بأن مناطق تعيش استقراراً أمنياً.
جاء ذلك في تغريدة له على التدوين المصغر "تويتر" مشيراً إلى أن الاغتيالات استهدفت الشخصيات المحسوبة على جماعة علي عبدالله صالح، والذي كان لها دور في تسليم مناطقهم لها، بحكم التحالف معها.
من زاوية أخرى يرى الصحفي عبدالله المنيفي، بأن المليشيا الحوثية تمنح شركائها مكافأة نهاية الخدمة، وكان جزاءهم القتل لانخراطهم المبكر ضمن مشروعها السلالي العنصري.
وقال "هؤلاء مجموعة من أبرز من سهلوا لها اجتياح البلاد انتهوا قتلاً وبعضهم سحلاً على أيدي قيادة المليشيا الحوثية.. مضيفاً "الهاشمية لن توفر حتى الذين خدموها".
من جهته خاطب الصحفي والكاتب سام الغباري بقية المشائخ والمؤثرين في مختلف المناطق والمحافظات بأخذ العبرة من التصفيات الأخيرة، فهو نهج الحوثيين في مكافأة حلفائها، وهو مصير كل من وقف مع المليشيا.
وقال في تغريدة له على "تويتر" "يا أيها الشيخ أينما كُنت، في ذمار أو حجة أو عمران، هؤلاء أمامك عِبر لعقلك وقلبك وضميرك لو كنت تعقل وتفكر، تعرفهم وقد مضوا بجانبك في مسيرة الضلال وانتهوا قتلى على أيدي عصابة الحوثي.
وأكمل الغباري تغريدته "وصدقني لو وعدوك بسوار بايدن فسوف ينزعونه عنك، وكل أرض صُرِفت لتتمتع بها سوف يسقونها من دمك".