×
آخر الأخبار
8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين  رئيس الوزراء يوجه بإلغاء أي إجراءات تستهدف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين "الغذاء العالمي" يعلن عن حاجته لـ1.5 مليار دولار لتمويل أنشطته في اليمن  منظمات حقوقية تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأطفال في اليمن مراكز المعاقين في صنعاء تؤكد الاستمرار في الاضراب الشامل صحة غزة: مستشفيات القطاع ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة  بن دغر: لقاء الإصلاح واللواء الزبيدي خطوة إيجابية لمصالحة وطنية شاملة  وقفات حاشدة في مأرب وتعز تندد باستمرار جرائم الاحتلال بحق سكان غزة

إرهابيون وقتلة أطفال.. جسد الطفلة "ليان" المتفحّم يعيد تعريف "الحوثية" ويدّون الفصل الأخير لنهايتها (القصة الكاملة)

العاصمة أونلاين/ خاص


الإثنين, 07 يونيو, 2021 - 01:53 صباحاً

"اوجعوني في ابني وبنته الله يوجعهم، الله يحرق قلوبهم، الله لاورخهم في بلادنا" بلهجتها الدارجة وبنبرة الموجوعة والمظلومة، اختلطت حشرجة أم الشهيد طاهر محمد عايض بدموعها بينما تردد ذلك الدعاء والكلمات المؤثرة في سياق حديثها عن مأساة استشهاد نجلها طاهر مع طفلته الصغيرة "ليان" بجريمة استهداف مليشيات الحوثي الإرهابية محطة للوقود في حي الروضة السكني بمدينة مأرب صباح السبت، الخامس من يونيو الجاري.

 

الجريمة التي فجرّت ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والدولي، ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران، صباح أمس الأول السبت، حين استهدفت بصاروخ بالستي حي الروضة السكني بمدينة مأرب، حيث وقع في محطة وقود مكتظة بالمدنيين وعشرات السيارات، وأعقبت ذلك باستهداف سيارات الاسعاف والطواقم الطبية التي هرعت لإنقاذ الضحايا بواسطة طائرة مسّيرة مفخخة ايرانية الصنع.

 

 وفي آخر تحديث لحجم الضحايا، ذكرت وكالة سبأ الرسمية عن مصدر طبي، إن حصيلة ضحايا الجريمة ارتفعت الى 21 شهيداً مدنيا، بينهم أطفال، منهم الطفلة ليان طاهر(ذات الخمسة الأعوام) التي كانت برفقة والدها طاهر محمد عايض بانتظار دورهم في الحصول على البنزين، غير أن الإرهاب الحوثي كان يترصد حياتهم وعشرات المدنيين الآخرين، لتحدث الكارثة ويتم العثور لاحقاً على جثة ليان ووالدها متفحمتان بالإضافة لجثث عدد من الضحايا الآخرين.

 

المشهد الذي أظهر ماتبقى من جسد الصغيرة ذات الخمسة الأعوام ليان وقد التصقت بصدر والدها وتفحمت جثتيهما معاً، خلّف صدمة واسعة في الخارج والداخل اليمني، وأثار ردود فعل غاضبة على كل المستويات، باعتبار الجريمة تعكس مدى إرهاب مليشيات الحوثي ودمويتها، وهي التي أمعنت في تكرار الهجمات ضد المدنيين والنازحين، سيما في مأرب التي تواجه صلف وعدوان الجماعة منذ الانقلاب.

 

تتابع الأم الموجوعة حديثها عن المأساة "احنا سايرين ندي بترول احنا وابني وبعدى هو مشي وانا ماعد سرت" تقول إنها لاحقاً صُدمت من هول الفاجعة ولم تستوعب نبأ استشهاده مع ابنته ليان، حيث سارعت الأم للبحث عن أبنها الآخر للتأكد من سلامته.

 

وجدت والدة الشهيد طاهر وابنته ليان، بينما تتحدث للفريق الصحفي والحقوقي الذي قام بزيارة العائلة، وجدت في الدعاء عزاءً لمصابها، تدعو على المجرمين "الحوثيين" بقلب الموجوع وحسرة الفُقد وهو فُقد لفلذة الكبد وعصفورته الصغيرة، تفعل ذلك بيقين أم يمنية مؤمنة ومحتسبه.

 

"اوجعوني في ابني وبنته الله يوجعهم، الله يحرق قلوبهم، الله يحرق قلوبهم، الله لا ورخهم في بلادنا" هكذا صدعت بدعواتها المثقلة بالوجع، وتابعت أم طاهر وجدة ليان متسائلةً: "مانسوي ؟ يكون الواحد ماشي في طريقه ويوقع له هكذا؟ والى متى؟ لما يكملوا الشعب؟".

 

في ذات الواقعة الأليمة، لم تكن ليان الوحيدة بين الضحايا الأطفال، غير إن صورتها المتفحمة كانت الأكثر صدمة وعبوراً الى الرأي العام، لقد استشهد أربعة أطفال آخرين يتقاربون معها بنفس العمر هم: حسان الحبيشي، وأيمن الحورش، وأيهم عبدالله، ومعتصم أحمد، ولكل واحدٍ منهم قصة مأساة ووجع لاينتهي لعوائلهم.

 

 

أما شقيق الشهيد طاهر فكان الآخر يعاني صدمة وحسرة الواقعة بينما يحاول الظهور متماسكاً ليتحدث للصحفيين عن روايته للجريمة، حيث يقول أن شقيقه طاهر أب لطفلين هما ليان وأخيها ذو التسعة الأشهر، والذي اتجه مع ابنته ليان الى محطة الوقود في حي الروضة بغية الحصول على البنزين، ليتم قصف المحطة من قبل مليشيات الحوثي وتحدث المأساة.

يشير الى أن سيارات الإسعاف التي هرعت الى المكان لإنقاذ مايمكن انقاذه من الضحايا تعرضت لقصف من قبل طائرة مسيرة مفخخة وسقط ضحايا بفعل ذلك، أعلنت السلطات الطبية لاحقا ارتفاع الحصيلة الى 21 شهيداً.

 

يتابع شقيق طاهر "بأي حق يضربوهم هكذا، اخي حضن ابنته وتفحموا سوى، كلهم مدنيين لاعلاقة لهم بأي شيء"، مضيفا إن مليشيات الحوثي " إرهابيين ومجرمين وقتلة، وماعمر المسلم يعمل هكذا".

 

أثناء زيارة أسرة الشهيد طاهر وابنته ليان، كانت تتواجد طفلة بنفس عمر ليان هي صديقتها المقربة وفق ما أفادت لاحقاً، تقول الطفلة كلاماً مؤثراً وموجعا حينما طُلب منها التحدث "كنت العب أنا وصاحبتي ليان، كنا ثلاث نلعب مع بعض، وناكل جعالة مع بعض، وكل شيء وبعدها ماتت رحمها الله، الله بايدخل الحوثه النار".

 

ولازالت تتوالى الإدانات المحلية والدولية المنددة بالجريمة والتي أكدت بمجملها إنها "تمثل انتهاكا جسيما واستخفافا شديدا بكافة الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية وخاصة القانون الدولي الإنساني الذي يضمن حماية المدنيين".

 

ووجهت الحكومة اليمنية ومؤسساتها الرسمية ممثلة بالبرلمان والحكومة وبيانات منظمات محلية ودولية دعوات لبلورة فعل دولي لمحاصرة إرهاب مليشيات الحوثي وتقديم المجرمين للعدالة، بالتزامن مع دعوات متصاعدة لإعادة تصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية.

 

وأكد نشطاء وحقوقيون إن الجريمة لن تمحى وسيدونها التاريخ كواحدة من صفحات العار للمليشيات الحوثية ومن يتغاضى عنها، مؤكدين إن الجرائم لاتسقط بتقادمها، وسيأتي الوقت الذي يتم إنزال أقصى العقوبة العادلة بالمجرمين.

 

 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير