الأخبار
- تقارير وتحليلات
أذى الحوثي لم يستثن أحداً .. صورة صنعاء الحقيقية يوم المولد النبوي..؟ (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين/ وحدة التقارير
الثلاثاء, 19 أكتوبر, 2021 - 09:26 مساءً
لم تعش العاصمة صنعاء يوماً عادياً، أو حتى "يوماً روحانياً" بالمعنى الدقيق كونه يصادف ذكرى ميلاد رسول الإسلام والإنسانية، بل عاشت يوماً مقلقاً ومثيراً للخوف.. حولته المليشيا الحوثية الإيرانية إلى مزار طائفي بها، لونته بلون حقدها الكبير على اليمنيين، وهي تتخذ من هذه المناسبة العظيمة إلى فرصة لزيادة توجع اليمني، الباحث عن لقمة عيش تسد رمقه.
الـ 12 من ربيع الأول من العام 1443 للهجرة، الموافق الـ 18 من أكتوبر للعام 2021 للميلاد، نقلت صنعاء ومدن يمنية أخرى صورة من البؤس القادم من جنوب شبه الجزيرة العربية، وفي القرن الواحد والعشرين التي ظنت المليشيا أنها ستعكس قوتها، بينما عكست في الحقيقة أذاها ونقمتها وحقدها.
وما ظهر إلا اليمني المغلوب على أمره، من دفعته مليشيا الكهف دفعاً، إلى أماكن ليردد ما يقال له، ويسمع خزعبلات الغائب في سردابه، وهو ما نقلته المليشيا بنفسها في إعلامها الذي ردد كثير من الناس كلمات فيها، لم يفهموا منها شيئاً، بل هناك من تم سؤوله عن "من هو الرسول؟" ليرد الرسول فقط، ضاع عليه اسم "محمد" في معمعمة الحوثي الخضراء.
استعراض على حساب الحرب
استطلع "العاصمة أونلاين" عدد من السكان ممن تحدثوا بأسى بأن تتحول المناسبات الدينية للاستعراض السياسي، ولجلب مكاسب على حساب شعب مطحون، مؤكدين أن حشد الناس غصباً عنهم، والحرص على حضور أكبر قدر من المواطنين ومن مختلف المحافظات مع ممارسة سلوك الابتزاز والنهب للأموال وفرض الجبايات لإقامة هذه الاحتفالات دليل على أن المليشيا لا يهمها الشعب ولا همومه اليومية، ولا الحالة التي وصلت إليها اليمن بسبب حربها المستمرة التي أودت بحياة مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين والأيتام والنازحين والمشردين والمختطفين.
يوم عصيب
من صور ذلك كما قال مواطن، بأنه اضطر للاختفاء في منزله، ومع ذلك ظل في قلق وخوف، كما أن مكبرات الصوت الحوثية، زادت عنده وأسرته القلق، وهي في ذهاب وإياب من أمام منزله، تنادي بأسماء الساكنين في كل منزل للخروج والذهاب للاحتفال.
وأضاف لـ "العاصمة أونلاين" "كان يوما عصيباً، مر ثقيلا عليه مشيراً إلى المليشيا لم تترك حتى أصحاب المحلات والبقالات، بل دفعت بالأطفال الذين يلعبون في أزقة الأحياء والشوارع، أصعدتهم باصات وسيارات نقل، ونقلتهم إلى ميدان السبعين الذي شهد الاحتفال الخاص بها.
جمال البكالي، تحدث بدوره، أن مشرفي المليشيا لم يتوقفوا عن الجبايات حتى يوم الاحتفال، بل اتخذته من أجل ابتزاز التجار، لتوفير إيجارات النقل حد زعمها، متناسية أنها فرضت عليهم من قبل وعلى غيرهم في الأيام القادمة وتحت حجة المولد.
وقال إن المليشيا فرضت على أحد التجار من جيرانه يدعى الشلفي 700 ألف ريال، بينما محطة بترولية مجاور، طلبوا من مالكها 800 ألف ريال، وهو ما أحدث تبرماً كبيراً أوساط التجار، إلا أنه استدرك متسائلاً "إلى متى سيظل صبرهم..؟".
حملات عسكرية
في الأحياء البعيدة وفي أطراف صنعاء، دفعت المليشيا إلى حملات عسكرية من عناصرها للنزول والدفع بالناس للاحتشاد، كما حصل في وادي أحمد القريب من مطار صنعاء الدولي، حيث أقدمت الأطقم الحوثية، على إغلاق المحلات، وأخذ ملاكها وعمالها إلى متنها واقتيادهم إلى ميدان السبعين.
وهو ما يؤكد بأنه ليس كل من حضر الاحتفال الحوثي الخاص بالمولد النبوي حضر عن رضا وقناعة، بل مارست المليشيا كل أساليبها القمعية، كما أنها وبطرق الترغيب من خلال توزيع الأموال على بعض الفقراء والمعدمين والشباب العاطل عن العمل، من أجل صبغ أجسامهم باللون الأخضر.
كما أنها وزعت أموالاً طائلة على عقال الحارات وبعض المنتمين لها والمشائخ من أجل توزيعها على أتباعهم لإحضارهم، وتجهيز من سيتكلمون أمام شاشات الإعلام.
لم يسلم الأطفال
أذى الحوثي لم يستثن أحداً من سكان صنعاء، حتى الأطفال والطلاب، حيث قامت المليشيا بإلزام لإدارات المدارس باستدعاء الطلاب ونقلهم إلى مكان الاحتشاد مع توفير المواصلات ووجبة الصبوح للطلاب، إلا أن الأمر لم يتم وهو ما دفع ببعض أولياء الأمور إلى النزول للبحث عن أطفالهم، حيث ظل كثير منهم دون أكل.
واتهم أولياء الأمور الحوثيين بأنه يهمهم فقط حضور الطلاب، ولا يفكرون بصحتهم بأن يظلوا ساعات طويلة دون أكل، وهم يعلمون بأن أغلبهم لا يملكون فلساً واحداً نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها أغلب الأسر اليمنية.
كما اتخذت المليشيا سياسة تأديبية على كثير من الأسر التي لم تخرج من منازلها، بأن ألزمها مشرفو الحوثي على عمل وجبات طعام بالقوة، وهو ما حصل في حارة العزاني، حيث ألزم عاقل الحارة السكان بعمل وجبة الغداء والتي تم نقلها إلى أماكن خاصة.
في حارة السواد، وسط العاصمة أكدت المصادر أن مليشيا الحوثي حاصرت أحد المنازل، وقامت فرقة من الزينبيات بدخوله، وتفتيشه، بحجة أن داخله "هاربين" ولم تحدد المليشيا نوعيتهم، وهو ما يظهر تخوفها من استهدافها نظراً لتزايد الصراع بين أجنحتها، في الفترة الأخيرة.