الأخبار
- تقارير وتحليلات
لا "عيب أسود".. مليشيا الحوثي خطرٌ "قائم" على "نساء" اليمن
العاصمة أونلاين/ خاص/ أسماء عبد الحميد
الإثنين, 05 فبراير, 2024 - 05:20 مساءً
يُحرّم المجتمع اليمني المساس بالمرأة، أو التعدي عليها وإهانتها كما يعد التعدي على النساء "عيباً أسود" إلى أن جاءت مليشيا الحوثي الإرهابية لترتكب أفظع الجرائم على نساء اليمن، ما بين القتل والاختطاف والتغييب والحرمان من أبسط الحقوق.
من نساء اليمن التي نال منها إرهاب مليشيا الحوثي "فاطمة العرولي" الخبيرة في حقوق الإنسان، ورئيس مكتب اليمن لاتحاد قيادات المرأة التابع لجامعة الدول العربية، ورئيسة منظمة الموائل للتنمية الحقوقية، والتي اختطفتها مليشيا الحوثي في 14 أغسطس/ آب 2022، بنقطة الحوبان شرق مدينة تعز، بينما كانت في طريقها إلى مدينة عدن.
بعد عام على اختطافها، ومنع الزيارة عنها أحالت مليشيا الحوثي العرولي إلى محاكمة غير عادلة وغير قانونية، أمام المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة التابعة لها، بتهمة "التخابر مع العدوان"، وبعد نحو خمسة أشهر أصدرت المحكمة الحوثية في الخامس من ديسمبر (2023) قراراً قضى " بالإعدام تعزيراً" للعرولي.
المحكمة الحوثية لفقت لـ"العرولي" تهمة التخابر مع "دولة الإمارات العربية المتحدة"، المشاركة في تحالف دعم الشرعية.. ادعت أن العرولي تمد أبوظبي بالمعلومات والإحداثيات عن مواقع الجماعة، ومنشآت تصنيع الأسلحة، وتجنيد أشخاص لمراقبة تحركات قواتها في محافظة مأرب.
تقول المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن وضع المدافعين عن حقوق الإنسان، "ماري لاولور" إن حكم الإعدام الحوثي بحق العرولي جاء بعد محاكمة غير عادلة و15 شهرًا من الحبس الانفرادي، مؤكدة أنه يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.
إدانة الحوثيين للعرولي لقيت أيضاً إدانات محلية واسعة، حكومية ومن المجتمع المدني والتي اعتبرت بمجملها الانتهاك بحق العرولي يضاف إلى جرائم أخرى ارتكبتها المليشيا بحق آلاف النساء، واللاتي تعرضن للاختطاف من منازلهن ومقار أعمالهن والشوارع العامة ونقاط التفتيش، واقتادتهن للمعتقلات والسجون السرية، ولفقت لهن المليشيا التهم الكيدية.
أحكام مشابهة
ويشار أن قرار مليشيا الحوثي بإعدام فاطمة العرولي ليس الأول فقد سبق واصدرت حكما بإعدام أسماء ماطر العميسي (32) عاماً، والمختطفة تعسفيا منذ 7 أكتوبر 2016، والتي أصدرت بحقها المليشيا حكما بالإعدام رمياً بالرصاص، لتضاف إلى أحكام مماثلة بحق كل من الناشطة الحقوقية زعفران زايد رئيس منظمة تمكين، وحنان الشاحذي وألطاف المطري، على خلفية نشاطهن الحقوقي ومواقفهن وآرائهن السياسية المناهضة لها.
خطر "قائم"
تقارير حقوقية تقدر أعداد النساء المختطفات في سجون المليشيا بـ (1800) امرأة، بينهن حقوقيات وإعلاميات وصحفيات وناشطات، وما يزال المئات منهن قابعات خلف القضبان.. كما أن النساء في العاصمة صنعاء وعموم المناطق الخاضعة للمليشيا ما زلن تحت مرمى الاستهداف الحوثي فالخطر قائم في ظل الاستهداف المستمر للنساء، وتقييد حريتهن في شتى المجالات، ومنها التعليم وحق السفر على سبيل المثال.
وأكد تقرير خبراء الأمم المتحدة الأخير أن الحوثي يختطف النساء لأسباب متعددة منها نشاطهن في مجال حقوق الإنسان، ومشاركتهن في منظمات المجتمع المدني.. مشيرا إلى المحاكمة التي تتعرض لها الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي منذ أغسطس ٢٠٢٣ بتهمة "التخابر مع العدوان"..
جرائم خلف القضبان
وعمّا تتعرض له المختطفات يشير إلى آلة القمع الحوثية التي تنال من نصف اليمن "النساء"..عن ذلك تقول "يسرى الناشري" وهي مختطفة سابقة، إنها تعرضت هي وزميلتها "انتصار الحمادي" للتحرش الجنسي والتعذيب والسب والقذف داخل السجن.
الناشري أوضحت في تصريخ سابق بأن تهمتهما الوحيدة العمل هي والحمادي كعارضتي أزياء.. لافتة أن المليشيات حاولت استغلالهن للعمل معها لإيقاع أعدائهم في أعمال لا أخلاقية.
عن "انتصار الحمادي" تواصل المليشيا اختطافها وسجنها، وقد أصدرت محكمة غرب أمانة العاصمة الخاضعة لها في نوفمبر 2021، حكمًا بالسجن لخمس سنوات بحق الحمادي، بتهم مزعومة تضمنت الدعارة وتعاطي المخدرات، وهي تهم تنكرها الفنانة الحمادي.
أسوأ مرحلة على "النساء"
عن ذلك قال الناشط الحقوقي " أحمد صالح" إن المرأة اليمنية تعيش في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أوضاعا صعبة، تعتبر هي المرحلة الأسوأ في تاريخ اليمن.. مؤكداً أن المليشيا ترتكب بحق النساء جرائم دخيلة على المجتمع اليمني، ورغم حرمتها ما يزال الجميع يقف صمتاً إزاءها، موضحاً أن هذه الجرائم تمثل مؤشر على انهيارا غير مسبوق في منظومة الأخلاق.
وعدّد في حديث لـ"العاصمة أونلاين" أساليب المليشيا التي تنتهجها على النساء وأول ذلك سياسة إقصاء المرأة من العمل العام أو أن تشارك في أعمال الدفاع عن الحقوق والحريات كما تقيد حريتها بشكل متعمد، باتخاذ عدد من الإجراءات والقرارات المخالفة للقانون والدستور اليمني.. داعيا كافة ناشطي حقوق الإنسان والصحفيين والإعلاميين للوقوف مع نساء وفتيات اليمن والدفاع عنهن في وجه الترهيب الحوثي.