الأخبار
- تقارير وتحليلات
"صنعاء عاصمة محتلة".. مسيرة حوثية بمظاهر إيرانية كاملة (صور)
العاصمة أونلاين - خاص
الأحد, 12 نوفمبر, 2017 - 10:28 مساءً
أثارت مسيرة "حسينية" أقامتها مليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء أمس السبت على الطريقة الشيعية في كربلاء وإيران استياء المواطنين وقوبلت بردود أفعال رافضة.
وأقامت المليشيات الحوثية المسيرة "الحسينية" التي رفعت خلالها الأعلام السوداء ولافتات طائفية، بمناسبة ماتسميه "أربعينية استشهاد الحسين" على شاكلة ما تفعله الطوائف الشيعية في إيران والعراق.
وأثارت المسيرة الحوثية التي يتقدمها رجل معمم (بمظهر المراجع الدينية الايرانية) يرتدي ملابس سوداء لم تعرف هويته، استنكار المواطنين بصنعاء ولاقت ردود أفعال متحفظة ورافضة للفعل والسلوك نحو إحلال الترويج الطائفية والترويج لها.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً للمسيرة الحوثية التي قالوا انها أبرزت حقيقة مفادها "ان صنعاء فعلا عاصمة محتلة من مليشيات طائفية إيرانية الفكر والمشروع" .
وتعتبر مليشيا الحوثي التي انطلقت من صعدة، ذراع إيران في اليمن سياسياً ومذهبياً، فهي تحمل شعاراً أطلقه الخامنئي (قائد الثورة الإيرانية) إبان ثورته ضد الشاه في سبعينات القرن الماضي، وترى في نفسها امتداداً مذهبيا للشيعة الإيرانية، وهي لا تخفي ذلك عن نفسها.
ومنذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام 2014م بتسهيل وتحالف خفي مع المخلوع صالح، كرست مليشيا الحوثي جهدها لإحكام سيطرتها على العاصمة صنعاء، وإخضاعها عسكرياً وسياسياً ومذهبياً لسلطتها، وعملت كل ما في وسعها على إزاحة أي عائق من شأنه إيقاف سيطرتها كليا على العاصمة.
ورغم أن مليشيا الحوثي وحليفها صالح، أعلنا في يوليو من العام الماضي عن إنشاء مجلس سياسي لإدارة المناطق الخاضعة لهم، وإنشاء ما أسموها بحكومة إنقاذ في نوفمبر من نفس العام بالمناصفة بين المؤتمر والحوثيين، إلا أن ذلك لم يمنع الحوثيين من مواصلة مشروعهم الإستحواذي على صنعاء.
ووفق مراقبين فقد عمدت مليشيا الحوثي، وبعد القضاء على خصمها الرئيسي المتمثل في حزب الإصلاح، إلى إبعاد صالح وحزبه من المشهد، بدءً من الإعلام الرسمي (المغتصب) من خلال إقصاء عناصره، وتعيين حوثيين بدلاً عنهم، ومنع نشر أية أخبار سواءً لصالح أو لحزبه.
وحتى مع توقيع اتفاق إنشاء المجلس السياسي الأعلى لهم، وتشكيل الحكومة المشتركة، ظلت أخبار المخلوع صالح مغيبة عن الإعلام الرسمي (المغتصب)، فيما كانت أخبار عبدالملك الحوثي تتصدر واجهات الأخبار في الصحف والإذاعات والقنوات التي تحتلها المليشيا.
ممارسات طائفية
وأقدمت مليشيا الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء على اختطاف الآلاف من المعارضين لها خصوصا من حزب التجمع اليمني للإصلاح، الخصم السياسي والمذهبي الأقوى أمامها، وفرضت إجراءات مشددة على مساجد العاصمة وعلى مراكز التعليم الخيرية (تحفيظ القرآن)، واختطفت المئات من خطباء المساجد والوعاظ والمرشدين.
ورصدت وزارة الأوقاف في الحكومة الشرعية إقدام مليشيا الحوثي على تفجير 300 مسجد محسوبة على المذهب السني، وقصفت 300 على الأقل وحولت العشرات منها إلى ثكنات عسكرية أو مقرات لمليشياتها أو أماكن للنوم.
وفي رمضان الماضي أقدمت مليشيا الحوثي على منع إقامة صلاة التراويح في العديد من جوامع العاصمة صنعاء، بذريعة أنها وهابية، وأوقفت مكبرات الصوت في الصلوات والمحاضرات الدينية، وفي المقابل استغلت المنشئات التعليمية لإقامة مراكز طائفية لنشر أفكارها الشيعية.
وفرضت المليشيا إجراءات على المؤسسات التعليمة الحكومية، وقامت بتغييرات واسعة بدأت من تعيين شقيق عبدالملك الحوثي وزيراً للتربية والتعليم، وانتقلت إلى مكاتب التربية في المحافظات، وإدارات المدارس، وإجراء تغييرات طائفية على المناهج الدراسية، لتصل هذا الشهر إلى الإعلان رسميا عن إجراء تغييرات شاملة للمناهج الدراسية بما يحقق نشر فكرها المذهبي.
ولم تتوقف محاولات مليشيا الحوثي الإيرانية في سرقة صنعاء على ما سبق، إذ يرى مراقبون أنها تعمل بشكل مكثف على إجراء تغيير ديموغرافي يضمن بقائها حتى بعد تحرير صنعاء، وذلك من خلال إقدامها على شراء وتوزيع قرابة 30 ألف كيلو متر مربع من أراضي صنعاء ومحيطها، وشراء العقارات بشكل غير مسبوق.
ويربط مراقبون هذه الإجراءات مع إجراءات مشابهة تمت في دمشق وبغداد التي بات النظام الإيراني يتحكم في أنظمتها، حيث قامت برفض قوانين تتيح لرجال الأعمال الإيرانيين شراء العقارات، والإستحواذ عليها، وتمنحهم تسهيلات وامتيازات لتسهيل الحصول على العقارات.