الأخبار
- تقارير وتحليلات
«اللوحات الإعلانية» لقتلى الحوثيين.. تزيد من تصدع صفوف الميليشيا «حصري»
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 25 يوليو, 2018 - 06:56 مساءً
نشبت خلافات داخل صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية على خلفية سياسة التمييز التي تنتهجها الجماعة مع قتلاها المنتمين لمحافظة صعدة، وتحرم أتباعها من مناطق أخرى.
ويتعامل الحوثيون مع قتلاهم بتمايز طبقي مقيت، حيث تنقسم المقابر إلى نوعين، الأولى مقابر من يسمونهم "القناديل"، من يعتبرونهم أبناء الأسر المرموقة، والثانية مقابر خاصة لمن يطلقون عليهم "الزنابيل"، وهم المقاتلون من عامة الشعب، وتبعاً لذلك تختلف القبور حسب التقسيم الطبقي السابق، من حيث الشكل والعناية وفخامة التصميم.
وقالت مصادر خاصة لـ"العاصمة أونلاين" إن خلافات داخل صفوف مليشيات الحوثي تطورت مؤخراً على خلفية التمييز المعلن باللوحات الإعلانية الدعائية لقتلى الجماعة من المنتمين لمحافظة صعدة، والتي نشرتها على امتداد الشوارع الرئيسية والفرعية بالعاصمة صنعاء، فيما امتنعت عن الإجراء نفسه لبقية قتلاها من مناطق أخرى ومن أبناء القبائل.
وأوضحت المصادر، إن تعامل الحوثيين مع قتلاها بتمايز طبقي أثار استياءً شديداً داخل صفوف الجماعة والموالين لها.
وأكدت المصادر لـ"العاصمة أونلاين"، سقوط أعدد كبيرة من القيادات الكبيرة التابعة لجماعة الحوثي لا ينتمون لصعدة، ومع ذلك تجاهلتهم الجماعة ولم تنشر صورهم في الشوارع العامة بينما القيادات التي تنتمي لصعدة تعلق صورهم في معظم الشوارع بالعاصمة.
وذكرت أن الإجراء العنصري للحوثيين، ولد استياء شديدا في صفوف الجماعة خصوصاً ممن قد قدموا قتلى ولم ينالوا أي اهتمام من جماعة الحوثي ولو بنشر صور قتلاهم أسوة بغيرهم.
ولفتت إلى أن أتباع المليشيات الحوثية ممن لا ينتمون الى صعدة ومنهم أبناء بعض القبائل، يتساءلون عن المعايير في اختيار الشخصيات لتعليق صورها في الشوارع العامة؛ ولماذا يتم تجاهل قيادات كبيرة سقطت في الحرب وهي تقاتل في صفوف الحوثيين.
مشيرين الى أن بعض القيادات لم يعلن عن مقتلها رسميا حتى اليوم وقد مضى على مصرعها شهور بينما أعلنت الجماعة عن مقتل صالح الصماد خلال أسبوع.
وفي ذات السياق، كان موقع "العاصمة أونلاين" قد كشف في تقريرٍ سابق، أن مليشيا الحوثي الانقلابية تهمل المئات من قتلاها ذوي الأصول القبلية وتترك جثثهم مرمية في الصحاري لعدة أيام وتخفي أخبار مقتلهم عن أهاليهم لفترات طويلة، فيما يحظى القتلى ممن تزعم أنهم ينتمون للسلالة "الهاشمية" بتشييعات مهيبة وعطاءات جزيلة لأسرهم.
المقدم في الجيش الوطني، عبدالله الخبزي أحد قيادات محور جبهة حرض بحجة يعبر عن استغرابه، متسائلاً: لماذا لا زال هناك مغرر بهم يقاتلون في صف ميليشيا الحوثي، ويقول: إذا قتل أحد المحسوبين على السلالة يضحون لأجله بعدة أفراد من أجل انتشال جثته، فيما الآخرون يُتركون مرميين في المواقع ولا يكلفون أنفسهم عناء انتشال جثته وأحيانا إسعافه".
وبحسب تقرير سابق لمركز العاصمة الإعلامي، فإن ميليشيا الحوثي استحدثت في العاصمة صنعاء 16 مقبرة جديدة تضم في جنباتها آلاف القتلى، منذ اجتياحها العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر 2014 وحتى نهاية العام الماضي، وتتوزع المقابر الـ 16 على 10 مديريات من مديرياتها.