الأخبار
- تقارير وتحليلات
أطنان من المواد الإغاثية في مطار صنعاء.. ولا مواد توزع للسكان
العاصمة أونلاين - خاص
الخميس, 26 يوليو, 2018 - 05:39 مساءً
تتوالى الطائرات الأممية والدولية إلى مطار صنعاء محملة بأطنان من المواد الغذائية الإغاثية بحسب مصادر من منظمات إنسانية عاملة في مجال الإغاثية باليمن، ليتم توزيعها على المواطنين كمساعدات إغاثية عاجل في ظل الظروف الصعبة التي يعانيها الكثيرون بسبب الحرب منذ ثلاث سنوات.
رغم ذلك يشتكي المواطنون في العاصمة صنعاء من عدم تلقيهم لأي مساعدات إنسانية مع توالي الأخبار عن وصول المساعدات، وأكد السكان بأن تلك المواد تعرض بشكل متزايد في المحالات التجارية وتحمل شعارات المنظمات الدولية الإنسانية المعنية بتلبية الإغاثات، وتباع بأسعار باهظة مثلها مثل تلك السلع المستوردة من الخارج.
التاجر (م.خ) تاجر جملة في حي شعوب يؤكد بقوله : نشتري كميات كبيرة من المواد الغذائية من مشرفين يتبعون جماعة الحوثي حيث نحصل على كميات كبيرة بتكلفة أقل ومن ثم نقوم ببيعها بالسوق بجانب المواد المستوردة، وفي كثير من الأوقات يمر علينا مجموعة من ما يسمون أنفسهم "انصار الله " يعرضون علينا شراء مواد غذائية تحمل شعار المنظمات الإغاثية ولكن بأسعار أقل مما نستورده من الخارج.
أحد عقال الحارات بالعاصمة صنعاء (هـ .ن) والذي فضل عدم الكشف عن هويته خشية استهدافه ل" العاصمة أونلاين "، كنا في السابق نوزع بعض المعونات الإغاثية من وقت لآخر للسكان بعد تسجيل أسمائهم في كشوفات ومن ثم إعطائهم كروت الاستلام ويتم ذلك في مباني المدارس الحكومية، إلا أننا في الآونة الأخيرة لم نعد نُسلم أي مواد إغاثية رغم توالي الأخبار عن وصول مساعدات إلى صنعاء.
وأضاف أنه وبرغم من زيادة عدد المحتاجين مع إنقطاع الرواتب لاكثر من عام ونصف العام، وتزايد عدد النازحين من مناطق الحرب إلا أن المشرفين الحوثيين لم يقوموا بإبلاغنا عن توزيع أي مواد إغاثية للسكان، نحن نواجه الكثير من الحرج أمام المواطنين كوننا عاجزين عن تقديم شيء، الأمر كله بيد جماعة الحوثي.
وتكتظ العاصمة صنعاء بأعداد مهولة من النازحين من مناطق مختلفة لا يحصلون على مساعدات إغاثية ويعانون ظروف صعبة بحسب تقارير حقوقية، والتي طالبت الجهات الإغاثية الدولية إلى اتباع آلية توزيع عادلة تضمن من خلالها وصول المساعدات الإغاثية إلى المواطنين المستحقين لها عبر فريق يتبع تلك المنظمات والجهات الدولية تفادياً لضياع المواد أو وقوعها في أيدي جماعة الحوثي ومن ثم بيعها في السوق السوداء.
وبحسب مصادر حقوقية فإن جماعة الحوثي تقوم بأنشاء منظمات إنسانية تابعة لها في مناطق سيطرتها، تعمل على الضغط من أجل أن تصبح تلك المنظمات شريكاً محلياً للمنظمات الدولية الإغاثية، وهو الأمر الذي يمكنها من الاستيلاء على حصص ضخمة من المساعدات دون أن تقوم بتوزيعها على المستحقين.
وفي كثير من نقاط التفتيش الواقعة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي المسلحة تقوم الجماعة بعملية بمصادر الشاحنات الإغاثية الدولية إلى أماكن مجهول رغم حصولها على الوثائق الرسمية والبيانات التي تثبت مصدر الشحنة ما يعيق وصولها الى المحتاجين.
ودعت الحكومة اليمنية الشرعية في أكثر من تصريح بنقل المراكز الرئيسية لعملها من صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن، كما طالب وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة" عبد الرقيب فتح"، الأمم المتحدة بالضغط على جماعة الحوثي للسماح بمرور المساعدات الإنسانية للسكان في مختلف المحافظات تفادياً لحدوث موجة مجاعة .
كما دعا المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن الى اعتماد مبدأ اللامركزية في توزيع المعونات لتشمل كل المناطق المتضررة من الحرب والتي يعاني سكانها من حاجة ماسة وضرورية للمساعدات الإنسانية، بدلاً من اعتماد مناطق سيطرة جماعة الحوثي مقراً مركزياً للتوزيع والتي بدورها تستغل ذلك في السيطرة على المعونات واحتكارها على اتباعها او بيعها في السوق السوداء.