الأخبار
- تقارير وتحليلات
بالوثائق.. أكاديمي يكشف تعسفات الحوثيين بحق كوادر جامعة صنعاء
العاصمة أونلاين - خاص
السبت, 11 أغسطس, 2018 - 11:11 مساءً
تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية انتهاكاتها وجرائمها بحق التعليم في جامعة صنعاء وبحق كوادر الجامعة وموظفيها وصلت حد الفصل من الوظيفة والحرمان من المستحقات في حين تقوم بتوظيف أتباعها ممن لا يمتلكون مؤهلات.
أستاذ النظريات الاجتماعية في كلية الآداب قسم علم اجتماع بجامعة صنعاء جميل حفظ الله بنيان، كشف في بيان له بصفحته على الفيس بوك" جانبًا مما تعرض له من معاناة وعبث من قبل أذرع مليشيات الحوثي الانقلابية التي تسير شؤون جامعة صنعاء.
وقال الأستاذ "بنيان" في بيانه الذي عنونه بـ" إن كان الأمير ضرير ضاع العقل والضمير"، قال إن "معاناة الأكاديمي هذه الأيام, فوق شدة قسوتها, وعدم تحملها, أمر لا منطقي ولا إنساني. وتفسيره أنه نتيجة أن أميرنا ضريرنا, تعمده ودرسه بعناية. يؤكد هذا طبيعة شروط وتعامل لجنة الخدمة المدنية مع أعضاء هيئة تدريس جامعة صنعاء".
وأرفق الأستاذ "جميل" بيانه الذي رصده "العاصمة أونلاين" بوثيقة اعتبرها خير دليل لشرح معاناته، كما أورد في البيان عدد من النقاط توضح رحلة المعاناة التي عاشها لسنوات في ظل سيطرة المليشيات لحوثية على صنعاء والمؤسسات الحكومية بما فيها الجامعة.
رحلة المعاناة
وقال بنيان إن "رحلة التعنت بدأت مع الاعلان عن تسليم نصف راتب بعد انقطاع عامين, ولعدم رحمة وخجل من بيدهم الأمر( أي المسؤولين الموالين لجماعة الحوثي), بدل تقدير ما نعانيه وجبر خاطرنا, وجدناهم يطرحوا عدة شروط منها البصمة التي كنا أيام أخذها موفدين للدراسة خارج الوطن, وبعد حصولنا على الدرجة العلمية عاملنا التسوية ولم تأخذها منا الخدمة المدنية رغم أننا بقينا نعامل فيها شهور. ونزلوا اسمي من كشف الراتب بحجة عدم البصمة".
وأضاف بقوله "عاملونا بشكل فردي وكأننا لا ننتمي لمؤسسة, وكمقصرين رغم عدم ابلاغنا أن نبصم, وقد توقف العمل بها منذ زمن, وليس علينا مسئولية قانونية. ذهبت على خلفية لن تجد من يسمعك ولا من ينصفك, وبَصمت في صمت, وما أدراك ما البصمة ورحلتها شديدة العناء, وقضيت رمضان في أروقة ودهاليز الخدمة المدنية. مرة يطلبوا مذكرة من الكلية وأخرى الجامعة وثالثة توضيح الختم ورابعة تعديل مكانه, وبعدها ضرورة احضار البطاقة الشخصية بالرقم القومي, رغم وجود جواز السفر. ما يعني التعذر والبحث عن سبب لاستبعاد البعض, وإلا ما علاقة البصمة بالبطاقة".
فساد وتزوير
وتابع الأستاذ بنيان بقوله "ولأن القضية (حمارُ وليس عذرُ) انتهينا من البصمة لنجد العقبة الثانية وهي: "استمارة بيان حالة أعضاء هيئة التدريس", يوحي العنوان أننا مزورين أو أشباح أو موظفين جدد, لا أننا قبل وجودهم نعمل في مؤسسة البلد العلمية الأولى, وأرفعها مكانة بعين المجتمع, أساتذة جامعيين, ونحمل بتفوق أعلى درجة علمية. ولانشغالنا بالبصمة في الخدمة المدنية, لم نعرف بقية شروط استلام التريليون جنيه استرليني, فتأخرت استمارة دخول الجنة, وعندما عرفنا عاملناها وسلمناها".
ورغم هذا يقول بنيان "كالعادة نواجه عقبة جديدة وهي تسليم النتائج, التي يعلموا أن تأخيرها ليس تقصير منا ولا مزاج, بل يرجع لما نعانيه من أوضاع مادية ونفسية من جهة, والجهة الأهم وتخص قسم علم الاجتماع, يرجع تأخير بعض النتائج إلى فساد وعبث أكاديمي وصل حد تزوير نتائج ومحاضر القسم. وهذا أكيد ليس من مهام لجنة حصر ومعالجة الاختلالات إن لم يسير في نفس طريقها. سلمنا النتائج بدافع الحاجة وضغط قسوة الوضع, وحصلنا على مذكرة من الكلية وبعدها ادارة الجامعة تؤكد ذلك".
امتهان الأساتذة
وفي خضم هذه المعاناة التي شبهها الأستاذ جميل بنيان بـ"لعبة الصناديق الصينية", يقول "دخلنا عقبة طلبات لجنة الحصر والمعالجة, المبينة برقم 1 في الصورة, وهي دليل دامغ أن من طلبها لا يعرف عن العمل الأكاديمي شيء, وهدفه الحقيقي هو امتهان الأساتذة وتطفيشهم, لشيء في نفس يعقوب وضمير أولاده, أو أنه لا يملك عقل. فتسليم نتيجة يعني أن من سلمها كان يُدرِّس, وله جدول, وإن كان واضع المطالب يعتقد أنها نتيجة فحص بول أو براز, من أحد المختبرات غير الموثوق بها, وهي كثيرة عندنا. أنا أقول له يطمئن هي نتيجة مواد من الفصلين الأول والثاني, وسند الاستلام دليل ذلك".
وأورد بنيان في بيانه رد نائب رئيس الجامعة الذ جاء فيه "أن طلباتهم لا مبرر لها, فالقضية تخص النتائج وقد تم تسليمها, كما هو مبين برقم2. إلا أن عباقرة اللجنة الحريصين على البلاد والمواطن (للتهكم), لم يروق لهم ذلك, وطالبوا بما يضمن تحقيق الهدف الحقيقي وغير المعلن".
واختتم بنيان بيانه بالقول "أكتفي بهذا العرض هنا, والقادم يكون وجهة نظري في دلالة وخلفية طلبهم وتعاملهم, وتناقض خطابهم وتعارضه مع الواقع, وشرعية وقانونية وجودهم كلجنة, وأهدافهم الحقيقية. وموقفي".
الجدير بالذكر أن مليشيات الحوثي الانقلابية قد أعلنت إيقاف (25000) موظف في القطاع المدني من وظائفهم وكان نصيب جامعة صنعاء الأكبر من هذه الإقصاءات التعسفية وغير القانونية حيث أقدمت على اقصاء 1300 أكاديمي وإداري في الجامعة من أعمالهم.
ولاقت هذه التعسفات الحوثية استياء واسع في أوساط موظفي الجامعة ومنهم أستاذ النظريات الاجتماعية في جامعة صنعاء الدكتور جميل بنيان، الذي انتقد- في وقت سابق- التصرفات المليشياوية ووصفها بالقبيحة ولا تمثل ثقافة المجتمع اليمني ومبادئه الأصيلة والتي تقوض العملية التعليمية وتحاول أن تدنس كرامة الأكاديمي ليترك ما تبقى من راتبه المهدور من فتات العيش ليتسول في أزقة الأسواق.