الأخبار
- تقارير وتحليلات
أزمة مياه "خانقة" في صنعاء والسكان يحمّلون مليشيا الحوثي المسؤولية
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 29 أغسطس, 2018 - 10:40 مساءً
تشهد العاصمة صنعاء منذ خمس سنوات أسوأ أزمة في المياه، والتي ألقت بظلالها على حياة المواطنين وتسببت في معاناتهم إضافة إلى معاناتهم الكبيرة جراء الأزمات الأخرى في الغاز المنزلي والمشتقات النفطية والارتفاع المهول في أسعار المواد الغذائية، في حين تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية افتعال الأزمات والتفنن في تعذيب المواطنين والتنكيل بهم.
وقالت مصادر محلية لـ"العاصمة أونلاين" إن مليشيا الحوثي الانقلابية قطعت المياه عن سكان العاصمة ولجأ السكان خلالها ولا زالوا إلى استخدام المياه الملوثة في حياتهم اليومية وكذا المياه في خزانات السبيل، وجراء هذه الأراضي قاحلة على خلاف ما كانت في السابق، كما اضطر تجار المواشي ورعاتها إلى بيعها خوفًا على موتها من العطش.
وشكى عدد من السكان لـ"العاصمة أونلاين" مآسيهم التي يتجرعونها جراء أزمة المياه التي تسببت فيها مليشيات الحوثي الانقلابية في إطار مساعيها لجعل المناطق الخاضعة لسيطرتها ترزح تحت الجوع والعطش وعرضة للأمراض المختلفة ليتسنى لها التحكم بالمواطنين واقتيادهم إلى القتال في صفوفها بكل سهولة ويسر.
يؤكد أحد المواطنين لـ"العاصمة أونلاين" أن مليشيات الحوثي حرمتهم من المياه النقية التي كانت تأتيهم عبر مؤسسة المياه الحكومية، واضطرتهم لاستخدام مياه السبيل وخزانات فاعلي الخير والتي غالبا ما تكون ملوثة إن وجدت.
وأضاف بأن شراء خزان صغير من المياه تصل كلفته لأكثر من سبعة آلاف ريال، وأصبح السكان عاجزون عن توفيره بشكل أسبوعي خصوصاً في ظل انعدام الأعمال وامتناع مليشيات الحوثي الانقلابية عن صرف مرتبات الموظفين لأكثر من ثلاث سنوات.
كما اشتكى أحد المزارعين من ارتفاع مهول في أسعار الديزل والتي أثقلت كاهلهم منذ خمس سنوات على التوالي، إضافة إلى جفاف غالبية الآبار الجوفية وصعوبة الحصول على المياه لري محاصيلهم الزراعية.
وذكر أن عدد قليل من آبار المياه لا زالت تعمل ويحتاج تشغيلها إلى كمية كبيرة من الديزل، وهنا التحدي الصعب حيث قامت مليشيات الحوثي باحتكاره ورفع سعره إلى خمسة أضعاف، الأمر الذي أدى إلى جفاف أراضيهم.
وعبر المزارع الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"العاصمة أونلاين"، عن حزنه لنضوب البئر الخاص بمزرعته، ما أدى إلى تصحرها والتي كانت مصدر رزقه وأطفاله وكانت تنتج الخضار ويتم تصديرها للسوق بشكل يومي.. لافتاً إلى أن الكثير من الآبار المجاورة لمزرعته بمحيط العاصمة صنعاء يعاني ملاكها من عدم قدرتهم على شراء مادة الديزل.
وفي السياق ذاته، اضطر الكثير من التجار والرعاة لبيع أغنامهم ومواشيهم بسبب جفاف المراعي وشحة المياه وارتفاع أسعار الأعلاف وجميعها نتيجة ارتفاع أسعار الديزل..
وقال أحد تجار المواشي لـ"العاصمة أونلاين" إنه باع جميع غنمه خوفاً عليهن من الموت جوعًا بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والمياه وقلة النشاط التجاري في هذا المجال لارتفاع أيعارها والفاقة التي يعاني منها السكان، لافتً إلى إنه اضطر لبيعها بالرغم من إنها المتاجرة فيها مصدر دخله الوحيد لنحو 30 سنة، حيث كان يعمل في رعيها والاتجار فيها.
وأضاف بقوله "أصبحت بلا دخل وبلا عمل وفقدت مصدر الدخل الوحيد الذي كان يسد حاجيات أسرتي اليومية"، محملاً مليشيات الحوثي الانقلابية المسؤولية الكاملة عن ما تشهده العاصمة صنعاء وضواحيها من أزمة مياه وأزمات أخرى متصلة بحياة السكان اليومية.
وخلال أربع سنوات تسببت مليشيا الحوثي الانقلابية في أزمات متفرقة ومتلاحقة وجميعها متصلة بحياة المواطنين ومنها أزمات المشتقات النفطية والغاز المنزلي والمياه، والكهرباء، ويتهمها سكان العاصمة صنعاء بحرمانهم من المواد الإغاثية المجانية التي تقدمها المنظمات الإنسانية الدولية.