×
آخر الأخبار
غرفة تجارة صنعاء الخاضعة للحوثيين تُلزم التجار بسدد رسوم على كل سلعة لصندوق المعلم  مصادر: مسلحون مجهولون يغتالون أحد مشائخ "إب" في صنعاء مأرب.. جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة تعذيباً وحرقاً.. مقتل شاب على يد عصابة مسلحة في "مذبح" بصنعاء الناشط الحوثي "الأمحلي" يكشف عن تعرضه للتعذيب في سجون جماعته بصنعاء  وفاة واصابة 23 شخص بحوادث مرورية خلال يوم واحد  مجلس القيادة يناقش إجراءات معالجة العملة الوطنية 8 سنوات من الحصار.. أهالي جمعية الفرقة السكنية في صنعاء يشكون ظلم وفساد الحوثيين  الوحدة التنفيذية في مأرب: تصريحات الوكيل "محمود صالح" عارية عن الصحة ومغايرة للواقع الميداني الخارجية الأمريكية تناقش مع "مسقط" قضية موظفي سفارتها في صنعاء المحتجزين لدى الحوثيين 

الحوثيون والغدير.. مناسبة دينية أم رسالة سياسية؟

العاصمة أونلاين - خاص


الخميس, 30 أغسطس, 2018 - 08:21 صباحاً

أحد اللافتات الحوثية في صنعاء

بعد نصف قرن من ثورة الــ 26 من سبتمبر، هاهم أحفاد الكهنوت الإمامي الجديد يعودون من جديد، ولكن هذه المرة برداء الجمهورية التي انقلبوا عليها، لكنهم سرعان ما ينفضحون.

فقد احتفلت مليشيا الحوثي، أمس الأربعاء، بعيد ما يسمى بـ"يوم الغدير" في المحافظات الخاضعة لسيطرتها كـ"عمران وحجه واب وريمة وصنعاء والمحويت".

وألزمت جماعة الحوثي وكلاء أمانة العاصمة ومديري مديرياتها وموظفي المديريات، ومديري وأعضاء المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية والمشايخ وعقال الحارات على التحشيد وحضور فعالية طائفية تحت مسمى ذكرى عيد الغدير، الذي أسمته “عيد الولاية”.

من جانبه ألزم حمود عباد المعين أمينا للعاصمة من قبل الحوثيين وكلاء الأمانة، ومدراء مديرياتها وموظفي المديريات ومدراء وأعضاء المكاتب التنفيذية والمجالس المحلية والمشايخ وعقال الحارات على الترتيب والتحشيد لهذه الفعالية الطائفية.

واستخدمت مليشيا الحوثي، مكبرات الصوت في المساجد وكذا السيارات لمحاولة حشد المواطنين لهذه الفعالية الطائفية، ولم تلقَ أي تفاعل من قبلهم، الأمر الذي دعاها لإلزام الموظفين لحضور هذه الفعالية الطائفية التي تكشف عن مشروع الحوثي الحقيقي، والذي يتنافى تماما مع قيم الجمهورية، والحرية والديمقراطية والمساواة.  

جرف الهوية الوطنية

ودعت مليشيا الحوثي، إلى تكثيف هذه الفعاليات الطائفية لمناسبة ما تسميه بـ "عيد الولاية"، وهو اليوم الذي تزعم أن الرسول الكريم حصر فيه أمر الولاية والحكم في الإمام علي بن أبي طالب وذريته من بعده، حيث تدعى مليشيا الحوثي أنها من سلالته، وأنها أحق بحكم اليمن، كونه أمر إلهي لا جدال فيه، على حد زعمهم.

وبحسب مراقبون، تسعى الجماعة من خلال هذه الفعاليات إلى استقطاب مزيد من المجندين وتعبئتهم طائفياً للزج بهم في جبهات القتال من أجل إطالة أمد الحرب وتثبيت وجودها الانقلابي الخارج عن إرادة اليمنيين.

وتخصص الجماعة أموالاً ضخمة لإحياء مناسباتها الطائفية المتعددة على مدار السنة، بما في ذلك إقامة الفعاليات والمهرجانات والندوات، وطبع الملصقات والشعارات المستمدة من "الملازم الخمينية" وتعليق الصور الضخمة لزعيمها وقتلى الجماعة. 

ويرفض المجتمع اليمني سلوك الجماعة الطائفي، إلا أن ميليشياتها تفرض إقامة مثل هذه الفعاليات التي تشمل المدارس والمساجد والجامعات بالقوة، فضلاً عن إجبارها التجار ورجال الأعمال على المساهمة المالية في تمويل هذه الاحتفالات الطائفية. 

وشدّدت المليشيا الحوثية على أتباعها المحليين في صنعاء وعمران وإب وذمار، وعلى أعضاء حكومتها غير المعترف بها، من أجل الإعداد للاحتفال بيوم الولاية في سياق سعيها لإضفاء الصبغة الطائفية على المجتمع وتجريف هويته الوطنية.

فضيحة أكاديمية

أظهرت اللقطات الفاضحة التي وثقتها عدسات الكاميرا، لمشهد الولاية الهاشمية، في جامعة إب، لتؤكد أن هذه الطغمة السلالية، ترى اليمن واليمنيين أحد أملاكها، وأن لها حق إلهي بحكم اليمنيين، في صورة تستوجب الإنتفاضة والحرب، ضد هذا الكهنوت السلالي الحوثي، مهما كانت الخسائر.

فالمناطق التي تحت سيطرة الحوثي، ومنها العاصمة صنعاء، تظهر بشعارات طائفية ملأت شوارعها بأحاديث الولاية، كما لو أن الصحابي الجليل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه سيُبعث من قبره، في صورة تحيي الطبقية، وتفرز سكان اليمن بين أسياد هاشميين، وعبيد يمنيين.

هذه هي النظرة الجليّة والحقيقية، إذ يتوارى الحوثيون خلف هذا الحدث التاريخي، ليقدموا أنفسهم من خلاله باعتبارهم أولاد الرسول، وأحفاد علي ابن ابي طالب، والنطفة الطاهرة، وما دونهم مجرد إضافات سخرها الله لخدمتهم، ومطايا للحكم وأدوات للتمكين.

وبحسب مراقبين، فإن هذه الممارسات الإنتهازية لحدث تاريخي ليس له علاقة بحرية التمذهب، بل هي ثقافة عدائية تريد أن تقنع المجتمع بالثقافة الإبليسية "أنا خير منه"، لتكون النتيجة "نحن أحق بالملك منكم".

وعلى هذا النحو يخوض اليمنيون بكل أطيافهم معركة مصيرية لن يتحقق لها النجاح إلا بتجريم الولاية بكافة تمظهراتها، فبتجريمها سيكون تحرير اليمن من الكهنوت العنصري.
 



لمتابعة الموقع على التيلجرام @Alasimahonline


تعليقات 

اقرأ ايضاً 

كاريكاتير