الأخبار
- تقارير وتحليلات
عبر دعمها للحوثيين.. إيران ودورها في إفشال مشاورات جنيف (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الإثنين, 10 سبتمبر, 2018 - 08:08 صباحاً
للمرة الخامسة، تفشل مليشيا الحوثي، مشاورات السلام، وهذه المرة في جنيف 3، حيث رفضت الحضور بعد أن وضعت العديد من الاشتراطات، رغم قبول الأمم المتحدة كل شروطهم للحضور.
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيت، أعلن أمس الأول السبت فشل هذه المشاورات بعد رفض الحوثيين الحضور إلى جنيف، متسببة في خيبة أمله بالوفاء بالتزامها بالحضور في موعد المشاورات. موضحا أنه سيتوجه إلى مسقط، ومن ثم إلى العاصمة صنعاء، للتباحث مع المليشيا الحوثية.
التعنت والتلكؤ والاشتراطات الحوثية لأية مشاورات، والمزيد من المراوغات السياسية والخداع، لا تنبئ إلا بعدم رغبتها بالسلام، وإفشال كل خطواته قبل أن تبدأ، كما اتضح اليوم من مشاورات جنيف التي أفشلوها قبل أن تبدأ.
ويأتي مؤتمر جنيف 3، بعد عقد أربعة مؤتمرات سابقة، هي جنيف 1، وجنيف 2، والكويت 1، والكويت 2، ومن خلال كل تلك الجولات من المفاوضات، عملت مليشيا الحوثي على إفشال كل مبادرات السلام ومشاوراته، على مدى أربعة أعوام، حيث عرفت هذه المليشيات بنقضها للإتفاقات والمواثيق، واختراق الهدن العسكرية المعلنة لأكثر من 20 خرقا.
حيث دعا وزير الخارجية، خالد اليماني، الأمم المتحدة؛ لأن تكون أكثر جدية، في الضغط على الحوثيين، وإخضاعهم وردعهم للقرارات الدولية، وكل قرارات الإجماع الوطني.
وبحسب مراقبين، فإن الحوثيين عبارة عن مليشيا لا تمتلك قرارها، إذ أن ثمة مليشيا أخرى تتلاعب بها، وهي مليشيا حزب الله، والتي هي الأخرى كانت تنتظر التوجيهات الإيرانية، في قرار المشاركة في هذه المشاورات من عدمها، فهي تحظى بتذليل مجتمعي، وتعاون أممي، من بوابة المبعوث الأممي، مارتن غريفيت، الذي وفّر لها غطاء سياسيا، والذي كشف عنه خالد اليماني، في بيانه أمس الأول السبت في العاصمة السويسرية جنيف.
جرحى ايرانيون
وكانت مليشيا الحوثي، قد تخلفت عن حضور جنيف؛ بسبب اشتراطها طائرة عمانية، لكي تحمل عدد من الجرحى، حيث اشترطت أن تكون الطائرة كبيرة، وغير محددة بعدد معين من الركاب. وهم الجرحى الإيرانيون الذين لقوا مصرعهم في المواجهات مع الجيش الوطني، حيث بات لمليشيا حزب الله دور بارز في دعم الحوثيين، وهو ما أكد عليه حسن نصر الله في خطاب له الشهر الماضي، حيث أكد أن عناصر مليشياته تتواجد في اليمن لدعم الحوثيين.
وكان مصدر خاص قد كشف في وقت سابق، أن وفد مليشيات الحوثي المشارك في مفاوضات جنيف3 كان على وشك المغادرة عبر مطار صنعاء صباح يوم الأربعاء، قبل أن يتم إلغاء الرحلة بسبب اصطحاب مليشيات الحوثي لنحو 100 من جرحاها بينهم قيادات بارزة في الجماعة.
وقال المصدر في حديثه لـ"العاصمة أونلاين" "في مطار صنعاء يوم الأربعاء، وفي تمام الساعة السادسة صباحا كان موعد إقلاع الطائرة التي تقل المفاوضين في جنيف وعند وقت صعود المتفاوضين كانت المفاجئة ان الركاب كانوا جرحى من الحوثيين بينهم القيادي البارز المدعو "ابو علي الحاكم"، فتم إلغاء الرحلة وطرد كل الموظفين من المطار".
وأضاف بأن مليشيات الحوثي تشترط تخصيص طائره لنقل الجرحى (غير معرف عددهم وهوياتهم) إلى سلطنة عمان، متهمين في الوقت ذاته التحالف برفض مغادرتهم لصنعاء برفقة الجرحى، وهو الأمر الذي لم يكن معرفًا من قبل.
وحصل "العاصمة أونلاين" على وثيقة تظهر التصريح الخاص بإقلاع وهبوط الطائرة المخصصة لنقل وفد المليشيات الحوثية المفاوض، وهو ما ينفي ادعاء المليشيات بعدم السماح من قبل التحالف العربي لمغادرتها.
وجراء تأخر وفد الحوثيين في الوصول إلى جنيف وفقا للجدول الزمني الذي حدده المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أعلن الأخير أن المفاوضات التي كان من المقرر أن تنطلق غدا الخميس أجلت بشكل مؤقت.
وفي وقت سابق وصل الوفد الحكومي إلى جنيف للمشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث.
وقال عضو الوفد الحكومي المفاوض الدكتور عبد الله العليمي : إن "الحكومة اليمنية تلتزم في كل محطة مِن محطات البحث عن السلام بالإيجابية والجدية والالتزام بالمواعيد المحددة سعيا منها لما يخدم أبناء الشعب اليمني ويعزز فرص السلام".
وأضاف في سلسلة تغريدات على "تويتر": "الوفد الحكومي يضع معاناة اليمنيين في قائمة أولوياته باعتبارها المقدمة الضرورية والمؤشر الجدي في مسار المشاورات، وكذلك احترام إرادتهم وحفظ حقوقهم واستعادة دولتهم.. الإجراءات الإنسانية لبناء الثقة محور ارتكاز هذه الجولة من المشاورات".
قرار إيراني بامتياز
وفي هذا الصدد، عبر الباحث في العلاقات الدولية، عبد اللطيف حيدر، أن جماعة الحوثي غير جادة في السلام؛ كونها لا تؤمن بالسلام مطلقا، وكذا غير مستعدة في التفاوض في إيقاف الحرب، وكل ذلك يأتي خدمة للأهداف الإيرانية، التي تعارض أي مساع سلمية.
وقال الباحث عبد اللطيف حيدر، "أولاً من الواضح أن جماعة الحوثي غير جادة في الانخراط في مشاورات تفضي للتفاهم في إيجاد مخرج للحرب، أو الولوج في عملية سلام، فمن ناحية أن الجماعة لا تؤمن بالسلام، وغير مستعدة للتفاوض حول مصيرها، وغير مقتنعة بإيجاد السلام، وإيقاف الحرب".
وأضاف في حديث خاص لــ"العاصمة أونلاين"، "أن الحوثيين كجماعة، فهي بالنسبة لها ترى أن لا مستقبل لها إلا بالحرب، وان مصيرها مرهون بقوتها المفروضة على الأرض. فهي لا تعاني وليست مستعجلة على إنهاء المعركة كما هو الحال مع الحكومة الشرعية والشعب اليمني ككل".
وأضاف: "ومن ناحية أخرى، فمن المعروف أن القرار ليس حوثياً بامتياز، خصوصاً في جولة مفاوضات بإشراف أممي قد يلزم الجماعة التقيد ببعض المخرجات التي ربما تضطر للتعاطي بإيجابية معها وان كانت محدودة جداً، وبالتالي فإن الدور الإيراني بلا شك يعارض أي سعي للتفاهم السياسي بل ويساهم في تعنت الحوثيين واستهتارهم بجهود السلام التي تسعى الأمم المتحدة، وهي غير جادة بالطبع فيها، تسعى إلى بحث جهود السلام وإيجاد مخرج سياسي يعمل حد للصراع الدائر والذي يترافق معه أوضاع إنسانية كارثية".
تصعيد إيراني
وأشار إلى تصعيد الموقف الإيراني في اليمن عقب الموقف الأمريكي الأخير تجاهها. وقال: "يزيد من تصعيد الموقف الإيراني برأيي الموقف الأمريكي الأخير بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع ايران، وفرض العقوبات الاقتصادية ما يجعل إيران تحرك كل جبهاتها الخارجية وتعززها لتشكل ضغط على مختلف القوى الإقليمية ولتكون كما يقول المسئولون الإيرانيون رأس حربة في أي صراع محتمل مع أمريكا أو بعض القوى في المنطقة".
وأكد الباحث عبد اللطيف حيدر، "أن المشروع الإيراني واضح ومحدد في دعم المليشيات التابعة لتركيع الموقف الدولي والإقليمي، خصوصاً جماعة الحوثي وسيطرتها على الحديدة، وقدرتها على تهديد الملاحة الدولية في طريق التجارة الدولية في البحر الأحمر، يمثل نقطة مهمة جداً بالنسبة للسياسية الإيرانية، وبالتالي لا يمكن التفريط بها خصوصاً في المرحلة الحالية الحرجة التي تعيشها السياسية الخارجية الإيرانية بالذات مع أمريك". حسب تعبيره.
التقارير الأممية
وبحسب سياسيين، فإن تقارير المنظمات الدولية، وخاصة التقرير الأممي الأخير، انعكس بشكل سلبي على القضية اليمنية، في حين أعطى دفعة قوية لهذه المليشيا، في أن تواصل تعنتها وعرقلتها لهذه المشاورات، حيث كان التقرير ضوء أخضر لهذه المليشيات في المُضي قدما في التلاعب بأمر هذه المشاورات.
ولن يرضخ هذه المليشيات إلا اشتداد الجبهات، وتحرير الحديدة عسكريا، فبعد التعاون من قبل الشرعية، ووصول وفدها في الموعد المحدد، ينظر اليمنيون بإهتمام بالغ، إلى ردة فعل المجتمع الدولي، على إفشال المليشيا الإنقلابية لجنيف 3، وما هي الإجراءات المتخذة بحقهم؟ وهل ستُخيب أمالهم هذه المرة كما خيبتها من قبل؟