الأخبار
- تقارير وتحليلات
صنعاء: احتفال باذخ للميليشيا بذكرى الانقلاب وسط تجاهل معاناة اليمنيين
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 21 سبتمبر, 2018 - 10:52 مساءً
تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية انتهاكاتها الجسيمة بحق المجتمع في مناطق سيطرتها ومنها إجبارهم على تمويل وحضور فعاليات طائفية تقيمها ببين الحين والآخر منذ أربع سنوات، وتسعى من خلالها لتطييف المجتمع وجعله معسكراً خلفياً لدعم معاركها الخبيثة ضد اليمن أرضاً وانساناً.
وشهدت العاصمة صنعاء، اليوم، فعاليات ومحاضرات تحاكي الفعاليات التي يقيمها غلاة الشيعة في "كربلاء"، وتهدف من خلالها مليشيات الحوثي الانقلابية الترويج للنهج الشيعي في اليمن وتفخيخ عقول اليمنيين بالأفكار العنصرية والطائفية، ومن ثم تجنيدهم في صفوفها لتفكيك المجتمع وتدمير الدولة ومقدراتها خدمة لأطماع إيران التوسعية، بحسب مراقبون.
احتفال بذكرى النكبة
وتحتفل جماعة الحوثي هذه الأيام بالذكرى الرابعة لاجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ ايلول 2014م، ونهب وتدمير الدولة ومؤسساتها وتجويع اليمنيين من خلال نهب ثروات الدولة وامتناعها عن صرف مرتبات الموظفين لنحو ثلاث سنوات.
وطيلة السنوات الأربع الماضية، أقامت المليشيات الحوثية فعاليات تحت مسميات وعناوين مختلفة (دينية- ثقافية- سياسية)، وفيها حرصت على نشر وترويج أفكار غريبة ودخيلة على المجتمع اليمني، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
لون طائفي
وأفادت مصادر مطلعة لـ"العاصمة أونلاين" أن ميليشيات الحوثي أقامت فعاليات احتفالية بذكرى انقلابها على الشرعية الدستورية، ولكن هذه المرة بلون طائفي خالص، أجبرت فيها المواطنين والتجار ورجال المال والأعمال على تمويل الفعاليات والمشاركة فيها.
وبحسب المصادر فإن قاعة الرحاب بشارع الميثاق بأمانة العاصمة، شهدت إقامة سلسلة فعالية تتحدث عن "كربلاء" وأحداثها حضرت فيها الطقوس الشيعية في يوم "عاشوراء بكل وضوح، وخلال هذه الفعاليات خلعت جماعة الحوثي كل أقنعتها وظهرت فيها أهدافها بكل جلاء.
صدمة مجتمعية
ولفتت المصادر إلى أن سكان العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين شعروا بالصدمة، خصوصاً، بعد إصرار الجماعة الحوثية على إقامة فعاليات بملايين الريالات في الذكرى الرابعة لإدخالها البلاد في الحرب، وتسببها في شقاء اليمنيين وجوعهم، ومقتل الكثير من أبنائهم، وتدمير منازلهم، في حين تقوم بتبديد الأموال وإقناعهم بالأفكار الطائفية المستوردة.
وعبر الكثير من المواطنين عن استيائهم ورفضهم للمارسات الحوثية التي تجاوزت أعتى الأنظمة الانتهازية في العالم، لافتين إلى أن المليشيات الحوثية تحتفل بهذه الذكرى في حين تحتجز المئات من الناقلات الخاصة بالمشتقات النفطية والغاز المنزلي على مداخل العاصمة صنعاء، وكان الأحرى بها السماح لها بالدخول وتخفيف الأزمة التي يعيشها المواطينن.
ثورة وعي
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تظاهرات واسعة لنشطاء، وشعراء، ومثقفين، وكتاب، وسياسيين، جميعهم يذكرون مليشيات الحوثي بشعاراتها أثناء حصارها للعاصمة صنعاء في مثل هذا اليوم، ومنها شعار رفض الجرعة، في حين تسبب خلال الأربع السنوات بمئات الجرع وأصبح غالبية أبناء الشعب لا يجدون قوت يومهم.
وفي خضم هذه التظاهرات التي عكست مستوى رفض المجتمع اليمني للمليشيات الحوثي واختطافها للدولة ومؤسساتها بقوة السلاح ودعم مباشر من طهران، أعلن الكثير من الشخصيات السياسية التي كانت تتعاطف مع شعارات الجماعة التي رفعتها أثناء تنفيذها الانقلاب على الدولة، أعلنت اعتذارها عن مواقفها، ورفضها لجميع التصرفات الحوثية المستوردة من الخارج.
وأكدت هذه الشخصيات التي لا يتسع المجال لذكرها أنها انخدعت بشعارات الحوثيين التي لامست حينها احتياجات المجتمع ومنها "رفض الجرعة، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني" وغيرها من الشعارات والدعايات التي انقلبت عليها لاحقاً واتضح أن الجماعة تنفذ مشروع عنصري طائفي، خدمة للأجندات الإيرانية.
احتفالات حوثية على وقع الجوع والتجنيد
وبالتزامن مع احتفالات مليشيات الحوثي الانقلابية بالذكرى الرابعة لإشعالها الحرب والتي اكتست هذه المرة بلونها الطائفي الخالص، خصوصاً وأنها الذكرى الأولى بعد مقتل شريكها في الانقلاب الرئيس السابق على عبدالله صالح، تعيش العاصمة صنعاء أسوأ أزمة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، إضافة إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية.
ويعاني سكان العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أوضاعاً انسانية غاية في الصعوبة جراء انهيار العملة ورفض الحوثيين صرف مرتبات الموظفين للعام الثالث على التوالي، إضافة إلى انعدام الأعمال والضغوطات التي تمارسها المليشيات على كل من يرفض المشاركة معها في القتال ضد القوات الحكومية.
ومنذ مطلع العام الجاري، تنفذ مليشيات الحوثي الانقلابية حملات دورية واسعة لتجنيد المواطنين، والأطفال من المدارس، والمساجد، والشوارع، في حين تقوم بتجنيد الفتيات، وتواصل جمع الجبايات، والتبرعات من التجار والمواطنين تحت تهديد السلاح والتلويح بالاختطاف والتعذيب في السجون.