الأخبار
- تقارير وتحليلات
ثورة 26 سبتمبر وأبرز المحطات الثورية ضد الإمامة (تقرير خاص)
العاصمة أونلاين - خاص
الاربعاء, 26 سبتمبر, 2018 - 10:23 مساءً
تولد النار من شرارة، وتتبرعم الأشجار العملاقة من بذرة صغيرة ، كذلك كانت ثورة 26 سبتمبر خلاصة شرارات وتلاقح بذور وجذور.
وتعانق أشواق امتدت في قلوب اليمنيين على مسافة آلاف الليالي من الكهنوت الإمامي الجاثم على الأرض والإنسان، كأفزع كابوس مازال يرعب اليمنيين تذكره.
"العاصمة أونلاين" يستعرض أبرز المحطات الثورية ضد الإمامة:
ثورات الحجرية عام 1094: الشرارة الأولى على جبل صبر
رفض أهل الحجرية تسلط الإمام أحمد بن الحسين وعماله على الأهالي وعملوا على العصيان ما لبث أحمد بن المؤيد أن قمع عصيانهم وقام بأسر بعض المشايخ وأرسل بهم إلى منصورة الدملؤة وهناك قام المهدي الثاني بإعدام الأسرى وكانت سبباً لثورة الحجرية وخدير وصبر عليه واستمرت أحداث الثورة فترات متتالية حتى تم قمعها بعد أن كانت على مشارف النجاح.
وفي العام التالي قامت ثورة أخرى بصبر ضد الإمام المؤيد الصغير تم فيها إلغاء حي على خير العمل من الأذان، وانتفضت الحجرية مرة أخرى مساندة لصبر حتى سيطروا على البلاد من باب المندب ولحج إلى تعز غير أنه تم قمعها بكل وحشية.
ثورة يافع: بذرة الحرية
في عهد الإمام المؤيد الصغير محمد بن المتوكل إسماعيل في ربيع الأول سنة 1094هـ، وهزمت جيشه شر هزيمة حتى كاد يفنى الجيش كله، وخرجت يافع من سلطة الإمام المؤيد، ولم يجرؤ على غزوها بعد ذلك حتى أن جيشه أحجم عن غزو يافع سنة 1095هـ.
ثورة الفقيه سعيد الدنوي 1256هـ: جذر سبتمبر
تميزت ثورة الفقيه سعيد الدنوي عن غيرها من الثورات أنها ثورة شاملة فكرية وسياسية وعسكرية، توحد فيها كل اليمن الأسفل من عدن وحتى تهامة، وذلك بسبب نهب وسلب الأئمة وبطشهم باليمن الأسفل، استطاع جيش الفقيه أن يطهر كل اليمن الأسفل من الأئمة وولاتهم وواصل تقدمه حتى يريم وضرب حصاراً على جيش الإمام الهادي بن المتوكل وكاد أن ينتصر، وكاد الإمام أن يعلن هزيمته واستسلامه لولا خيانة وبيع بعض قادة جيش الفقيه أمثال علي أبو حليقة وآخرين، استطاعوا التسلل إلى خيمة الفقيه سعيد وأسره وعندما علم جيش الفقيه بذلك انهزم، وتم قمع كل اليمن الأسفل وخاصة إب والدنوة التي أباحها الإمام للمرتزقة.
ثورة قلعة المقاطرة : أوّل (لا )
هي ثورة خاضها أبناء المقاطرة ضد حكم الإئمة، وانطلقت من قلعة المقاطرة وهي واحدة من أهم القلاع في منطقة الحجرية وتتبع محافظة لحج، وكانت قديما من أهم المراكز الحربية للمعافر في فترة الحكم الاوساني ثم الحميري.
تاريخ ثورة المقاطرة
في عام 1922م بدأت ثورة المقاطرة، سلم الأتراك السلطة للامام يحيى حميد الدين وتركُ له الكثير من الاسلحة والقيادات العسكريه المرتزقة. وقد أجبر البريطانيون حينها العثمانيين على تسليم الأراضي التي كانت تحت سلطتهم للامام، وبعد ذلك بدأ الإمام يحيى بالتحرك إلى المناطق لإخضاعها لحكمه ودخلت المقاطرة ضمن أهدافه، وقد زحف عليها وكانت مبرراته التي أشاعها، كما يذكرها مؤرخ الإئمة عبد الكريم مطهر” أنهم كانوا متهاونين في أمور الدين، ولم يبق لديهم منه ومن تعاليمه ما يعدون به من أهل الإسلام؛ أهملوا الصلاة وعقود الأنكحة، واصبحوا إخوان نصارى نتيجة قربهم من عدن وذهابهم إليها، ومعاشرتهم للأجانب، وهي أسباب بحد وصفه جعلت أمير الجيش الإمامي علي الوزير يرسل إلى الإمام يحيى طالباً المدد والإذن بإصلاح تلك الجهة، وإدخالهم إلى حظيرة الطاعة.
حشد الأئمة
حَشد الأئمة لغزو المقاطرة آلاف العساكر، غالبيتهم من “أرحب ووداعة”، وبعض رعايا مشايخ اليمن الأسفل، بعد مبايعتهم لسلطة الإمام يحيى -الذي قدم لهم كلاما معسولا ريثما يتمكن من بسط سيطرته على تلك المناطق من قبل واليه علي الوزير. ثم نكث بوعوده كلها، واعتقل وجهاء المنطقة ومشايخها، واقتادهم حفاة مكبلين بالسلاسل من تعز إلى صنعاء ومنها إلى سجن حجة الرهيب، حيث تم إبقاؤهم هناك لأكثر من عشرين عاما معتقلين دون أي تهمة أو محاكمة.
تقدم الجيش من جميع الجهات، على القلعة وحصن الثميدني، وكان من فيها من المجاهدين قد أجمعوا على عدم تسليمها، صمد الثوار في قلعة المقاطرة من مشايخ آل علي سعد والشيخ الفقية حميد الدين الخزفار لمدة عامين، وكبدو جنود الإمام مئات القتلى. لكن في النهاية سقطت القلعة كما تذكر الروايات بخيانات من الداخل.
كانت النتيجة 200 أسير، اقتيدوا صوب صنعاء ،واجبر كل واحداً منهم على ان يحمل رأس اثنين من أقاربه على عنقه حتى وصلوا الى صنعاء بعد سير على الأقدام لمدة ثلاثين يوم، وفي صنعاء تم إعدامهم.
حركة تعز وإب ضد الإمام يحيى عام 1928:أول اتفاق ثور ي
اجتمع بعض مشايخ إب وتعز في مدينة تعز وهم: سلطان عبدالله يحيى الصبري وأخواه إبراهيم وعلي، وعبدالوهاب نعمان، وزيد بن عثمان المساوى، وحميد بن علي الجماعي، وغيرهم، وأبرموا اتفاقًا على الثورة، وفصل بلاد إب وتعز عن سلطة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين.
إلا أن أمرهم انكشف للإمام قبل التنفيذ فجرد عليهم حملة هدموا بيوتهم وأحرقوها، وأسرهم جميعاً وكبلهم بالحديد، وسيقوا راجلين إلى صنعاء حيث أعدم بعضهم والبعض الآخر مات في سجون الإمام يحيى.
الثورة التهامية (الزرانيق) من 1925- 1928: الثورة الشرسة
انتفضت معظم قبائل تهامة وعلى رأسها قبائل الزرانيق بقيادة الشيخ أحمد فتيني جنيد ضد الإمام يحيى ودارت معارك كثيرة وشرسة وحصار لقبائل الزرانيق استمرت ثلاث سنوات هزمت فيها جيوش الإمام يحيى شر هزيمة، لكن بفعل الخيانات الداخلية واستمرار حشود الإمام للجيوش والمرتزقة وفارق التسليح تم قمع هذه لثورة بكل وحشية.
ثورة 48 أو ما عرفت بـ"الثورة الدستورية": أول النار
قادها وهيأ لها العديد من الشخصيات اليمنية أمثال الزبيري والنعمان وجمال جميل والفضيل الورتلاني، تم فيها قتل الإمام يحيى حميد الدين، في 13 فبراير 1948 وتنصيب عبدالله الوزير إماماً دستورياً جديداً لليمن. لكن هذه الثورة فشلت بسبب عوامل داخلية وخارجية ووقوف جامعة الدول العربية إلى جانب الإمام أحمد حميد الدين وعدم الاعتراف بالإمام الوزير المنصَّب من قبل الثوار. وانتقاماً من هذه الثورة والثوار أعدم الإمام أحمد رموز الثورة ونهب صنعاء نهباً ذريعاً لم تنهب مثله في التاريخ.
حركة 55 بقيادة المقدم أحمد الثلايا مع بعض الضباط في الجيش، حيث استغل هؤلاء الضباط الخلافات العائلية بين الإمام أحمد وأخيه عبدالله وتم التواصل مع الأمير عبدالله واستمالته إلى صفوف الثوار، وحاصر الجيش قصر الإمام في تعز وتم إجباره على التنازل لأخيه عبدالله، إلا أن الإمام أحمد استطاع خداع الثوار والضباط وقام بشراء العديد من الضباط وتم إجهاض الثورة واستعادة عرشه بعد ثلاثة أيام، وقام بإعدام أخيه والعديد من الضباط وقيادة الحركة الوطنية.
حركة مارس 1961: الطلقة الأولى
في السادس من مارس 1961 جرت محاولة الإطاحة بالإمام أحمد في مدينة الحديدة من قبل بعض الضباط على رأسهم الملازم عبدالله اللقية، والملازم محمد عبدالله العلفي، ومحسن الهندوانة، ومن خلفهم كان الزعيم عبدالله السلال مدير ميناء الحديدة يومها. وقام اللقية والهندوانة والعلفي بمحاولة اغتيال الإمام أحمد بإطلاق النار عليه في مستشفى الحديدة مما أدى إلى إصابته إصابات غير قاتلة، إلا أن محاولة الاغتيال فشلت، وتم القبض على الضباط الثلاثة وإعدامهم، لكن هذه العملية هي التي مهدت للثورة الأم 26 سبتمبر التي أطاحت بعد ذلك بالإمامة.
ثورة 26 سبتمبر (الثورة الأم) 1962: الاشتعال
جاءت هذه الثورة تتويجاً لنضالات اليمنيين المستمرة ضد الإمامة طيلة قرون وسميت بثورة الألف عام لأنها كانت المحطة الفاصلة في تاريخ اليمن. بعد إعلان وفاة الإمام أحمد حميد الدين ومبايعة البدر إماماً جديداً اشتعلت الثورة في كل من صنعاء وتعز وبقية المحافظات بقيادة الضباط الأحرار؛ السلال، علي عبدالمغني، وغيرهم، ومن السياسيين ورجال الأعمال عبدالغني مطهر، ومحمد النعمان، والزبيري وآخرون. تم طرد الإمام البدر وإقامة الجمهورية ، (وولى زمان كعرض البغي وأشرق عهد كقلب النبي)