الأخبار
- تقارير وتحليلات
في يومهم العالمي.. المعلمون اليمنيون بلا رواتب منذ عامين وتلويح بالتصعيد
العاصمة أونلاين - خاص
الجمعة, 05 أكتوبر, 2018 - 09:25 مساءً
الخامس من أكتوبر، يوم استثنائي في حياة المعلمين على مستوى العالم، لكنه بالنسبة لعشرات آلاف المعلمين اليمنيين المنخرطين في مدارس تقع تحت سيطرة الميلشيا الانقلابية يوم حزين آخر.
العملية التعليمية تسير في اليمن نحو المجهول، في ظل الحرب وسيطرة سلطات الحوثيين التي تعتبر التعليم قضية هامشية لا تستحق الاهتمام، إلا بما يخدمها في محاولة تغيير المناهج لصالحهم حيث يمتنعون عن تسليم رواتب المعلمين منذ قرابة عامين.
ولم تكتف مليشيات الحوثي بعدم صرفها لمرتبات المعلمين والموظفين، بل حاولت الضغط على المعلمين بتهدديهم بتوظيف آخرين بدلا عنهم وإقصائهم من الدرجة الوظيفية، وتعمد إلى فتح المدارس بقوة السلاح لإنهاء الإضرابات التي نفذت من قبل المعلمين الذين يطالبون بصرف رواتبهم.
المعلمة "سلوى محمد غالب" قالت لـ"العاصمة أونلاين" إن هذا اليوم ضاعف حزنها وخصوصاً عندما أتى هذا اليوم وبدنا يعيش هذه الظروف الصعبة وبالأخص المعلم الذي كان يعتمد في حياته على راتبه وقلمه، وما إن انفجرت الحرب حتى وجد المعلم نفسه في وسط ها فسلب حقه وفقد احترامه وهيبته.
لم تستطع سلوى إكمال الحديث، خنقتها العبرات، شرعت في البكاء، وختمت سريعاً بقولها "لم يعد لدي شيء أقوله انتهى.. انتهينا وسط هذه الحرب".
انتهاكات جمَة
نقابة المعلمين اليمنيين، في بيانها الاربعاء الماضي، عبرت عن قلقها البالغ واستنكارها الشديد للحال المأساوي والانتهاكات الانسانية بحق التربويين في البلاد، معتبرةً حرمان المعلم من تقاضي راتبه كل شهر جريمة إنسانية وتجويع متعمد لآلاف الأسر والأطفال.
وأشارت الى أن الآلاف من المعلمين يواجهون أكبر أزمة إنسانية خانقة، ويعيش أطفالهم على حافة المجاعة بفعل انقطاع المرتبات لعامين متواليين، ولا سيما المعلمين في مناطق الاشتباك والمهجرين من المحافظات غير الخاضعة لسلطات الدولة وكذا العاملين فيها.
النقابة حمًلت مليشيات الحوثي الانقلابية التي تسيطر على صنعاء وعدة محافظات، المسؤولية الكاملة عن عدم تسليم الأجور، وفقاً لما تنص عليه القوانين الدولية التي تلزم سلطات الأمر الواقع بصرف مرتبات المدنيين وتوفير كافة متطلبات الحياة والمعيشة.
وفي بيان لها بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، كشفت رابطة أمهات المختطفين أن المعلمين اليمنيين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب في سجون الحوثيين بالعاصمة اليمنية صنعاء.
كما كشفت رابطة أمهات المختطفين، في تقرير لها أكتوبر 2017، عن اختطاف جماعة الحوثي المسلحة، لـ 613 من المعلمين والأكاديميين اليمنيين من بيوتهم ومدارسهم وأماكن أعمالهم بينما كانوا يؤدّون عملهم الوطني.
وضع التعليم
وتواصل مليشيا الانقلاب تعنتها وامتهانها للمعلم اليمني رغم المناشدات المحلية والدولية، بل تعمل على إسكات أي صوت يطالبها بحقه، وهو ما تعرض له المئات من المعلمين بين سجن وتعذيب وقتل وتشريد.
منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة للطفولة أعلنت أن 4.5 مليون طفل يمني قد لا يتمكنون من العودة لمدارسهم بسبب عدم صرف رواتب المعلمين منذ قرابة عام كامل.
ووفقا لتقرير تربوي "فإن توقف رواتب 70% من المعلمين منذ عشرة أشهر يهدد نحو 13 ألف مدرسة بالإغلاق أن 1400 مدرسة في عموم البلاد ظلت مغلقة العام الماضي بعد تضرر ثلثيها بشكل جزئي أو كلي".
وأشار التقرير "أن نحو ثلث المدارس استخدمت مواقعَ قتال أو لإيواء النازحين، وأن عدد الأطفال خارج المدرسة تجاوز ثلاثة ملايين طفل منذ بداية الحرب".