الأخبار
- تقارير وتحليلات
توجهات حوثية لإعادة بناء الهوية اليمنية وتغيير شكل الدولة وفق رؤية "طائفية"
العاصمة أونلاين - خاص
الخميس, 11 أكتوبر, 2018 - 11:01 مساءً
اختتمت جماعة الحوثي الانقلابية، أمس الأربعاء، "المؤتمر العلمي الأول للارتقاء بالعمل المؤسسي في ضوء عهد الإمام علي لمالك الأشتر"، والذي استمر لمدة ثلاثة أيام، وعت إليه عدد من الأكاديميين من مختلف الجامعات والوزارات والمؤسسات الخاضعة لسيطرتها، وأجبرتهم على ترديد شعار "الصرخة" الخاص بها.
وأوصى المؤتمرون بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ مخرجات المؤتمر التي تهدف إلى إعادة بناء هوية المجتمع ودمج القيم التي وردت في عهد الإمام علي لمالك الاشتر، وكيفية الدمج في مناهج المؤسسات التربوية بهدف إعادة بناء الذات اليمنية.
وأكدت قيادات حوثية في كلماتها خلال المؤتمر، أنه سيجري اعتماد "عهد الإمام علي كمصدر للتشريع، وهو توجّه زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الذي اعتبرته "دستور للدولة"، حيث سيتم صياغة القوانين والدستور والمبادئ الأساسية للدولة بناء على ذلك العهد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على حياة قيادات الجماعة ورموزها.
كما أكدت القيادات الحوثية، على أنه "سيجري إعادة هيكلة شاملة لمفاصل الدولة ومنها إعادة بناء سياسات الاختيار والتعيين وإعادة بناء الموارد البشرية وإعادة بناء النظم الإدارية في مؤسسات الدولة المختلفة في ضوء ذلك العهد.
وفي هذا السياق، أكد الصحفي والباحث اليمني محمد الأحمدي، إن فعالية مليشيات الحوثي التي دعت إلى إعادة صياغة الدولة اليمنية وفق رؤية طائفية وبناءً على ما سمي "عهد الإمام علي لمالك بن الأشتر"، هي جزء من أنشطتها في المجال الثقافي والفكري لتوطين مشروعها الطائفي في المجتمع اليمني.
وقال الأحمدي في تصريح لـ"العاصمة أونلاين"، إن مليشيا الحوثيين منذ انقلابها وحليفها صالح على السلطة، تمكنت من التغلغل في كل مفاصل الدولة اليمنية، وأرغمت موظفي الدولة على الالتحاق بدورات تثقيفية يتم تعبئتهم خلالها بالمفاهيم الطائفية والعنصرية للمليشيا.
وأضاف بأن المليشيات عمدت في الوقت ذاته، الى تغيير واسع في الكتب المدرسية بما يتناسب مع المفاهيم العنصرية والطائفية التي تتبناها، وإدراجها ضمن المنهج التعليمي، وكثفت من نشاطها في استدراج الأطفال وإلحاقهم في الدورات التثقيفية لتدريسهم هذه المفاهيم.
ولفت الباحث الأحمدي الى أن المضامين والأدبيات الطائفية الحوثية من شأنها العمل على تجريف الهوية اليمنية والإضرار بها للمضي قدما في تمزيق النسيج الاجتماعي في اليمن.
وقال لـ"العاصمة أونلاين" إن إطالة أمد الحرب وارتباك التحالف العربي للأسف في الملف اليمني والذهاب باتجاه حسابات أخرى، أسهم كثيراً في توفير المناخ المواتي للمليشيات الحوثي للتحرك بأريحية في مناطق سيطرتها".
وأشار الى أن مليشيات الحوثي استغلت أخطاء وارتباك التحالف والانتهاكات في المناطق المحررة، للتعبئة واستدراج المستهدفين ثم الزج بهم في معسكرات للتدريب بالتزامن مع برامج ودورات تثقيفية بالمفاهيم العنصرية والطائفية.
وأكد أن الدورات الطائفية الحوثية لا تخلو من تحريض كبير على الجيران وعلى العمق العربي وعلى المحيط الإقليمي، وخصوصاً ضد السعودية التي تعتبرها مليشيات الحوثي "بلد التكفيريين والدواعش" وما شابه من مفاهيم وتعبئة الكراهية ضد السعودية.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، عملت جماعة الحوثي الانقلابية على تهيئة المجتمع اليمني لأفكارها الطائفية من خلال احتلال المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة، وكذا المساجد والمراكز الثقافية، وعملت على تعديل المناهج الدراسية وأدخلت فيها مواضيع طائفية، ناهيك عن مئات الأنشطة الثقافية الطائفية التي استهدفت المجتمع اليمني بجميع فئاته.